بقلم:عباس الصباغ
واهمٌ من يعتقد ان المعركة مع تنظيم داعش وبعد سنين طويلة من اعلان بيان النصر قد انتهت او حُسمت بشكل نهائي وميداني على الارض ، وماجرى مؤخرا في المقدادية يؤكد هذا الكلام فمازالت الكثير من الدلالات تشير الى ان داعش مازال قادرا على توجيه ضربات ارهابية خاطفة ونوعية موجعة ضد اهداف منتقاة باستغلال اية فرصة تسنح له ، ويعتقد انها سهلة وحين يجد اية ثغرة ينفذ من خلالها لذلك فما يزال يحلم بالوصول الى متون حزام بغداد وهو هدفه القديم وبضربات نوعية بالاقتراب من هدفه الاستراتيجي النوعي بتهديد العاصمة من خلال حزامها ، والمقدادية احدى السبل الى ذلك بحسب اعتقاده المريض ، والادوات مازالت متوافرة ومتمثلة بداعش واخواته (الحواضن اللوجستية + الخلايا النائمة ) وداعش مع اخواته يستخدمون ذات النهج التخريبي والإرهابي القديم بضرب الاهداف المنتقاة ذات التنوع الطائفي والاثني ليضرب اكثر من عصفور بحجر واحد ، منها انه ليثبت للعالم بانه مازال موجودا في الساحة كي يعطي دفعة معنوية لمقاتليه بعد الانكسارات الجسيمة التي لحقت به وثانيا لخلخلة مكونات النسيج المجتمعي العراقي وضعضعة تماسكه ، لأنه يخطط لحدوث مضاعفات او مشاكسات جانبية لضرباته ـ لاسمح الله ـ لكن وعي الشعب العراقي وتآلفه الوطني طالما فوّت الفرص على داعش واخواته ولم يعطه الفرصة ليأخذ انفاسه للتمتع بتحقيق اهدافه خاصة في المقدادية ذات التنوع الطائفي والاثني الذي يحاول داعش مستميتا في اعادة سيناريوهاته القديمة كما حدث في سامراء ومن بعدها في الموصل وغيرها وباستخدام الذئاب المنفردة بضربات استباقية ارهابية جبانة.
للرد على هذه المعضلة اتي تتكرر دائما هو الاستمرار في مسك الارض وردم الثغرات الامنية التي قد تحصل هنا او هناك خاصة في المناطق التي يشتبه انها تحتوي على حواضن ، وعدم التراخي او التهاون في متابعة الخطر المحدق ومن اي منشأ اضافة الى معالجة ملف الحواضن اللوجستية ببرامج تنقية وطنية ومحاولة إرجاعها الى الصف الوطني وتنقية (فلترة) اجوائها من ادران ايدلوجية داعش سيئة الصيت القائمة على معاداة الشعب العراقي وتكفير واقصاء ومحو كل من لايتفق مع اطروحاته القروسطية ، فضلا عن تمييز من تأثر بها عن غيره ناهيك عن تفعيل الجهد الاستخباراتي لأنه المفتاح نحو عدم تكرار الفواجع التي يقترفها تنظيم داعش واخواته مستغلا الثغرات الامنية والاستخباراتية التي تحدث كما يستغل المناخ السياسي في المشهد العراقي العام والتوترات والتجاذبات والانسدادات اتي تكتنف حيثيات هذا المشهد كملف الانتخابات المثير للجدل وما اكثرها في هذا المشهد.
أقرأ ايضاً
- عن النزاهة واخواتها !
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- مَن يرعى داعش في العراق؟