مدرسةٌ إنشادية كانت لها بين المدارس الحسينية منهاجا وأداءً تميز باستقطاب الدمعة ولمس الفؤاد والإشعار بالمصيبة بلغة كانت ألحانها تستثير الجمهور وتؤثر على النفوس بنغمها وإيقاعها الحزين، هو الملا (عبد الأمير حسين محمد) المعروف بأبي بشير النجفي، ذاك المدرسة المتنقلة التي فاحت بنفحات شداها في جميع أرجاء المعمورة، فكان لمجلة الأحرار حوارا خاصا معه عن مسيرة المنبر الحسيني ومقومات المنشد أو الرادود الحسيني.
نون: متى بدأت ملا بالقراءة المنبرية؟
بدأت من سنة الثمانين وتحديدا 1402 هـ في قم المقدسة في حرم السيدة المعصومة (عليها السلام) في ذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السلام) وكانت القصيدة الى الشاعر المرحوم السيد عبد الحسين الشرع.
نون: هل أسستم مدرسة بطريقة التي تنشدون بها القصيدة الحسينية؟
كانت أول بوادر هذه المدرسة عند السيدة معصومة (عليها السلام) في ليالي الجمع حيث يتجمع العديد من الشباب الموالي لينهل من كبار القراء والمنشدين طريقة الإنشاد الصحيحة كما إن أكثر الراغبين بالتعلم كانوا يدأبون على المجالس الحسينية، وإن جلساتهم ما كانت لغرض إقامة أو تأسيس مدرسة بقدر ما كانت تهدف لتخريج جيل يرعى ويهتم بالطقوس والشعائر والمجالس الحسينية.
نون: ممن تعلمت القراءة الحسينية؟
تعلمت من تلقاء نفسي أثر رغبة تجيشت بسريرتي؛ لكنني كنت دائما أستمع وأحضر مجالس الملا وطن والملا حمزة الزغير والملا يس الرميثي (رحمهم الله) والملا جاسم النويني يحفظه الله فكان عامل تأثري بهؤلاء المنشدين الكبار له الحافز والداعم الأكبر على أن أجرأ وأرتقي المنبر الحسيني.
نون: باعتقادك ملا ما هي أهم المقومات التي يجب أن تكون ملكة عند المنشدين الحسينيين؟
أولها الإخلاص ويجب أن نعي معنى هذه الكلمة، فتحقيق تمامها صعب جدا، وهو الرابط المقوم للخادم مع إمامه الحسين (عليه السلام) لاسيما إذا كان العمل عملا تبليغيا ورساليا، فإنه أحوج ما يكون إلى نفحات الإخلاص، ولعل الإخلاص له ثوابين حصاد جهد دنيوي وآخر زرع أخروي،
ولا تزال الخدمة الحسينية تتطلب المزيد من الإخلاص وصفاء النية وكيف لا نخلص في خدمته وهو قد أخلص لله بدمه الطاهر؟! الذوبان في خطه وتشذيب العمل الحسيني مهما كان من الرياء والمجادلة والتفاخر والمتاجرة، هي من موجبات العمل الحسيني الخالص الذي يصب في الإخلاص لله من أوسع أبوابه.
وحري بالجميع أن يتحصنوا بالإخلاص ويبتعدوا عن موهمات الأطماع الدنيوية الزائلة، فإن الدنيا زائلة وما يبقى هو العمل المخلص الخالي من شوائب النفاق.
[img]pictures/2011/03_11/more1298963967_1.jpg[/img][br]
نون: لماذا الملا أبو بشير يميل دائما الى القراءة التراثية؟ وهل برأيك أن القراءة الحسينية هي بحاجة الى أحياء التراث الإنشادي أكثر من مواكبة التطور والتجديد؟
كثير من يسألني عن قراءتي المعتاد عليها هذا السؤال فأجيبهم أن المرجعيات الدينية والرسالات العلمية تقول: إن كان اللحن مطربا فانه يوحي ويقترب من الأغنية، وهو لا يجوز لذا أخشى الوقوع في مطب التشريع ولهذا دائما أعمل على تحرير الدمعة.
نون: هل تخضع القصائد التي تقرأها الى التحقيق التاريخي والعقائدي؟
كوني منشدا فأكثر ما يهمني مصداقية ما أنشده وعدم تضاده مع أي بعد عقائدي أو تاريخي لذا أؤكد حتى على المنبر بمقاصير العبارات بعض الجوانب التي تتحدث عنها القصيدة، لذا أي قصيدة فيها شيئا من الريب أو لمجرد وصف الشاعر لأي من الأئمة بصفات الباري عز وجل فأني أتجنبها خشية من الوقوع بالإثم، والحمد لله أن الشاعر (صباح أمين) أجد في كتاباته الاتزان وعدم الخروج بالنص وتجله بالعَبرة والعِبرة، وهو السبب الذي جعلني أكثر من قراءتي له.
نون: لم نسمع قصائد مسجلة بصوت الملا أبي البشير في الأستوديو لماذا؟
حقيقة لا أرغب بالقراءة في الأستوديو لأنني لا أجد فيه الروح الحسينية كما أجدها وسط الجمهور اللاطم والمردد لما أقول، ولأني لا أرتاح في القراءة إلا على المنبر الحسيني، وهذه نظرتي الخاصة بي وليس لي علاقة بمنظور الغير.
نون: ما هي نظرة الملا بخصوص الأطوار التي يؤديها أكثر المنشدين المحدثين؟
أطوار لا ألمس منها شيء من تراث الملا حمزة الزغير ووطن ويس، ولا يمكن أن أسميها بأطوار بل هي ألحان بعيده عن القضية الحسينية وغير خلاقة ولا تمثل أو تنشئ سلوكا حسينيا، كما إنها لا تعد مؤشرا على الوقار وهذا ما نتأسف عليه، وسبب الانفلات السلوكي هذا الى \"التحلل الزائف لمنشد القصيدة\"، لذا أدعو الالتفاتة الى من يقرأ؟ وماذا يريد من قراءته؟ وأن يراعي هيبة ومكانة ذكر أهل البيت (عليهم السلام) ويتلوها كما يتلو القرآن فهما حبل الله المتين الذي يؤتى ويرجى منه الخير.
نون: ملا حبذا تخبرنا ببعض من تتلمذ بمدرسة النجفي؟ وهل لأبي البشير أن يقرأ لشعراء شباب؟
من بينهم نجلي الملا عبد العظيم والملا وليد الشبان شباب جادين متلهفين للتحقيق هدفهم من خدمة المنبر الحسيني وهو رضا الله سبحانه وتعالى، أما الشعراء الشباب الشاعر أحمد الكعبي الكربلائي كذلك الشاعر احمد اللامي من أهالي ميسان.
حاوره/حسين النعمه
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر