- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدعوة لحجاب المرأة وهم أم حقيقة ؟؟الجزء الثالث
حسن كاظم الفتال
أين تكمن مقصودية الأذى؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يبدو أن إثارة الرجل من قبل المرأة هي مدعاة للأذى إذ هو يعاني من هيجان الغريزة ويصعب التغلب عليها.
فتبرج المرأة وإظهار مفاتنها أو تهاونها في إظهار العفة وهتكها للحجاب يعرضها هي الأخرى للأذى. فمن أجل ألا يحصل ذلك ولا ينحدر الإثنان إلى المنزلق أو يكونا عرضة للسقوط في مهاوي المعاصي أمر الله سبحانه وتعالى المرأة أن تحتجب عنه ولا تعرض له مفاتنها فقال جل وعلا: (فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ـ الأحزاب/ 59
وإن ما يلفت الأنظار الأمر الصادر من الله سبحانه وتعالى والذي يخاطب به نبيه الكريم صلى الله عليه وآله بصورة مباشرة فهو يحمل إيحاءات تشير إلى خطورة أو عظمة الموقف وأهميته. وما يستنبط من هذه الإيحاءات حقيقة جوهرها أن النساء مشمولاتٌ بالنداء ومطالبات بتنفيذ الأمر أسوة بنساء النبي صلى الله عليه وآله.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (إن المرأة إذا أقبلت أقبلت ومعها شيطان وإذا أدبرت أدبرت ومعها شيطان).
ماهية الشيطان
ـــــــــــــــــــــــــــ
تباينت الآراء التي طرحت في تعريف أو الكشف عن ماهية الشيطان وكينونته ولعله لم يكن كيانا معينا يشبه الرجل أو الجن إنما هو التسويل أو الحافز أو الوسواس للنفس في أن تمارس أي عمل خفي أو علني وربما تزداد رغبته في التخبط أو هو هيئة الصراع الذي ينتاب كل نفس. فكلما تزايدت مرتبة الإيمان في النفس درجة أعلى كلما احتشدت النفس بالورع والتقوى وانتقلت إلى مرتبة اللوامة وثم المطمئنة وخرجت من مرتبة الأمارة بالسوء وقاومت الخيال وانتصرت عند نشوب الصراع بين دوافع الخير ومحركات الشر وتزايدت فيها عناصر التمييز بين الضار والنافع وازدادت فيها الحاجة لكسب الخير وطرد الشر.
إذ إن الحواس الخمس للإنسان تشترك بعناصر متعددة تكوِّن حسا مشتركا يوصلها إلى الخيال وثم قوة التخيل.
ويقسم العلماء هذه القوة إلى ثلاثة منافذ فمنها العاقلة والحافظة والواهمة وحين يكون الشيطان القوة المسولة للنفس في اتخاذ القرار ربما يخترق إحدى هذه القوى الثلاث.
إذن إن الشيطان يمكن أن يكون حيزا يزيحه تدفق الإيمان.
فعندما تقبل المرأة وينظر إليها الرجل يقبل بنظرته التصور والخيال والتخيل وحين تكون النفس لا زالت في مرتبة الأمارة بالسوء فلابد أن تسوقه إلى تصرف مشين أو يقبل معها المسول أو المحفز للإثارة والسائق إلى الممارسة الخاطئة. (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (269)) ـ البقرة
فالشريعة السماوية ترشد للعقل والتعقل والإنصراف عن كل ما يعني اتباع الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس فيورث الفقر في كل شيء. ولعل في مقدمة هذه الأشياء فقر العلم والمعرفة والحكمة. وفقدان الحكمة يؤدي إلى فقدان الخير. فتعسا لمن يكون سائقه الشيطان فإن المتبرجة تصطحب معها شيطانا يغوي الناظرين إليها ويمنيهم ويدعوهم للميل للشهوات
ولعل أبرز وأهم المصاديق لذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله: من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط من الله ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من نار مع الشيطان فيقذفان في النار ـ بحار الأنوار / ج101 العلامة المجلسي
ورب شاهد آخر يؤيد هذا الأمر هو مقطع من وصية لأمير المؤمنين علي لولده الإمام الحسن صلوات اهيا عليهما يقول فيها: (واكفف عليهن من أبصارهن بحجبك إياهن، فأن شدة الحجاب خير لك ولهن، وليس خروجهن بأشدَ من إدخالك من لا يوثق به عليهن، وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل)
ليس غريبا أن نجد الصائم يشتهي الكثير من الأكلات بسبب مشاهدته لها.. فكلما شاهد نوعا من الطعام أو الفاكهة ازدادت رغبته في تناوله فيسرع لاقتنائه. بينما نجد من لا يقع بصره على هذه الأنواع أقل تفكيرا من غيره بها وأقل اشتهاء لها. وهذا ما يجعلنا أن نتوقف كثيرا عند الآية الكريمة التي تأمر بغض البصر (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ (31)) ـ سورة النور.
إلى اللقاء في الجزء الرابع
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟