ابحث في الموقع

شتاء ساخن وليل قاتم ( كردستان العراق )

شتاء ساخن وليل قاتم ( كردستان العراق )
شتاء ساخن وليل قاتم ( كردستان العراق )

بقلم:حازم الشهابي
إن ما يحدث ألان في الإقليم ما هو إلا فرصة ذهبية وهبة سماوية , لبعض الأحزاب السياسية الاستعادة ما فقدوه من بريق وحظوظ ومقبولية جراء سياساتهم الفاشلة.
إن أحزاب السلطة الحاكمة في الإقليم , تمر اليوم بأزمة خانقة وغير مسبوقة , وخصوصا بعد موجة الرفض الدولي والإقليمي والمحلي لمشروع الانفصال ,والذي كثيرا ما كانت تعول علية حكومة الإقليم , مما دفع بحكومة المركز إلى اتخاذ إجراءات صارمة , للحد من غطرسة مسعود برزاني وأتباعه , ومنها إغلاق مطارات الإقليم والمنافذ الحدودية وسيطرة الحكومة المركزية على الكثير من المناطق التي استولى عليها الإقليم وخصوصا النفطية منها , بعد مرحلة دخول داعش , هذا بالإضافة للحراك الشعبي الدائر اليوم في الساحة الكردية ومطالبتهم باستقالة الحكومة.
فادت هذه المقدمات بالنتيجة إلى انهيار وتمزق نسيج وتركيبة المنظومة السياسية للأحزاب الحاكمة في الإقليم , ومنها إعلان الكثير من الأحزاب انسحابها من الحكومة , كحركة التغيير والحركة الإسلامية وبعض الشخصيات المستقلة , وأخرها إعلان رئيس البرلمان استقالته , والتي تعد هي الأخرى ضربة موجعة لحكومة الإقليم والحزب الحاكم على وجه الخصوص , وذلك من اجل الحفاظ على ماء وجوههم وما بقي من مكتسباتهم الجماهيرية ,
وبالتالي فان مجمل هذه الأحداث الجارية من ضغوط شعبية وسياسية , جعلت حكومة الإقليم في زاوية ضيقة وحرجة للغاية , ليبدأ هنا دور المتصيدين من الساسة المفلسين , اللذين ثبت فشلهم في العديد من التجارب وعلى مدى سنوات عديدة , إلى سعيهم في اغتنام هذه الفرصة ورمي طوق النجاة لحكومة الإقليم التي فقدت شرعيتها أو على وشك فقدانها , , فكان للسيد نوري المالكي محاولات لاستثمار هذه الأزمة بما يخدم مصالحه السياسية , وذلك من خلال إجراء اتفاقيات ومساومات , من اجل حلحلت الأزمة وإنقاذ الحزب الحاكم في الإقليم بعد إن خسر الكثير من حظوظه وإخراجه من هذه الورطة , مقابل الحصول على مكاسب سياسية , ومن أهما التأييد البرلماني و دعم ولاية أخرى للسيد نوري المالكي , وهنا تكمن الإجابة عن السر الذي دفع بالسيد نوري المالكي وبشكل غير معلن إلى الدعوة لتأجيل الانتخابات , من اجل إعادة نظم الأمور وترتيب الأوراق وتوفير فسحة من الوقت لإبرام الاتفاقيات من الكرد الإتمام الصفة بنجاح.

إلا إن المشهد الكردي وحتى هذه اللحظة , ما زال معتم وغير واضح المعالم في ما يخص خارطة التحالفات الانتخابية , إلا إننا وبشكل عام نستطيع إن نقرأ شيء من هذه الخارطة من خلال المعطيات المتوفرة , فاعتقد إن الدور البارز والفاعل في نظم هذه الخارطة سيكون دون شك للأحزاب التي هي بالضد من حكومة الإقليم (الوطني والديمقراطي) وستبرز تحالفات وشخصيات جديدة على الساحة , من المناهضين لسياسة حكومة الإقليم التي خسرت الكثير جراء سياسياتها الأخيرة في إدارة الإقليم و إثارتها الأزمات , ومن المتوقع أيضا إنه سيكون هنالك انسحابات من الحزب الوطني وانشقاق البعض الأخر وتشكيل تكتل جديد وبمسميات جديدة , ومن المرجح أيضا إن السيد برهم صالح هو من سيكون عراب ومهندس هذه التركيبة.

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!