- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أمير المؤمنين(عليه السلام) ... وبيعة الغدير/الجزء الأول
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي يهل علينا شهر فضيل وكريم وهو شهر ذي الحجة وهو من الأشهر المباركة التي له خصوصية عند كل المسلمين ففيه ينفر الحجاج للحجيج ولأداء مناسك الحج والتي فيها يؤدي المسلمين كافة الحج وفق سنة نبينا الأكرم محمد(ص) والتي عند مذهب أهل البيت تعتبر أحدى فروع الدين العشرة أما في المذاهب الأخرى فتعتبر أحدى أركان الدين الخمسة التي يبنى عليها المسلم دينه الإسلامي وهي مأخوذة من حديث للرسول الأعظم محمد(ص) في أنه { بني الإسلام على خمس..} ومن هنا كان الحج يكتسب عند كل المسلمين روحانية وقدسية خاصة والذي عند نهاية مناسك الحج وفي نهاية العشر الأولى يحتفل المسلمين بعيد الأضحى المبارك وسمي بالأضحى لأنه فيه يتم ذبح الأضاحي من قبل الحجاج بعد الانتهاء من منسك حجهم وكذلك يقوم أغلب المسلمين بذبح الأضحية عند حلول عيد الأضحى وفي أول يوم منه أتباعا وتقليداً لسنة نبي الرحمة محمد(ص) والذي فيه قد ضحى بأضحيتين عن حلول هذا العيد واحدة عنه وعن أهل بيته والأخرى عن أمته والتي فدى بها عن كل الأمة الإسلامية بهذه الأضحية والذي بها تثبت أنه نبي الرحمة وبلا جدال أو نقاش وهو النبي الوحيد والذي في يوم القيامة والمحشر ينادي ويدعو لرب العالمين بالشفاعة لأمته ويقول { أمتي...أمتي} فالسلام عليك يا سيدي ومولاي أبي الزهراء شفيعنا يوم القيامة وركننا الوثيق في يوم المحشر. وفي هذا الشهر المبارك تهل مناسبة كريمة وعظمية على كل موالي وكذلك على كل الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء وهي بيعة الغدير وفيه يتم تحديد أسبوع الولاية وهذا الأسبوع فيه مناسبات ولائية مباركة من: عيد الغدير، والتصدق بالخاتم، والمباهلة، ونزول سورة هل أتى على الإنسان... في سورة الإنسان. وأسبوع الولاية فيه تجديد الولاء لأهل بيت العصمة والطهارة، وتوثيق المودة لهم، والارتباط بنهجهم وسيرتهم، وإدراك مقاماتهم.. فإن القلوب تنشغل وتصدأ، وفي هذه المواسم الإلهية القدسية نجلو صدأها، ونعمق ارتباطها بالحبل الموصل إلى خالقها، وهم أهل بيت العصمة. وأسبوع الولاية هو أسبوع إعلان البيعة لإمام العصر والزمان الغائب عن الأنظار الحاضر في القلوب العاشقة المنتظرة ليوم الظهور المبارك الذي به سيكون للعدل دولة وللظلم ذلا وهوانا وانكسارا، وسيرى العالم كل العالم في القائم المنتظر المصداق الطاهر لأمير المؤمنين (ع) الذي نكث القوم بيعتهم له وحاربوه وقتلوا أبناءه وشردوا من يدين بالولاء له.وأهم حدث في هذا الأسبوع هو بيعة الغدير والذي سوف نتناول عن الأسباب المكنونة في اعتباره عيداً واعتباره عيد الله الأكبر وحسب المصادر الموثقة من قبل كل الطوائف لنناقش هذا الأمر بصورة مستفيضة ومفصلة من خلال مبحثنا هذا، حيث اتفقت مجموعة من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت عليهم السلام على اعتبار يوم الغدير من جملة الأعياد الإسلامية، بل على اعتباره أفضل الأعياد. وهنا سؤالان يفرضان أنفسهما والسؤال الأول كيف صار يوم الغدير عيدا؟ أما الثاني ما هو السر في اعتباره أفضل الأعياد وأشرفها؟ أما جوابا على السؤال الأول فيمكن القول إن العيد مأخوذ ومشتق من العود، قال ابن منظور واشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل اشتقاقه من العادة لأنهم اعتادوه.(1) فتكون وجه المناسبة في التسمية هو أن العباد يعودون إلى الله في تلك الأيام بالطاعة والتوبة والعمل الصالح، ولذا ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في بعض الأعياد {إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد}.(2) وفي هذا المقطع الرائع يسلط أمير المؤمنين (ع) على حقيقة ناصعة وهي أن ولكن لماذا صارت بعض الأيام أيام عيد دون الأخرى إذا كانت العودة إلى الله بنبذ المعصية قد يحصل في باقي الأيام، والجواب: إن الله اختص بعض الأيام دون الأخرى وجعلها محلا لعودة الخلق إليه ونيل عطاياه وهباته مع أن كل الأيام كذلك، ومع أنه قد لا يكون يوم عيد الفطر يوم عودة المكلف إلى الله لمعصيته له فيه وقد يكون غير يوم عيد الفطر يوم عودته لعدم معصية الله فيه، ولكن الله أراد أن يتفضل على عباده فيجعل أياما معينة مخصوصة بالعيد يزيد فيها من فضله وعطاياه ومنحه، فيحصل العامل فيه العائد فيه إلى الله على المزيد من الأجر والثواب، كما أنه يشكر الله على نعمه فيها بما وفقه للصوم والحج، ولكي يقدر عظمة وأهمية ما اقترنت به الأعياد، من الصوم والحج والصلاة، ومن هذه الزاوية فإن العبد يكون فرحا في العيد، وهذا ما يقع في الأعياد حيث يعم الفرح النفوس، قال ابن الأعرابي سمي العيد عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد، غير أن فرحة المسلمين والمؤمنين لا من جهة نيل مشتهيات النفس المادية كالأكل بعد الصوم فإن هذه مما لا توجب الفرحة للإنسان المتأمل والمتمعن في القيم الواقعية للأمور، والإنسان العامل يفرح بالجوائز والهبات الربانية لا بحطام الدنيا الزائل ولذائذها المنصرمة.(3) روى الشيخ الصدوق عن الإمام الباقر (ع)، عن رسول الله (ص) أنه قال حتى إذا طلع هلال شوال {نودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة}ثم قال أبو جعفر (ع) { أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير والدراهم}.(4) وروى ابن شعبة الحراني عن الإمام الحسن المجتبى (ع) أنه مر في يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون، فوقف على رؤوسهم فقال { إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا، وقصر آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون، وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه والمسيء مشغول بإساءته}.(5) غير أن العيد يمتاز عن باقي الأيام بميزة أخرى وهي أن مظاهر العود إلى الله تكون جماعية لا فرادى، أي أنها تعبير عن مظهر اجتماعي عام وليس شأنا شخصيا خاصا. يقول ابن منظور والعيد كل يوم فيه جمع.(6) وهذه نقطة مهمة يجب ملاحظتها في مفهوم العيد، ولها دور في بلورة الجواب عن السؤال الثاني، فعيد الفطر مظهر عبادي عام يرتبط بالمسلمين ككل بعد انتهاء فريضة الصوم، وهكذا في عيد الأضحى بعد الفراغ من أهم أعمال الحج، ويوم الجمعة هو مظهر عبادي عام أيضا يجتمع فيه المسلمون في مساجدهم لأداء الصلاة يوم الجمعة والاهتمام بما يخص أمورهم، وهذا ما نشهد آثاره حتى اليوم، فإن الحضور الذي تشهده تلك الأعياد لا تجده في باقي الأيام طوال السنة، ويحرص الجميع على حضور تلك الأعياد في مظاهر عبادة جماعية فالعيد على هذا يمثل عودة جماعية من الخلق إلى الحق تعالى، ولعل في قوله تعالى {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.(7) تلميحا إلى ذلك من حيث أن العيد شأن مرتبط بالجميع أولهم وآخرهم. والخلاصة أن العيد بملاحظة معناه اللغوي والعرفي مدعوما بالشواهد الدينية يختزن في مفهومه ثلاثة ركائز التجمع، والفرحة، والعودة وهذه الأمور متحققة في الأعياد الأربعة، ففيها يجتمع المؤمنون في مظاهر عبادية عامة، ويفرحون بالمنح والعطايا الإلهية وبما وفقهم الله فيه من الصلاة والصوم والحج والولاية، ويعودون إلى الله بالطاعة. والآن نأتي إلى السؤال الثاني ما هو السر في اعتباره أفضل الأعياد وأشرفها؟ أما الإجابة على السؤال الثاني وقد اشرنا في بداية مبحثنا إلى أن المذهب الشيعي عنده مبدأين مهمين في المسلم وهي فروع الدين وهي خمسة وهي: التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة، المعاد. أما فروع الدين فهي: الصلاة، الصوم، الخمس، الزكاة، الحج، الجهاد، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، التولي لأهل البيت، والبراءة من اعدائهم. "وهو لب الموضوع فلابد من النظر إلى ما يميز عيد الغدير عن بقية الأعياد، فعيد الفطر مرتبط بفريضة الصوم، وعيد الأضحى مرتبط بفريضة الحج، وهما مع كونهما من الضروري إلا أنهما يعدان من الفروع الفقهية، بينما يرتبط عيد الغدير بعيد الولاية وهي تعتبر من الأصول وليس من الفروع، ومن الواضح أن الأصل يفوق على الفرع في الأهمية لأن الفرع يعود إليه فمن خلال الأصل يعلم حكم الفرع، ولأن الله أراد أن يتعبد المخلوق بالإيمان بالحجة الإلهية سواء كانت نبيا أم وصيا والالتزام بطاعته أما إذا أراد أن يعبد الله كما يحلو له فإن مصيره كإبليس عليه اللعنة حيث أراد أن يعبد الله من غير الخضوع للحجة الإلهية".(8) ومن هنا فأن عيد الغدير يعتبر من أهم واكبر الأعياد ولهذا سمي بعيد الله الأكبر وهو عيد العهد المعهود في السماء وميثاق الله المأخوذ في الأرض. فقد روى الكليني في الكافي بسند صحيح عن العدة، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (ع)، قال قلت جعلت فداك، للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال نعم يا حسن، أعظمهما وأشرفهما، قال قلت وأي يوم هو؟ قال يوم نصب أمير المؤمنين (ع) فيه علما للناس، قلت جعلت فداك، ما ينبغي أن نصنع فيه؟ قال (ع) تصومه يا حسن، وتكثر الصلاة على محمد وآله، وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم، فإن الأنبياء (ع) كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا.(9) وروى الصدوق في الخصال بسند معتبر عند جمع من علمائنا، قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبدالله (ع) قال ويوم الغدير أفضل الأعياد، وهو ثامن عشر من ذي الحجة، وكان يوم الجمعة.(10) وقد ذهب جمع من علمائنا أن تعبير (عن غير واحد) يدل على اعتبار الرواية، كما نقله عنهم الرجالي الكبير الشيخ المامقاني حيث قال:"ثم أنه نقل عن المحقق الشيخ محمد (رحمه الله) أنه قال إذا قال ابن أبي عمير عن غير واحد عد روايته من الصحيح حتى عند من لم يعمل بمراسيله وقال في المدارك لا يضر إرسالها لأن في قوله (غير واحد) إشعارا بثبوت مدلولها عنده(11). ومحل الاختلاف في السند في شيخ الصدوق، فقد اعتبره البعض حسنا ولم يوثقه آخرون. وهناك أحاديث أخرى قريبة من هذا المضمون.(12) وروى الصدوق بسنده عن الحسن بن راشد، قال قيل لأبي عبدالله (ع) للمؤمنين من الأعياد غير العيدين والجمعة؟ قال { نعم لهم ما هو أعظم من هذا، يوم أقيم أمير المؤمنين (ع) فعقد له رسول الله (ص) الولاية في أعناق الرجال والنساء بغدير خم}.(13) والآن لنسأل كيف صار يوم الغدير عيدا؟ يقول الإمام الخميني (قدس سره) "إن ما مر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال، يعتبر من الأمور المسلمة، بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس، وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على استيعابها، وأكثر من حجم التواتر. ويتبرك هذا الكتاب بذكر بعض الأخبار". عن الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال { ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان }. وبإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام قال: {من لم يأت الله عز وجل يوم القيامة بما أنتم عليه لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز له سيئة} وبإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث قال { والله لو أن إبليس –لعنه الله- سجد لله بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ولا قبله الله ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عز وجل أن يسجد له، وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم له، فلن يقبل الله لهم عملا ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله من حيث أمرهم ويتولوا الإمام الذي أمرهم الله بولايته ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله لهم}.(14) "والأخبار في هذا الموضوع وبهذا المضمون كثيرة، ويستفاد من مجموعها أن ولاية أهل البيت عليهم السلام شرط في قبول الأعمال عند الله سبحانه، بل هو شرط في قبول الإيمان بالله والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم".(15) ونكتفي بهذا القدر من مصادر الشيعة لنكمل مقالنا البحثي هذا إن شاء الله وإن كان في العمر بقية لنورد ومن مصادر أهل السنة والجماعة ما يقولون في بيعة الغدير وحديثها ونحيط بهذا الموضوع من كل جوانبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر: 1 ـ لسان العرب ج9 ص461. 2 ـ نهج البلاغة ص551 الحكمة428. 3 ـ المصدر: مقتطفات من مقال بعنوان (لماذا صار عيد الغدير عيد الله الأكبر؟)في منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية. 4 ـ فضائل الأشهر الثلاثة ص80. 5 ـ تحف العقول ص167. الإقبال ص275. بحارالأنوار: ۹۱ / ۱۱۹ / ۷. 6 ـ لسان العرب ج9 ص461. 7 ـ [المائدة: 114]. 8 ـ المصدر: مقتطفات من مقال(لماذا صار عيد الغدير عيد الله الأكبر؟) في منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية. 9 ـ الكافي ج4 ص148، عنه البحار ج37 ص171 ح53. وكذلك رواه الصدوق بسند صحيح أيضا، فقد رواه في ثواب الأعمال عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، قال حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبدالله (ع). ثواب الأعمال ص99، عنه البحار ج94 ص111 ح5. 10ـ الخصال ص394 01، عنه البحار ج94 ح3. 11 ـ مقباس الهداية ج2 ص275. 12 ـ راجع البحار ج37 ص 169 ح46، وص172 ح54. 13 ـ ثواب الأعمال ص99 ح2، عنه البحار ج94 ص112 ح7 14 ـ الأربعون حديثا ص512. 15 ـ مقتطفات من مقال(لماذا صار عيد الغدير عيد الله الأكبر؟) في منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً