بقلم / مسلم الركابي
الكل متفق ان ماحصل للمنتخب الاولمبي في دورة باريس الاولمبية يدعو للأسى والألم وخاصة حينما يتعلق الامر بمنتخب وطن ليس كبقية الاوطان وبشعب ليس كبقية الشعوب ، والكل متفق ان المنظومة الكروية العراقية يشوبها الخلل والارباك والتخبط والعشوائية في العمل وهذا بالنتيجة انعكس سلباً على اداء المنتخب الاولمبي وخروجه المذل من الدورة ، والكل متفق ايضاُ ان فرق مجموعتنا افضل من فريقنا بكل النواحي والتفاصيل ، والكل ايضاُ متفق اننا من حقنا ان نحلم بفريق يقدم مستوى مقنع بانه فريق يلعب كرة قدم ، والكل متفق ايضاً ان المدرب فشل نعم فشل فشلاً ذريعاً وحاول ان يصبح بطلاً لكنه اثبت بانه اضعف من ان يقود فريق لكرة القدم ، حينما قلنا في البداية اننا شعب ليس كبقية الشعوب فاننا نقصد باننا عاطفيون حد النخاع وليس لدينا حل وسط فجمهورنا يريد الفوز ولاشيء شيء غير الفوز ، وهذه حقيقة يتفق الكل عليها ، لكننا نعتقد ان الكل لا يتفق اطلاقاً على حملات السب والشتم والقذف والتسقيط والتي يقودها البعض ضد المدرب واللاعبين وكذلك الاشخاص العاملين في منظومة كرة القدم العراقية ناسين او متناسين ان المدرب واللاعبين والاخرين لديهم عوائل وبيوت وابناء واخوان ، نعم من حق الجميع ان ينتقد ويحلل ويعترض ويرفض ، لكن بنفس الوقت ليس من حق الجميع ان يسب ويشتم ويقذف ويخون الاخرين ، من تكون انت حينما تسب وتشتم وتخون الاخرين هذه الثقافة التي استشرت للاسف في وسطنا الرياضي والتي لازال البعض من الاعلام الرياضي المريض يروج لها نراها اليوم تتسيد المشهد ، مقدم برنامج كل انجازه انه يقدم برنامج على الشاشة يسب ويخون ويتوعد المدرب واللاعبين ، مدرب فاشل اصبح محلل بين ليلة وضحاها يسقط ويقذف ويخون بالمدرب واللاعبين ، ان هؤلاء ناسين او متناسين ان المدرب واللاعبين هم عراقيون شاء من شاء وابى من ابى ، وان من يحاول ان يقدم وجباته الفاسدة من خلال برنامج فاسد عليه ان يعلم ان ما يقدمه وما يقوله يمثل اخلاقه وتربيته وثقافته المتدنية وضحالة تفكيره ، اليوم اصبحنا نشاهد العالم كيف يشجع وكيف يتصرف اثناء الخسارة وكيف يحتفل بالفوز ، الرياضة تعلمنا المحبة والاحترام ، وكرة القدم هي رياضة شعوب تشيع اجواء المحبة والسلام ، لذلك اصبحت اللعبة الشعبية الاولى في العالم لغتها الوحيدة هي المحبة واحترام المنافس ، بعيداً عن اجواء الحقد والكراهية والتفاهة والتي يحاول البعض تسويقها ، لنتعلم من ابجديات الرياضة المحبة والسلام والصفاء والنقاء ، ولنتعلم من الاخرين كيف يجعلون من كرة القدم وسيلة للمتعة ليس الا ، ترى متى نتعلم ونحن كما يقال عنا شعب الحضارات ؟
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- من يُنعش بغداد ؟
- منْ الذي يُلجمُ نتنياهو ؟