- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مرجعية السيد السيستاني شجرة مثمرة دانية قطوفها يانعة الثمار
حجم النص
بقلم الكاتب:حيدر علي الكاظمي ليس الدمار والخراب هوما تخلفه الحروب، والعمليات الإرهابية، ومانتج عنها فهناك كوارث أصابت كيان الأسرة العراقية نفسها، فالقتل والتدميروالارهاب، لم يصيب المنازل أو المنشآت أو الجامعات أو المدارس، كبنى تحتية، ولكن طال الإنسان العراقي من الداخل، فحوله إلى أشلاء بشرية، تعاني من أمراض نفسية وعصبية، بالإضافة إلى تدنى ظروف الرعاية الصحية، وإنتشارأطفال الشوارع واليتامى، فالأيتام والأرامل، هم عنوان هذه الكارثة، حيث يقول الخبراء، أن أرقام الأطفال الأيتام في العراق قد بلغت الملايين، مما وضع العراق في المرتبة الأولى، في احتوائها على هذه الشريحة، وأن تلك المصيبة تتفاقم يوماً بعد يوم، فهاهم أيتام العراق، يفترشون طرقات الشوارع، والساحات والأرصفة، بين متسول أو باكي، أو متضرر أو شاكي، من آلام المرض والفقر، فكان لزاماً علينا، دينياً وإنسانياً ووطنياً، أن نلقي الضوء على تلك الكارثة الإنسانية، التي يعاني منها وطننا الحبيب العراق، لنكشف ما تعانيه تلك الشريحة من ظلم واضطهاد وسبيل معالجتها، فاليتيم ذلك الذي أوصى به الله تعالى من فوق سبع سماوات، وأكد عليه الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وعلى أله وسلم - عندما قال " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعه السبابة والإبهام " من الواضح جليا، انه خلال السنوات الأخيرة، الأرامل في العراق، يعانين من وضع لا يحسدن عليه، أغلبيتهن من تهجرمن بيتها، بعد أن فقدت زوجها ومعيلها الوحيد، وليس لديها راتب أو دخل يعينها على شدائد الحياة، أو من يعيل أولادها اليتامى، فلا يوجد أمامها سوى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ورواتب الرعاية، التي لا تغطي أبسط التكاليف، ناهيك عن الفساد الأداري، الذي ينخر هيكل الوزارة، حيث نشاهد بين الحين و الآخر، هيئة النزاهة تكشف بعض موظفين هذه الوزارة، قد سجل باسم 40 شخص وهمي، ليحصل على راتب الرعاية، وهو موظف غير محتاج، أي أنهم بفسادهم هذا، يحاربون اليتيم بلقمته، ويزيدون معاناته، مشكلات الأيتام كثيرة ومتعددة، تجعلنا نتساءل هل اليتيم له حقوق، وماهي هذه الحقوق؟ ومن المسؤول عنها؟ فضلا أن اليتيم الذى يفقد والديه أوأحدهما هو أولا وأخيرا ابن هذا الوطن الجريح، ويجب أن تضمه الأسرة العراقية الكبيرة، فالأيتام شريحة كبيرة ومهمة، يجب أن يتم رعايتهم صحياً واجتماعيا، ونفسياً وتعليمياً، ويكفي ما عاناه هؤلاء الأطفال، بسبب الصراعات والنزاعات الداخلية، والحروب والإرهاب الاعمى، فهم ضحاياها، وهم الفئة الاجتماعية، الأكثر عرضة لانتهاك حقوقهم، وأقل القدرة على المطالبة بحقوقهم وحريتهم، وخاصة مع قلة عدد دور رعاية الأيتام، الذى لا يتعدى 16 او 18 دار بالعراق، لا تسد حاجة خمس الايتام الموجودين ؟!! وعلى أثر ذلك، كان لزاما على المرجعية الدينية العليا، ابراز دورها الابوي الراعي، لهذه الشريحة المحرومة المضطهدة، وكعادتها دأبت بإيلاء الاهتمام الازم لهذا الامر الإنساني، فتم على أثر توصيات سماحة المرجع المؤيد المسدد اية الله العظمى علي الحسيني السيستاني (دام ظله الشريف)، وبدعم ومباركة منه شخصيا تأسيس مؤسسة إنسانية مستقلة، ذات نفع عام، تعنى بشؤون يتامى وعوائل الشهداء من ضحايا العمليات الإرهابية في العراق، وشهداء الحشد الشعبي الإبطال، الذين لبوا نداء المرجعية الدينية العليا، حيث كُلف فضيلة الشيخ أمجد ريـاض السعدي (دام عزه)، من لدن المرجعية الدينية العليا، بالأشراف المباشر عليها، والرجل من الرجال، الذين يُشهد لهم بالنزاهة المطلقة، وهو مزكى من مرجعية لاتضع الأمور ألا في نصابها الصحيحة، سميت بــ مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، وكان ذلك يوم 13 كانون الثاني 2006، فأصبح لها اليوم أربعة فروع في العراق، (تغطي 247 منطقة)، و (14 فرع) في المحافظات، (تغطي 87 منطقة)، إضافة الى فروعها في دول العالم، اما عدد الأيتام المسجلين مع المؤسسة يفوق (27 ألف يتيم)، ووضعت اهداف نبيلة سامية لهذه المؤسسة منها. 1. توثيق مآسي الأيتام والشهداء. 2. كفالة ورعاية الايتام والارامل وحث المؤمنين على ذلك. 3. التأسيس الى مشاريع الصدقة الجارية التي يعود ريعها للأيتام والارامل المسجلين في المؤسسة. 4. دعم وإغاثة العوائل النازحة وتوفير احتياجاتهم. بعد كل ما سلف من حديث في مقالتي هذه، أناشد أصحاب الضمائر الحية، من الذين يتحلون بالإنسانية، وهم كثر بأن يلتفتوا الى شريحة الايتام والارامل، هذه الشريحة المظلومة، فغدا ولا محال، سيكون أطفالكم أيتام بعد رحيلكم لدار الخلود، فلنزرع بذرة عسى ان تنفعنا يومها، وقطعا أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وكما وعد سبحانه في محكم كتابه الحكيم، { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [سورة البقرة: الآية 261 الى الآية 262]، فكل ذلك الخير الوفير، الذي وعد الله سبحانه به الانسان السخي الكريم، يأتي من خلال دعمكم لمؤسسة العين، مؤكدين ان المؤسسة لا تنتمي لأي جهة سياسية أطلاقا، فمن أوثق من مرجعية، يشهد لها القاصي والداني، بالنزاهة الشاملة المطلقة، جل همها أن لا ترى محروما، أو محتاجا تظله غمامة، بتبنيها هكذا مؤسسة إنسانية، هذه هي المرجعية الدينية العليا، بشخص راعي الامة اية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)، فهو كشجرة مثمرة دانية قطوفها، ومؤسسة العين ثمرة من تلك الشجرة اليانعة الثمار
أقرأ ايضاً
- العراق، بين غزة وبيروت وحكمة السيستاني
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- موقف السيد السيستاني من سرقة أموال الشعب بعنوان مجهول المالك؟!