حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم صراع الاديان هو السبب الحقيقي للصراعات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تحدث هنا وهناك في دول العالم، والذي يلفت الانتباه بشدة هو الدين الاسلامي لانه خاتم الاديان، وعند مراجعة التاريخ الاسلامي فنجد فيه صفحات بيضاء وسوداء كل يقرا الصفحة التي يريدها ولكن اصلا ان الدين الاسلامي صفحة بيضاء نقية جاءت من اجل البشرية. وهذا لايعني اننا ننكر ان هنالك خلفاء وقادة وحكام باسم الاسلام مارسوا سياسة الانتقام، اضف الى ذلك الجهل المطبق لدى من يعتقد بانه يفهم في تفسير القران ممن يعادون الاسلام، ولان هذا الصراع لابد له ان ينتهي في يوم ما فان النتيجة لهذا الصراع كيف ستكون؟ ولو قمنا بدراسة ما يحدث الان في العالم وبعيدا عن الوثائق التاريخية القديمة التي قد تثير الخلاف من حيث الاعتقاد او عدمه، فان هنالك نظرية ثابتة تقول الفكر الذي يفرض بالقوة او المال فهو الى زوال، والفكر الذي يفرض بالعقل فان زواله الا بفكر اقوى منه حجة، اما زواله بالسيف او بالمال فهذا امر مستحيل. داعش والوهابية صنيعة الصهيونية وامريكا فانها فعلت افاعيلها من اجل تشويه صورة الاسلام فقط لا غير ومسالة السيطرة على مصادر الطاقة فهذا امر مستبعد جدا لان ما تملكه الدول التي ليست على الديانة الاسلامية من الطاقات المختلفة والقوة الاقتصادية لا تجعلها اصلا تفكر بما تقدم عليه من اجل نفط العرب. حاولت المنظمات التبشيرية مع بذل الاموال ومنح الامتيازات الى كل من يعتنق الدين المسيحي كسب اكبر عدد ممكن من اتباع الاديان الاخرى الا انها تفاجات بان نسبة اعداد المسيحيين تراجعت في سنة 2014، بل ان الدراسات التي ذكرها مركز بيو الأمريكي المختص بأبحاث نمو الديانات في العالم اقامتها المنظمات الامريكية توصلت الى ان الاسلام سيساوي المسيح في العالم بعد ثلاثة عقود تقريبا. هنا يطرح السؤال، الدول الاسلامية هي دول ضعيفة عسكريا واقتصاديا امام دول امريكا واوربا، بل ان القرار العالمي المؤثر على الاوضاع العالمية بيد الامم المتحدة والتي هي اداة قرقوزية بيد امريكا وبالرغم من ذلك فان المسلمين في تزايد، فهل لدينا خالد بن الوليد وطارق بن زياد حتى نقول انهم قاموا بفتوحات اسلامية كتلك المشبوه التي اقاموها في بدايات الدولة الاسلامية؟ في عام 2010 كان عدد المسلمين في العالم 1.6 مليار نسمة مقارنة مع 2.17 مليار مسيحي. الا انه في عام 2050، سيشكل المسلمون نحو 2.8 مليار نسمة، والمسيحيون 2.92 مليار نسمة، وهو ما يعني أن المسلمين سيشكلون 30% من سكان العالم، في حين ستبقى نسبة المسيحيين كما هي في حدود 31.4%. هنالك عدة اسباب ادت الى زيادة المسلمين اهمها عمق التشريعات الاسلامية في نظرتها الثاقبة لما يرتقي بالانسان، وبالرغم من حملة التشويهات التي تقودها السعودية وادواتها من الوهابية وداعش والقاعدة وبوكو حرام الا انها ادت الى قلب السحر على الساحر، واصبح العالم باجمعه يميز بين ما تقوم به الافكار الهدامة التي تغذيها السعودية والافكار البناءة الاسلامية التي تنبذ وبشدة الافكار المتطرفة ولهذا فان الفكر الذي فرضته القوى الشيطانية في الوسط الاسلامي بالسيف والمال بدا الى زوال واما الفكر الذي جاء بالعقل فانه بدا سريع الانتشار بين الوسط البشري. امريكا التي بذلت كل ما بوسعها من اجل تشويه صورة الاسلام فان المسلمين في عقر دارها بداوا بالتزايد وحتى من نفس الامريكيين، نعم هنالك حرية في ممارسة العقيدة في امريكا اضافة الى المهاجرين اليها من المسلمين، وهؤلاء جاءوا بالعقل ولم ياتوا بالسيف فكانت النتيجة تزايد اعداد المسلمين. الدين الاسلامي لديه من العقائد مما يجعله لايحتاج الى السيف او المال، ويعتقد البعض ان احد الاسباب لانتشار الاسلام هو السماح بتعدد الزوجات وهذا هو سبب واحد من عشرات الاسباب، اضافة الى تحريم زواج المسلمة من غير المسلم وهذا المجال سيكون لنا مقال عنه في القريب العاجل ان شاء الله. يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ