حجم النص
بقلم /هادي جلو مرعي أعلنت السلطات الأمنية في المملكة العربية السعودية الكشف عن عدد من السيارات المفخخة والعبوات، وأنواع من الأسلحة بعد ساعات من إعلان مماثل عن إعتقال أحد المتورطين في إعتداء أدى الى قتل إثنين من الجنود النظاميين، تبعه إعتداء على عناصر آخرين جرح إثنان منهم أيضا، وقد سبق أن قتل إثنان من الشرطة في الأحياء الشرقية من العاصمة، واللافت إن المنطقة ذاتها شهدت الحادث الأول الذي إستهدف الشرطة قبل أسابيع، ثم هاهو يستهدف جنودا شرق المدينة الأمر الذي يثير علامات إستفهام حول طبيعة المنطقة، ونوع السكان فيها، وهل هي منطقة عشوائيات، وكيف هي الحالة الإقتصادية للسكان هناك؟ التطورات في اليمن لاتسير بصورة مواتية ترضي الرياض، فبعد أسابيع من المعارك صارت المملكة تتلقى المزيد من الأسئلة عن جدوى القصف الجوي الذي يسقط نتيجته المزيد من الضحايا المدنيين، ويتم تدمير البنى التحتية، بينما يبقى الحوثيون بعيدين نسبيا عن الإستهداف خاصة وإنهم يمارسون أعلى درجات الإنضباط، فالسعودية وحلفاؤها الذين أسقطوا الإخوان في مصر، ويحاربون داعش في العراق، يتحالفون مع داعش والقاعدة والإخوان في اليمن بطريقة مثيرة للإستغراب، وقد نتج عن ذلك تمدد للحوثيين في كل المناطق، بينما تمكنت داعش ومعها القاعدة من السيطرة على عدد من المدن والقرى والقواعد العسكرية، ولم تنجح العملية العسكرية في لجم الحوثيين، بل فتحت أبواب اليمن للقاعدة، وصار أنصار البغدادي يستعرضون في صحاري اليمن ويعلنون ولاءهم للخليفة البغدادي، بينما تؤثر كل تلك التطورات على الحالة السعودية في الداخل حيث تمارس داعش طرقا من الإحتيال لدخول عناصر من الإنتحاريين، وتشكيل خلايا تعمل على إستهداف عناصر الجيش والشرطة بما فيهم العاملين في العاصمة الرياض، والأغرب ان السيارات المفخخة بدأت تكتشف مايثير أسئلة أخرى عن الكيفية التي وصلت فيها، ويرجح أن تلك السيارات المفخخة يجري تحضيرها داخل العاصمة؟ لاشك أن عناصر مرتبطين بداعش يعملون داخل العاصمة السعودية، ويكونون خلايا تعمل لصالح التنظيم، فسبع سيارات مفخخة، وقتل للشرطة والجيش لايمكن أن يتم بهذه الكيفية المخيفة لو لم يكن من مواطنين مهدوا الطريق وساعدوا في توفير الملاذات الآمنة لعناصر داعش الذين يخططون لمزيد من الهجمات خلال الفترة القادمة إعتمادا على ظروف موضوعية تحكم المملكة وماحولها من صراعات في اليمن وسوريا والعراق وماتشهده دول أخرى من إضطرابات كالبحرين ولبنان وفلسطين ومصر وليبيا وتونس. شرق العاصمة الرياض يبدو إنه المكان المفضل لداعش لتنفيذ الهجمات، ولكن هو على مايبدو المكان الملائم للإختفاء بين السكان وفي العشوائيات حيث يتوفر عدد كبير من الفقراء والمتدينيين العنيفين الراغبين في القيام بكل شئ من شأنه أن يرضي نزعتهم نحو تطبيق مافهموه من دين حتى لو كان مزيفا ومنحرفا وبعيدا عن المنطق والعقل والحكمة وسماحة الإسلام.