- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أيها الشعراء والرواديد الحسينيون الأكارم حصانتكم الحسينية صونوها
حجم النص
بقلم:حسن كاظم الفتال قصائدُ تقرأ هنا وهناك.. تعنون بأنها حسينية...ويُفرَضُ علينا أحيانا سماعُها. وقد اعتدنا في الزمن الماضي ـ زمن ازدهار القصيدة الحسينية العظيمة ـ.أن نستلهم الدروس والعبر ونكسب الكثير من المعلومات والتعريف للأحداث والوقائع من خلال قراءتنا أو سماعنا القصائد الحسينية القديمة والتي كان ينظمها الحسينيون المخلصون الذين لا يبتغون إلا مرضاة الله عز وجل ومرضاة الإمام الحسين عليه السلام باتباع منهجه المشرف وبنية صادق خالصة واليوم أصبحنا نستمع لقصائد كثيرة تلقى. وكم نتمنى أن نتعرف من خلالها على منقبة أو فضيلة من مناقب وفضائل الإمام المعني بمضمون هذه القصيدة.. لكن نادرا ما نفلح بذلك. لا نسمع إلا: نشم عطر الورد بيك.. وعشگناك.. وعشگنه ما ينوصف.. وأنت الحبيب الغالي.. وانت أملنا.. وغير ذلك من العبارات التي تتكرر في معظم القصائد للشاعر الواحد إذن أين ازدهار القصيدة الحسينية وتوهجها الخمسيني والستيني وحتى السبعيني الاستبرقي المشع ؟ هل ثمة من ينوي بعلم أو بجهل عمدا أو توهما إخماد جذوتها. أمن العدل أن نلاحظ ذلك ونتخذ الصمت رفيقا ؟ من يريد أن يستبدل الإبداع بـ..... ؟؟ من يريد للقصيدة أن تنسلخ من حلتها الإستبرقية الناصعة الجمال أسئلة تتولد في النفوس تطرحها الهواجس. ولكن لا يجرأ أحد بالإفصاح عنها وطرحها بكل صراحة. أيها الحسينيون الأكارم منذ أن أبصرنا النور في هذه المدينة المقدسة ونحن نستمتع لأعذب وأرق وأجل وأقدس الأصوات الحسينية للمنشدين والرواديد. والذي كان يمثل رأس النفيضة في ركبهم المشرف الرادود المرحوم حمزة الزغير الذي يستوقف الصغير والكبير بعذوبة صوته. وما كنا نسمع منه يوما صرخات سمجة. أو جلبة. أو عقيرة عالية دون مبرر يملها السامع ويشمئز منها أحيانا البعض. لم نسمع ,هيييييييييييييييييا.. وينننننننننننننننننننننننك ؟؟ أعللللللللللللللللللللللللى و..و..و من أمثال الصرخات التي ما أنزل الله بها من سلطان لقد عايشنا أشهر رادود ممن كان يقيم احتفالات مواليد الأئمة الأطهار عليهم السلام أو المناسبات الدينية المفرحة في مدينة كربلاء المقدسة وفي مدن أخرى.. ولكن لم نسمع يوما لصوت أية آلة موسيقية تصاحب إلقاءه القصيدة. ولو حدث ذلك في ذلك الزمن لأسقطت عنه الحصانة الحسينية ونُحِّيَ من اعتلاء المنبر الحسيني العظيم إذ أن أسماء العترة الطاهرة وذكرهم أسمى وأرقى وأجل وأقدس من أن تصاحبها أصوات آلات يستخدمها المروجون للفسق في أغانيهم. أما اليوم ما نسمعه يضعنا أمام تساؤلات كثيرة.. أين نحن من أولئك المؤسسين لمدارس الشعر والإنشاد الحسيني التي نزعم بأننا ننتمي إليها ؟؟ وحين نسأل عنهم ندعي بأن كلا منهم هو مثلنا الأعلى ؟ ترى لماذا هذا الصراخ.. ؟ لِمِ تستخدم آلات موسيقية مع ذكر أسماء العترة الطاهرة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وقد نزههم الله سبحانه وتعالى من كل رجس ؟. لماذا يشيع بعض الرواديد ثقافة الصراخ ؟ويروج لها ؟ وأسئلة أخرى تنتظر الطرح. ليجيب عليها شافع لنا الغريب أن الكثير من المتلقين يستهجنون.. ويستنكرون ذلك. ولكن الجميع يخشى أن يصرح بذلك. إعتقادا منه بأن هذا التصريح العلني سيخلق له أعداء يشيعون عليه ما لا يشتهي أن يسمع ويرى , وما لا يستحق أن يوصف. فيتوجس من الإعلان خيفة حتى ولو أحيانا على حساب المبادئ فيرتد خائفا وجلا وإما أن ينزوي في زاوية بعيدا عن المجالس والعزاءات. وإما أن يضطر للمجاملة والتزلف. ويساير الواقع صامتا. إن الذين يمنحون أنفسهم حصانة من النقد أو تقبل الإرشاد والتوجيه فمن منحهم هذه الحصانة ؟ وإذا فعلا منحت لهم ينبغي أن يكونوا أهلا لها وإلا يحق على الآخرين أن يسقطوا هذه الحصانة عنهم. ورفع الحصانة ربما سيكون له الأثر السلبي على الجميع يحثنا الناس على أن نتحدث. فهم يخشون الحديث لكنهم يطلبون منا التحدث ويطلبون منا عدم الخشية والخوف من زعل البعض من الناس فليزعل كل العالم. ولكن حذار حذار. لنتحاشَ زعل سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام. فإن زعله علينا يعني أننا ابتعدنا عن الرحمة لا سمح الله القضية الحسينية ليست موردا للتجارة لذا ينبغي للحسينيين الحقيقيين أن يغلقوا كل المعابر التي ينفذ منها إناس يريدون أن يكونوا تجارا بها. على الجميع أن يصنع الحواجز والمنعات لصد مثل هذه التصرفات كي لا تنتشر ظواهر تعكس آثارا سلبية على إشعاع إبراقة هويتنا الحسينية المشرفة وعلى الأحبة من كبار المؤسسين لما نسمع ونشاهد اليوم. ولما تصور بأنها مدارس. إتقوا الله. في قراءاتكم وفي ألحانكم. وفي أدائكم. لا تترجموا الأشياء بغير حقائقها فإن تقبيل الأيادي لكم من قبل البعض لا يتيح لكم حرية التصرف بكل شيء وبما تشتهي الأنفس. فإن الذين يقبلون أياديكم. إنما يقبلون أثار اليراع الذي يخط حروف الرثاء الحسيني والقرطاس المحمول ويستنشقون بها عطر شرف الخدمة الحسينية وليس إكراما لأي شيء آخر