- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شركاء الملائكة والسير على الموت ؟!!
حجم النص
محمد حسن الساعدي ان السر في تقدم الشعوب هى مدى تقديسها لشخصياتها، وان من الرقي والوفاء ان تضع الشعوب تماثيل تقدس مواقف رجالها، والذين كان لهم لمسة في تاريخ وجودهم مهما كانت ثقافاتهم ودياناتهم، وهناك الكثير من الشخصيات على مر الازمان قدمت حياتها من اجل المبدأ والعقيدة مهما كانت. منذ الف وثلاثمائة وأربعة وسبعون عاماً، ونشيد الولاء يكاد لا يهدأ او يمل او يكل، وهو يدق لحن الوفاء في السير قدماً نحو قبر الشهادة، وملاذ المظلومين في كل مكان وزمان، ليلة بذلك أعذب ألحان العشق الالهي والذي يؤطره الولاء والانتماء لدم الشهادة والتضحية ضد عصابة ارتأت الا ان تكون نفساً حيوانية جاءت مأجورة بالدنانير لتنقض على عنق النبوة، وتستأصل وريث الإمامة، عصابة الظلم الأموي التي كسرت كل الاعراف والتقاليد في قتل ابا الأحرار الامام الحسين في رمضاء كربلاء يوم العاشر من المحرم سنة ٦١ هـ. الهدف هو احياء تلك الأهداف، وفهم لتلك المعاني والدروس والعبر لملحمة استمرت سويعات، ولكنها ظلت خالدة، ولأشخاص غيروا مجرى التاريخ، وقلبوا الموازين الشرعية التي وضعها يزيد ووعاظ سلاطنه، لهذا عندما نقف عند هذه المسيرة المليونية التي بدأت عند اعتاب قبر الشهادة لتنتهي عند اعتاب ابواب المحبين والموالين في كل مكان من العالم لشهيد الانسانية جمعاء. ربما يعتبره الجهلاء والسذج نوع من انواع المغالاة نحو شخصاً مات منذ عقود من الزمن، ولكن عندما نتامل نجد في هذه الثورة الكبيرة نكران للذات وتذويب للنفس وتهذيباً لها وهي تحمل اروع رسالة ذات مضامين روحية ووجدانية وتاريخية في نفس الوقت، كما انها جاءت مواساة للنبي الطاهر الأمين (ص) واستذكار للمواقف الانسانية في التضحية والإيثار التي سار عليها ابا الأحرار عام ٦١ هـ في كربلاء. هذه الفعالية والنشاط البشري هو نوع من انواع النصرة والمؤازرة لسبط النبي الاكرم (ص) في موقفه الرافض لظلم وطغيان واستبداد آل أمية والذي تمثل في يزيد شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة. ان هذه التظاهرة المليونية دعوة لتفعيل دور التاريخ الاسلامي الناصح الذي تمثل بأبجديات وأدبيات القران الكريم والنبوة المحمدية الأصيلة، وفضح كل السلوكيات غير الاخلاقية التي انتهجها يزيد حينما أقدم على قتل سِبْط النبي (ص). كما أن هذه المسيرة أصبحت ضرورة ملحة في وقوف المحبين والعاشقين على اعتاب قبر عشيقهم لاستلهام الدروس والعبر وشحذ الهمم للوقوف بوجه إرث يزيد الفاسد، من مات بربرية تقوم بها غربان "داعش" ضد بلاد الرسالة والتاريخ المشرق. كما ان هذا السيل الهادر فرصة كبيرة للم الشمل وتوحيد الصفوف ورصها من اجل الوقوف بوجه التحديات الخطيرة التي تواجه بلدنا وشعبنا الجريحين كما أنها تعكس حالة التلاحم والانسجام الكبيرين لجميع مكونات شعبنا بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم والتي جاءت لتشارك محبي واتباع اهل البيت (ع) قصة العشق والولاء، وهي بذلك تعكس حالة المودة والتآخي بين هذه الحشود المليونية والتي وصلت بحسب المصادر الرسمية الى اكثر من عشرين مليون زائر، حالة المودة والتاخي التي جاءت من عمق الإيمان بالمبادئ التي ضحى من اجلها شهيد الانسانية الامام الحسين (ع).
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً