حجم النص
بقلم:علاء السلامي في ضوء المتغيرات العصرية الكبيرة واجتياح وسائل الاتصال الحديثة اغلب البيوت ودخولها من اوسع الابواب، ظهرت في الافق مفارقات عديدة لربما بعيدة بعض الشئ عن عاداتنا وتقاليدنا من باب وكل البعد من باب اخر، هذه المفاراقات تسببت في تصدع البنى التحتية للعائلة العراقية التي هي نواة المجتمع العراقي وبالتالي البيئة العراقية المتعددة الطوائف والمشتركة الاطراف منذ سنين طوال على ان هذا التنوع والاشتراك ميز العراقيين عن غيرهم بالكثير من السلوكيات الاجتماعية.. وحتى لانذهب بعيدا عن اصل الموضوع نطرح ولربما لسنا السباقين في ذلك مشكلة باتت معقدة بعض الشئ على ان الحلول الموضوعة لها من قبل رجال الدين والاجتماع باتت لاتنفع في ردعها ولربما بمرور الوقت تصبح متاصلة كالمرض الخبيث حتى يهتك جسم المجتمع وينهيه...ان الخلافات الزوجية المحكومة بإطار التطور الحالي (بالمفهوم المتعارف عند البعض) باتت وبحسب الاحصائيات المتناولة من المحاكم العراقية احدى تلك المشاكل التي ترهق المجتمع باعتبار ان الاسرة التي هي عماده اساسها الزوجين وإذا كان هذان الزوجان وبعمر زوجي معين يتخلله عدد من الاطفال ينتهي بالفراق فما بالك بنتيجة هذا المجتمع لاسيما مع افتقار البلد للمؤسسات الاجتماعية التي ترعى حقوق الاطفال والزوجين من خلال ايجاد السكن والتعليم المناسبين والبتالي وفي اغلب الاحيان يبقى مصير الاطفال مجهولا ومقرونا بالواقع البيئي والاجتماعي الذي يعشون فيه، وقد تكون الاسباب المتداولة لازدياد حالات الطلاق في المحاكم كثيرة وتبقى اهمها عدم رضا الزوجين بظروف بعضهما البعض ونظرته الى الواقع والمستقبل وكأن الجميع في قطار سريع كل يريد تحقيق رغباته باسرع من الاخر لتنتفي بذلك العبارة المشهورة وراء كل رجل عظيم امراة لان الاخيرة اصبحت في الوقت الراهن ومع العصر التكنلوجي البراق كالذهب المزيف لها طموحاتها التي لو روجعت بدقة لكانت مخالفة للبناء الاسري القوي باعتبار ان المرأة العمود الفقري والرئيسي للاسرة ولابد من ان تتجاهل ذاتها في الكثير من سنين الحياة الزوجية امام اطفالها ان لم نقل زوجها، على ان هذا الامر لايرمي بالكرة في ملعب المراة فحسب بل في ملعب الرجل ايضا الذي اصبحت نزواته بفعل هذه التكنلوجيا البراقة اسيرة حياته فتتوالى الاحداث والمشاكل الا ان تنتهي بالفراق وهو ابغض الحلال لنتائجه الوخيمة ولنظرة المجتمع السلبية للمطلقات، فمن هنا كانت الحاجة الى اعادة توعية المجتمع وليس تركيبته لان التركيبية المجتمعية سليمة تنطوي على احترام الطرفين لبعضهما البعض وفق المنظور الاسلامي الرصين الذي فصل كل شاردة وورادة كي يحافظ على بنية المجتمع الانساني، وتبقى الحاجة ايضا الى اعادة فهم بعض الامور كعمل المراة ومشاركتها الرجل ومشاركة الاخير للمراة في الامور المنزلية كي لاتصبح النساء بالتالي ضمائر منفصلة تبحث عن ذواتها وشخصياتها واهميتها في المجتمع من خلال الارتقاء بالسلم الوظيفي ونسيان الواجب الحقيقي والفطري بتربية الاجيال كون الام مدرسة لو اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق وهي بالتالي ضميرا متصلا لابد ان تتشبث بالأسرة اولا وأخيرا وتقاتل من اجل بقائها كي تعود تركيبة المجتمع العراقي الى قواعده السليمة الذي اساسه الضمائر النسوية المتصلة لا المنفصلة...
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء