حجم النص
بعد يومين من انسحاب القوات الامنية من محافظة نينوى وسيطرة الجماعات الارهابية على كامل حدودها وزحفها تجاه صلاح الدين وكركوك، بدأت الامور تتكشف. عند تجوالك في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (405 كم شمالي بغداد) ستلاحظ عودة الحياة الطبيعية نوعاً ما إلى المدينة بعد سيطرة ما يعرف بتنظيم "داعش" الدولة الاسلامية في العراق والشام، بعد أن ألغى حظر التجوال الذي فرضته الاجهزة الامنية منذ اكثر من 10 سنوات. بدأت مديرية كهرباء نينوى باستدعاء موظفيها للعمل، وفتحت مديرية البلدية ابوابها وتحضير آلياتها لرفع الانقاض، فيما بدأت بعض كوادر مستشفيات الجمهوري والعام وصدام وغيرها بمعاودة عملها. قيادات المجاميع المسلحة دعت جميع مدراء الدوائر والمؤسسات الحكومية للعودة إلى وظائفهم وفتح باب دوائرهم لاسيما الخدمية منها، ويقول سكان محليون ان هذه الدعوة لقيت استجابة من بعض المعنيين. "واي نيوز" في الموصل تتبعت أهم التطورات بعد سقوط المدينة بيد "داعش"، من خلال لقاء العديد من الشخصيات الموصلية المؤثرة في المدينة. المعركة "ليست داعشية خالصة" معركة نينوى التي تبين انها لم تكن "داعشية" خالصة اسفرت عن استراتيجية جديدة للتنظيم، وهذا ما بينه أحد قيادات "رجال الطريقة النقشبندية" المكنى "أبو ضياء". يقول أبو ضياء الذي تمكن مراسل "واي نيوز" من اجراء مقابلة سريعة معه إن "معركة نينوى وسيطرة التنظيمات المسلحة عليها تأخرت ما يقارب تسعة شهور، إذ كانت ساعة الصفر لها يوم (5 اكتوبر 2013)، اي قبل عيد الاضحى الماضي بعشرة ايام، إلا ان الخلافات حول استراتيجية ادارة المدينة (ورايتها) كانت سببا اساسيا بتأخر تلك المعركة". وبين أن "المعركة لم تكن بتنفيذ تنظيم داعش وحده، حيث اشتركت العديد من الفصائل (الاسلامية والوطنية) السنية فيها، مثل (رجال الطريقة النقشبندية، وانصار السنة، وكتائب المصطفى، وبعض من قيادات الجيش الاسلامي في العراق، وكتائب الفاتحين، وجيش المجاهدين) فضلاً عن تعاون عدد من شيوخ العشائر وعناصر حزب العودة وضباط من الجيش السابق وعناصر مدنية داخل دوائر الدولة". راية واحدة ويستدرك أبو ضياء "لكن رغم مشاركة كل تلك الفصائل في المعركة إلا ان الاتفاق جرى على ان تكون راية داعش هي الوحيدة المرفوعة في المدينة، وعلى ذلك وقعت كل الفصائل المسلحة لتنفيذ العملية". وتؤكد مصادر عدة مشاركة فصائل سنية عديدة غير (داعش) في تلك العملية، مبينة أن (داعش) وحده لم يكن ليستطيع السيطرة على المدينة لولا جهود تلك الفصائل التي كانت تعمل على مدى شهور عديدة للتحضير للعملية. ويقول شهود عيان أن مسلحي داعش لا يظهرون داخل المدينة إلا القلة القليلة منهم، بعدما انتقل معظمهم للقتال في معارك (الشرقاط وبيجي والحويجة) بهدف التمدد والوصول إلى تكريت مركز محافظة صلاح الدين ومنها باتجاه العاصمة بغداد. دعوة الضباط السابقين واتبع تنظيم داعش هذه المرة استراتيجية جديدة بالاعتماد على العمل المؤسساتي في ادارة المدن التي يبسط نفوذه عليها، وهذا ما تبين من خلال دعوة قياداته لضباط كبار في الجيش السابق وعدد كبير من الإداريين ورجال الاعمال والاكادميين في الموصل للالتحاق بادارة المدينة، وتشكيل مجلس محافظة "مدني". "واي نيوز" علمت من مصادر محلية بان داعش سلم ادارة المدينة لعدد من قيادات النقشبندية لما لهؤلاء من باع طويل في العمل الإداري خلال مدة حكم النظام السابق. المصادر نفسها كشفت عن "تعيين أحد ضباط الجيش السابق برتبة عميد ركن كـ(حاكم مؤقت) لمحافظة نينوى وسيزاول اعماله خلال اليومين القادميين". وعن ادارة المحافظة امنيا قال أحد شيوخ قبائل "البو بدران" الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"واي نيوز" ان "خلافاً نشب حول طريقة ادارة أمن المدينة لاسيما بعد رفض (داعش) مقترح شيوخ العشائر وبعض الضباط بتشكيل لجان شعبية لمنع اي جرائم جنائية يمكن ان ترتكب في المدينة، وبذلك حصل الاتفاق على تشكيل مجلس عسكري من ضباط وقيادات الفصائل وفتح باب التطويع للمواطنين للانخراط بصفوف القوات الامنية الجديدة". من أحمد هادي
أقرأ ايضاً
- بيان مكتب المرجع النجفي حول إعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- اتفاق عراقي إسباني يخص القطاع الخاص
- الحرس الثوري الايراني يعلن استشهاد احد كبار مستشاريه إثر هجوم إرهابي في أطراف حلب