- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الانتخابات وثقافة الترويج والتسقيط
حجم النص
بقلم: انتصار السعداوي سألني احد زملائي الصحفيين اليوم هل تعتقدين ان حمله توزيع البطانيات والمراوح والهدايا ستنطلي على العراقيين هذا الموسم الانتخابي ؟. الرشحون (المرشحون كل واحد يمد رجله على طول غطاه) وحسب قربه من مصدر التمويل وحسب حجم هذا التمويل فبعض المرشحين يوزعون البطا نيات والأثاث والملابس والأفرشه وبعضهم يوزع المبالغ النقدية وبعضهم يساعد في نفقات علاج وعن طريق الدولة أيضا وبعض المرشحيين يعدون بتعيينات قبل الانتخابات وبعدها، وبعضهم يعد بمناصب قريبة من المسؤولين..وبعضهم يعد بسفرا ت وايفادات. ولا ادري كيف لايخجل المرشح الى البرلمان وهو يسخر اشخاص مداحين ومتوسلين للتثقيف لجهة والتسقيط لجهة اخرى وغالبا مايكون هؤلاء الأشخاص منافقين مملين متملقين حتى اني اشعر بالخجل و القرف وانا اسمع تراتيل وعودهم. الا توجد طريقه اكثر تحضرا للترويج والتثقيف للمرشحين ؟..الا توجد طريقه أكثر إنسانيه في اطلاق الوعود ؟؟ندوة ثقافية، ملتقى سياسي نتحاور فيه ونستمع الى برامج الكتل السياسيه،؟؟خطاب حماسي يسلب لب الناخبين عن وعود لتحسن الوضع الأمني والاقتصادي.؟ وعود لتحقيق أحلام الشعب العراقي بمجتمع موحد لاتهدد أمنه الطوائف والمليشيات ؟. ولازلت في صدد الأجابه على زميلي الصحفي.ان العراقيين رغم بساطتهم وهمومهم ويأسهم ولكن لاتنطلي عليهم هذه الاساليب ولهذا نرى سلوكيات مقابله لسلوكيات الناخب حين يعد المرشح بالتويت وهولا يذهب الى الانتخابات اصلا مما جعل بعض المرشحين يجبرون المستفيدين من الهدايا على القسم بالقران الكريم لضمان اصواتهم.ورغم سلبيات المعارك الانتخابية السابقه الا اننا لاننكر ان العراقيين تراكمت لديهم ثقافة ديمقراطيه وانتخابيه يستطيع الناخب من خلالها ان يتفحص الاسم الذي سيختاره جيدا. ويرافق حملة الترويج والدعاية حمله واسعة من نفس الجهات للتسقيط والتنكيل بالكتل المنافسه تبدأ قبل المعركة الانتخابية بكثير ويكون التسقيط والتشويه هو جزء من الدعاية الانتخابية المقصوده المباشرة.فترى البرلمان قد انقسم إلى قسمين قسم يرى نفسه نزيها ويعطي لنفسه الحق في التهام والتقسيط وكشف المستور وإصدار أوامر قبض..إلى القسم الثاني ويتبادل الطرفان هذه المهمة إلى أن تبدأ الفترة المخصصة للدعاية الانتخابية التي سيحصل فيها العجب. وقد لاتنطلي هذه السيناريوهات على الناخب حتى وان كانت محاكة جيدا و استعمل فيها أبواق ضحايا أو أبواق إعلامية الا على قسم قليل من الناخبين فسرعان ما تسمع الشارع يردد (تسقيط..تسقيط) وهو ولايهتم بتفاصيلها. وفي انتخابات الدول الأوربية يسمح للمرشح باقامة المهرجانات والندوات لشرح برنامجه الانتخابي والتثقيف له وتأشير نقاط الضعف او الأخطاء في برنامج المرشح المنافس له في المنطقة وطرح البديل وبدون استعمال العنف الإعلامي او اللفظي او تضليل الرأي العام لان استخدام هذه الأساليب الرخيصة تعتبر أهانه لشخصية الناخب وذكاءه. وكلما اقترب موعد الانتخابات ازدادت الضغوط الإعلامية والنفسية على الناخب من جميع الجهات ويتخلل هذه الضغوط تضليل وتمويه وتشويه وتسقيط ممايجعل عملية الاختيار قلقة وغير سهله. والمواطن يريد ان يختار،بدون معرقلات او منغصات،يريد ان يختار في جو معتدل لانحتاج فيه الى بطانيات او مراوح او حتى مكيفات.نريد ان يختار شخصا عراقيا ملتزما يؤثر الفقراء على نفسه وبيته..يريد ان يختار عراقيا يفي بوعوده قبل ان نسمعها ويحقق أحلامنا قبل ان نصحو من النوم ويحقق لنا الأمان قبل ان تظهر نتائج الانتخابات نريد عراقيا يبكي لشهدائنا وينتخي لفقرائنا.عراقي من اي عشيره، من اي حزب من اي دين من اي قوميه لايهم، نريد ان ننتخب العراق من اجل اولادنا واحفادنا ومستقبل حضارتنا.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟
- قبل الانتخابات وبعدها