حجم النص
بقلم:فضل الشريفي اوصانا الله تبارك وتعالى بالتراحم و التوادد وذلك واضح في كتابه الكريم (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)وفي الحديث الشريف لنبيه الكريم ما يعزز ذلك (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).فمن البديهي ان يتعاون و يتآزر بني البشر فيما بينهم وهذه سنة الحياة فبهذا التلاحم والتوادد تسير عجلة التقدم والرقي وتقضى حوائج الناس، ولكن ما يؤلمنا هو نكران البعض لهذا التراحم وهي ظاهرة اخذت تنتشر في مجتمعنا رغم ان ديننا الحنيف وكل الاديان السماوية تحذر من هكذا أفعال بل دعت الى مقابلة الجميل بمثله فعلى سبيل المثال مسألة الكفالة في دوائر الدولة ومؤسساتها، فمن الواضح للجميع ان المواطن الذي يرغب في استدانة قرض من المصارف الحكومية او الاهلية او اي معاملة أخرى تحتاج الى كفالة عليه ان يصطحب معه موظف ينتمي الى احدى الدوائر الحكومية من أجل ان يتكفله وتتم المعاملة بنجاح وكما هو معلوم ان الدولة تقوم بهذا الاجراء القانوني حتى تضمن استرداد القرض في وقته المحدد اما الموظف الكفيل فلا احد يضمن له حقه في حال تخلف المقترض عن التسديد فهو من منطلق انساني وأخلاقي مد يد العون لمن ظن به خيراً ولكن ظنه لم يكن في محله فما ان يأتي وقت تسديد القرض يجد ان المقترض يتهرب من التسديد الامر الذي يجعل صاحب المعروف يعتصر ألما ويتأسف على منحه الثقة لمن لا يستحقها فالمقترض ينكر جميله والدولة لها اجراءاتها وما أكثر القصص التي تصادفنا في حياتنا اليومية من هذا القبيل يا ترى ألا تستطيع الدولة إتباع إجراء قانوني آخر غير الكفالة خصوصاً ان ناكري الجميل قد يقطعون سبيل المعروف.