حجم النص
تقرير: صفاء السعدي كشفت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة من خلال أعمالها العمرانية المنفذة حديثاً، عن اهتمامها الكبير بالشأن الثقافي في ظلّ الحركة العمرانية الجارية والتي تنفذها في مدينة كربلاء المقدسة والمدن العراقية الأخرى التي تشهد قلة مؤسسات ثقافية وفكرية رصينة تساير الحداثة والتطور الذي يعيشه العالم اليوم وسط تنوع كبير في النشاطات والاهتمامات الثقافية والفكرية. وبادرت العتبة الحسينية المقدسة ومنذ عامين تقريباً بالشروع لإقامة أكبر المشاريع الثقافية بمدن (كربلاء، بابل وواسط) وعدداً اخر من المحافظات التي لم يعلن عنها ولتضع فيها اجمل التصاميم الهندسية والفنية ولتجعل منها صرحاً مميزاً في التصميم وتعدّد الاستخدامات ولتكون معلماً من معالم الثقافة والفكر والعلم. ومن جملة ما تم المباشرة فيه من مشاريع ثقافية مهمة تؤسس لحركة مستقبلية ثقافية وفكرية للأجيال القادمة هو مجمع الإمام الحسن (عليه السلام) الثقافي والكائن بمركز مدينة كربلاء وبمساحة كلية تقدّر بـ (2350 م2) وبواقع (12) طابقاً خصصت لأعمال وبرامج ثقافية متنوعة، وكذلك مشروع مكتبة الأمام الحسين (عليه السلام) الثقافية في الصويرة مركز محافظة واسط وبواقع ثلاثة طوابق متعددة الاستخدامات، وكذلك المركز الثقافي والفكري في محافظة بابل والذي هو اليوم محط اهتمام عدد كبير من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والفكري في محافظة بابل ذات الأهمية الثقافية والتنوع الفكري والمعروفة بمدينة العلم والعلماء. وعبّرت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة من خلال مبنى المركز الثقافي في بابل، عن الروح الحسينية المتجدّدة بفكر وعطاء أهل البيت (عليهم السلام) المنتفضة للحرية ضد الظلم والجهل وغاية رئيسة لإنشائها هذا المشروع الريادي. وجاء حرص المختصين بقسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة؛ على اختيار تصميم مميز للمشروع الذي يجعل منه مركزاً مستقبلياً ومنطلقاً لاعتماد أفضل التصاميم العمرانية، والتي اتضحت من خلال وضع المدخل الرئيسي لها بشكل كتلة بيضاء أُخذت منها البوابات الزجاجية الصافية جزءاً كبير ولتمتد صالة الاستقبال فيه على نحو ارتفاع ثلاثة طوابق وكأنها اخترقت الكتلة المحيطة بها والتي كانت تحتويها وتحد من انطلاقها مقسمة اياها الى كتلتين كلُ لها وظائفها الخاصة واتجاهها الخاص، كإشارة الى جيش الطغاة الذين حاولوا الحدّ من الفكر الإسلامي الحسيني. وللحديث أكثر عن مشروع المركز الثقافي والفكري بمحافظة بابل، تحدث رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة المهندس "محمد حسن كاظم" لـ (الأحرار) قائلاً: "يعد مشروع مركز الامام الحسين (عليه السلام) بمحافظة بابل واحداً من المشاريع المهمّة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة والمنفذة من قبل اتحاد شركتي (أرض المرمر العراقية وشركة دوغان التركية)". وأوضح كاظم، "تبلغ مساحة المشروع الكلية(3000 م2) وقد خصصت مساحة تقدر بـ(1000 م2) لتكون كمداخل ومخارج وشوارع ومساحات خضراء بمقدمة المركز، وقد تمّت المباشرة فيه بتاريخ 1/3/2013 وبمدة تنفيذ تصل لـ 22 شهراً والتي انقضى منها حتّى الآن 180 يوماً". وتابع حديثه، "يتكون المشروع من ثلاث مكونات رئيسية تتمثل بمجملها بالمساحات الأكبر للمشروع والتي تحقق التوازن المطلوب فيه كمركز ثقافي، كـ(ورش الأطفال، قاعة المطالعة، وقاعة الاحتفالات) ولأجل ان يأخذ المشروع حريته في التشكيل الفضائي والتوزيع الوظيفي تم توزيع هذه الفضاءات عمودياً". ويضم المركز الثقافي ثلاث مكونات رئيسية تشكل اندماجاً عصرياً مهماً، وتمثلت بروحه الفكرية وحداثته وعراقته وليكون خير مركز يمثل فكرَ سيد الشهداء (عليه السلام) وامتداداً للفكر الحضاري الإسلامي الحديث، ولتجمع المكونات الرئيسية بقاعدة من الانتماءات والهويات التي جاءت لاختيار المواد المستخدمة بتشييد المبنى بطوابقه السبعة والمتمثلة بمادة الزجاج التي اختصت بالحداثة والحرية والتحرر، وبمادة الحجر المستمَد لونه من لون ارض العراق وترابه وروح الانتماء إلى أرضه، ولتضاف لها الحداثة والعمارة العالمية بأبسط تعابيرها من خلال مادة الطلس الأبيض. وتمّ تصميم المركز بواقع سبعة طوابق ابتداءً من السرداب الذي أنشأ ليضم موقفاً خاصاً للسيارات، وتخصيص مساحة خاصة للمصاعد الكهربائية والسلالم التي وضعت لدخول الموظفين العاملين بالمركز. أما الطابق الأرضي الذي صمّم على مساحة إجمالية تصل لـ1580 م2 والذي خصص ليكون مكتبة للطفل، ويضم قاعة للاستقبال ومكتبة سينما أطفال خاصة للأطفال، فضلاً عن قاعة مطالعة وخمس ورش خصصت جميعها للأطفال، وضمّ الطابق الأرضي مخزن للسينما وحمامات عامة وغرف خدمات وكهرباء. فيما يضمّ الطابق الأول مكتبة عامة بمساحة 1750 م2 مع قاعة مطالعة بمساحة كبيرة وتصميم يتسم بالحداثة والتحرر، وليشمل ايضاً مكاتب خاص لأمين المكتبة وغرفة المخزن ووحدة التسجيل وقاعة الباحثين ومكتب لأمين القاعة، بالإضافة إلى غرف الخدمات المتنوعة والحمامات الصحية. اما الطابق الثاني فهو على مساحة 1750 م2 وخصّص المكتبة الإلكترونية والمكتبة العامة والتي شملت على عدد من الخدمات كقاعة المطالعة ومعرض الكتاب الدائم ومكتب لأمين المعرض ومخزن للكتب، فيما احتوت المكتبة الالكترونية على قاعة إنترنت وغرفة للمونتاج وقاعة للسمعية وللبصرية إضافة الى غرفة للطلبة والباحثين وغرفة الخدمات والحمامات العامة. وقد تمّ وضع تصاميم مميزة للطابق الثالث على مساحة 1750م2 ليكون مخصصاً للشعبة الإدارية وقاعة للاحتفالات تسع لـ400 شخصاً بواقع (286) مقعداً للرجال و(114) مقعد للنساء، فضلاً عن غرف للخدمات والمسرح، فيما خصص في الطابق ذاته بهو القاعة ومكتب للمدير وآخر للسكرتارية والذاتية والإدارة، مع إنشاء قاعة للاجتماعات ومطبخ وكافتيريا ومخزن متعدد الاستخدامات وغرفة خدمات وحمامات عامة للرجال والنساء. ويأتي الطابق ما قبل الاخير متميزاً من حيث احتوائه على عدد كبير من النشاطات المهمة التي يهتم بها المركز الثقافي بدءاً من المصلّى وشعبة النشاطات الثقافية والأرشيف ووحدات لـ (المبيعات، الإعلام الثقافي، الندوات ووحدة إقامة المعارض) إضافة إلى المتحف وحمامات عامة للرجال والنساء وغرفة خدمات متعددة الاستخدامات. ووصولاً إلى قمّة المشروع والمتمثلة بالطابق الخامس؛ فقد ضمّ العديد من الفعاليات والوحدات كوحدات النشر والإصدارات الأجنبية والمنتدى الثقافي، فضلاً عن شعب الدراسات والبحوث والفهرسة والتحقيق، مع غرفة خدمات وحمامات صحية. ويشير رئيس قسم المشاريع الهندسية المهندس محمد حسن كاظم الى ان "نسبة العمل في المشروع قد بلغت 15%، في الاشهر القليلة الماضية والتي تمّ خلالها الانتهاء من أعمال فرش الحصى وتعديل الحفريات وحفر وصب شبكات المجاري المخصصه للمركز والانتهاء من تهيئة أسس المصاعد والجدران الساندة لها وكذلك الانتهاء من أعمال الركائز الكونكريتية".
أقرأ ايضاً
- وزير الداخلية يصل محافظة ميسان مع وفد برلماني
- بالفيديو:القنصل التركي بالنجف الاشرف يزور العتبة الحسينية المقدسة
- السوداني يرعى مراسم توقيع عقد مشروع مصفى الفاو الاستثماري