يواصل الفساد نخر العراق، رغم الإجراءات الحكومية التي تستهدف محاصرته، حيث تتصدر المشاريع الوهمية أبواب الفساد في البلاد مسببة خسائر بمليارات الدولارات، نتيجة استيلاء اللجان الاقتصادية للأحزاب السياسية على بعض المشاريع، بعد أخذ الأموال دون إكمال تلك المشاريع.
فبعد مرور إسبوعين، على كشف هيئة النزاهة هدر بالمال العام ومخالفات بمشاريع بكلفة (12) مليار دينار في ذي قار، أكد النائب عن المحافظة عادل الركابي، اليوم الأربعاء، أن المشاريع التي تم إنجازها منذ 2007 ولغاية الآن 52 مشروعا من أصل 315، مبينا أن المحافظة تطفو على بركة من المشاريع الوهمية.
وتعاني أغلب المحافظات في العراق منذ عام 2003 وحتى الآن من تلكؤ تنفيذ المشاريع بسبب ضعف الشركات المنفذة، وانتشار الفساد المالي والإداري في مفاصل الدولة ما أدى إلى ظهور مشاريع وهمية.
وتشمل المشاريع الوهمية في العراق مئات المعامل والمصانع والطرق والجسور والمدارس والمستشفيات والمشاريع الزراعية وعقود جولات التراخيص والمراكز الترفيهية وغير ذلك من المشاريع المكتوبة على الورق أو التي وضع لها حجر الأساس فقط ثم صارت أثرا بعد عين.
وقال الركابي، إن "محافظة ذي قار شهدت إعلان وإحالة 315 مشروعاً منذ عام 2007 ولغاية الآن"، لافتا إلى أن "نسب انجاز هذه المشاريع بلغت 17% بواقع 52 مشروعاً".
وأضاف أن "غالبية انجاز هذه المشاريع رديء"، مشيراً الى أن "المشاريع تتعلق بالمجمعات السكنية والمدارس الأهلية والعيادات الطبية، والمشاريع الصناعية والمعامل التجارية والزراعية كلها مشاريع وهمية".
ولفت الى أن "ذي قار تطفو على بحر من المشاريع الوهمية".
وتابع الركابي، انه "باشر بجمع الاوليات المتعلقة ضد الجهات المقصرة كافة، التي تسببت بهدر المليارات"، موضحا انه "سيفتح الملف أمام هيئة النزاهة، لمحاسبة جميع المقصرين"، وفقاً لشفق نيوز.
ولا توجد إحصاءات رسمية للمبالغ التي خسرتها البلاد جرّاء المشاريع الوهمية، لكن تقديرات نيابية تشير إلى أنه ما يقارب على 300 مليار دولار أنفقتها الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2005 ولغاية اللحظة على مشاريع وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، بحسب اللجنة المالية النيابية.
وأعلنت هيئة النزاهة الاتحادية، في 30 نيسان الماضي، ضبط هدر بالمال العام ومخالفات وتلاعب في مشاريع منفذة بكلفة (12) مليار دينار ضمن تخصيصات تنمية الأقاليم ودوائر البلدية في ذي قار.
وعلى مدى السنوات الماضية تعلن الحكومة عن مشاريع مهمة وتقيم حفلات وافتتاحات كبيرة لوضع حجر الأساس لها وترصد لها مبالغ مالية كبيرة، لكن أيا من تلك المشاريع لم تنفذ بأرض الواقع.
وكشفت وزارة التخطيط في وقت سابق عن وجود أكثر من 1000 مشروع متلكئ في مختلف القطاعات.
وتشير مصادر وزارة التخطيط إلى أن المشاريع التي لا تزال قيد التنفيذ تزيد عن 7 آلاف مشروع، فيما تبلغ المشاريع المتلكّئة ألفًا و452 مشروعًا.
من أمثلة المشاريع الوهمية، هدم نحو 1000 مدرسة في مختلف مناطق العراق ما بين عامَي 2010 و2012 على أساس أن يتم بناء مدارس محلها، لكن في الحقيقة لم تنشأ أي مدرسة جديدة، بالإضافة إلى تخصيص أكثر من 800 مليون دولار لبناء 5 مستشفيات لكنها ما زالت على الورق فقط ولا وجود لها على أرض الواقع، إضافة إلى مجمّعات سكنية في كربلاء والبصرة، ومختبرات طبية حديثة، ومراكز طبية للنساء والأطفال، وملاعب رياضية وحدائق، ومراكز محو أمية، ومشاريع نقل مختلفة لم يتم إنجازها.
أقرأ ايضاً
- المرجع السيستاني يعزي بضحايا باكستان ويدين الهجوم الإرهابي على الابرياء
- الرئيس البيلاروسي: العالم على شفير حرب عالمية ثالثة
- المالكي: إصدار مذكرات اعتقال نتنياهو خطوة مهمة على طريق العدالة