حجم النص
طرحت المرجعية الدينية العليا عددا من التسؤولات التي تخص تكرار هروب السجناء من السجون وكان اخرها هروب ما بين 500 الى 1000 سجين من عتاة مجرمي القاعدة والذين ثبت قيامهم باعمال ارهابية كبيرة..من سجني ابو غريب والتاجي وطالبت من الجهات من المعنية الاجابة عليها بكل مهنية وواقعية
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في 17/رمضان/1434هـ الموافق 26/7/2013م والتي اقيمت بالصحن الحسيني الشريف "هناك تساؤلات تحتاج الى جواب مهني وواقعي ويشخص الاسباب الحقيقية لوصول هذه العملية التي تعد عملية نوعية ودقيقة ومنظمة جداً والتي ادت الى هروب ما بين 500 الى 1000 سجين من عتاة مجرمي القاعدة والذين ثبت قيامهم باعمال ارهابية كبيرة..
1- ان هذا السجن يشتمل على تحصينات كثيرة وقوية تمنع حصول أي خرق امني مما جعل الكثير من المراقبين والمتابعين للاوضاع في العراق يستغربون كيفية هروب هذا العدد الكبير من السجناء الذين يمثلون اخطر الارهابيين.
2- ان بعض كبار المسؤولين في دائرة الاصلاح التي تشرف على السجن اعلن ان لديهم معلومات استخبارية دقيقة عن نية المجاميع الارهابية مهاجمة السجن لتهريب كبار الارهابيين. بل ان تنظيم القاعدة اعلن صراحة ومن خلال مواقعهم الالكترونية عن عزمهم على تنفيذ ما يسمى بعملية هدم الاسوار.
وذكرت بعض وسائل الاعلام انه حتى المواطنين العاديين في قضاء ابو غريب قد تناهى الى سمعهم قبل ايام قليلة من موعد العملية ان تنظيم القاعدة سيقوم بهذه العملية مما جعل بعض المواطنين القريبين من السجن بترك المنطقة.
3- ان هذه العملية تعكس مدى ضعف وهشاشة الاستعدادات الامنية بل تكشف حتى عدم مبالاة وعدم اكتراث المسؤولين المعنيين بالملف الامني حينما يعرف الجميع ان هناك عملية تهريب ستحصل قريباً ومع ذلك لا تتخذ الاستعدادات الكافية.
4- ان هذه العملية وبهذا الشكل لم تحصل حتى في دول اضعف بكثير من العراق في اجهزتها الامنية والاستخبارية وما تملكه من استعدادات ودعم مالي..
ان هذه العملية تؤثر خرقاً امنياً فاضحاً بل هي فضيحة ما بعدها فضيحة..وهو امر يدمي القلب ان هؤلاء المجرمين الذين سفكوا دماء المواطنين الابرياء وتركوا اللوعة والحزن والاسى لدى الالاف من هؤلاء المواطنين الابرياء يتمكنون بكل سهولة من الافلات من العقاب في عملية تمثل استهانة كبيرة بالاجهزة الامنية والعسكرية العراقية..
واضاف الكربلائي "ان الافضع من ذلك استهانة المسؤولين بالامر فبعد هذه الحوادث الكثيرة من هروب السجناء وفي مدن عديدة ( البصرة – ديالى – الموصل – صلاح الدين – بغداد..) حتى اصبحت عمليات الهروب لعتاة المجرمين امراً عادياً لدى المسؤولين ولا نجد اجابات شافية ومهنية ولا تتخذ الاجراءات الامنية الكافية لمنع تكرار هذه العمليات بل الذي نجده هو العكس – ضعف في هذه الاجراءات حتى اصبح هذا التنظيم الارهابي يستخف بالاجهزة الامنية والاستخبارية ويعلن صراحة وفي مواقعه الالكترونية انه سيقوم بعملية (هدم الاسوار) لسجن ابو غريب وسجن التاجي وينفذ العملية فعلا ً .
واكد سماحة الشيخ الكربلائي "في الواقع فان هناك خللاً جذرياً وفاضحاً في المنظومة الامنية والاستخبارية وان القضية ليست قضية خلل من مسؤول امني هنا او هناك..وحينما يكون هناك استهانة بالامر واصبحت هذه العمليات النوعية امراً عادياً فان المسؤولين يتحملون المسؤولية امام الله تعالى وامام الناس..وهي تؤشر مدى تردي الاستعدادات الامنية الى ابعد الحدود..
ولابد هنا للاجهزة الامنية والمؤسسات المعنية ان تبدأ بوضع خطة لتدارك الاثار الخطيرة لعلمية الهروب هذه ومن جملة الاثار هي الاثار الامنية الخطيرة والنفسية على المواطن وعلى افراد الاجهزة الامنية نفسها بل حتى على اجهزة القضاء :
1- فمن جهة اصدر الانتربول تحذيراً بوجود خطر عالمي يشكله الذين فروا من السجن وليس الخطر مقتصراً على العراق.
2- ان هذا الهروب ترك حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين وجعلهم يشعرون بوجود خطر مستقبلي كبير على امنهم مما اثر على الحالة النفسية العامة للمواطنين حيث ولّد حالة من الاحباط الكبير لديهم.
3- تركت اثراً نفسياً سيئاً على ضحايا العمليات الارهابية حينما يشعرون ان المجرم الذي سفك دماء آبائهم وابنائهم وزوجاتهم تمكّن من الافلات من قبضة العدالة.
4- اساءت هذه العملية كثيراً لسمعة الاجهزة الامنية والعسكرية والسياسية وبدّدت ما بقي من الثقة لدى المواطن بهذه الاجهزة.
5- الآثار المعنوية السيئة حتى على الجهاز القضائي والامني والاستخباري حيث بذل افراد ومنتسبوا هذه الاجهزة الكثير من الجهود والتضحيات للقبض على المجرمين والتحقيق معهم واصدار الاحكام بحقهم بل اصبحوا يشعرون الآن بالخطر بسبب ما يتوقعونه من احتمالية قيام العصابات الارهابية بملاحقتهم ومحاولة اغتيالهم..
وفي الختام نقول مخاطبين الكتل السياسية جميعاً انه اصبح من المعيب بقاء حالة التناحر والصراع وقيام كل كتلة بتسقيط الكتل الاخرى وتحميلها المسؤولية بل المطلوب هو الشعور بالخطر الكبير القادم على مستقبل العراق.
من جانب اخر انتقد ممثل المرجعية الدينية العليا انشغال اعضاء مجلس النواب بتحرير ميزانيتهم للعام القادم والتي تشتمل على ارقام كبيرة تقرر صرفها على امور وصفها بالتافهة بقوله ومن جانب آخر اشتغل اعضاء مجلس النواب بتحرير ميزانيتهم للعام القادم والتي تشتمل على ارقام كبيرة تقرر صرفها على امور تافهة وغير ضرورية قياساً بما جعل لهم من رواتب وامتيازات.. ومن ذلك مخصصات سفر واثاث وترفيه رسمي وملابس ونحو ذلك ،فمن جهة البلد يعيش عشرات العمليات الارهابية في بغداد وغيرها والاسى والالم لهذا الخرق الامني الفاضح في عملية هروب السجناء والنواب مشغولين بتحرير الموازنة الخاصة بهم..وهذا مما لا يختلفون عليه مطلقاً ..
واضاف سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان"لسان حال المواطن يقول اذا كان الامر يتعلق بامتيازات خاصة للنواب فهم يسارعون الى اقرارها وعدم الاختلاف فيها ولكنهم يختلفون في غيرها سواء أكانت قوانين مهمة ام امراً بسيطاً كما هو الحال في النشيد الوطني..
واوضح في نهاية خطبته تساؤلا للسياسين "لماذا تجعلون الناس يندمون على تجربتهم الانتخابية وقد اخذت حالة الاحباط واليأس تتجذّر لدى المواطن يوماً بعد يوم.."
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- رئيس الجمهورية يؤكد أهمية التنسيق بين العراق والكويت بشأن القضايا الإقليمية والدولية
- الرئيس العراقي وملك البحرين يؤكدان على أهمية إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة
- خلال لقاءه الأسد.. رئيس الجمهورية يشيد بالتعاون بين العراق وسوريا في تعزيز أمن الحدود