أثار مقطع فيديو يظهر أحد مقاتلي ما يسمى بالجيش الحر في سوريا، وهو يقوم بشق جثة جندي من الجيش النظامي، وينهش بعض أحشاؤه، انتقادات عربية ودولية واسعة ، ووصفها البعض بأنها تشكل «جريمة حرب»، فيما شبه البعض الأخر هذا المقاتل بهند بنت عتبة زوجة أبو سفيان، لأنها لفظت كبد حمزة بن عبد المطلب عم النبي عليهما السلام في معركة أحد.
في الوقت ذاته، اقر الارهابي خالد الحمد وهو احد قادة كتيبة «عمر الفاروق» ويقاتل في منطقة القصير بمحافظة حمص، بقيامه بتقطيع جثة عسكري نظامي وانتزاع أعضاء من جسده والإيحاء بأنه على وشك التهامها، قائلا انه أقدم على ذلك ردا على ارتكابات قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وبرر خالد الحمد، لمجلة «تايم» الأمريكية التي حاورته عبر سكايب، ما أقدم عليه بالقول "انتم لا ترون ماذا يفعلون بنا (في إشارة إلى القوات النظامية)
وأضاف خالد الحمد :"أآمل أننا سنذبحهم جميعا"، في إشارة إلى أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.
وكشف الحمد انه يحتفظ بشريط آخر يقوم فيه بتقطيع جثة «شبيح» موال للنظام، مستخدما منشارا
من جانبها ذكرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيليه، في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، إن التمثيل بالجثث أثناء الصراعات هو "جريمة حرب"، وذكرت أن الفيديو الذي ظهر من سوريا، ويبدو أنه لأحد قادة مقاتلي المعارضة يشق جثة جندي، ويقضم قلبه، "يصور عملاً بشعاً للغاية".
وفيما ذكرت المسئولة الدولية، أن التحقق من صحة ما ورد في الفيديو غير ممكن في الوقت الحالي، فقد حثت جماعات المعارضة المسلحة في سوريا على "فعل كل ما يمكن، لوقف مثل تلك الجرائم الفظيعة"، وشددت على ضرورة أن تحقق جماعات المعارضة في تلك الحادثة.
كما قالت منظمة «هيومان رايتس وتش» أنها راجعت "أدلة مصورة" تظهر ما بدا أنه قائد من كتيبة «عمر الفاروق المستقلة» المعارضة في سوريا، بصدد تشويه جثة أحد المقاتلين المساندين للحكومة، وقام الشخص الذي يظهر في الفيديو بقطع قلب وكبد الجثة، مستخدماً "عبارات طائفية مسيئة للعلويين".
ولفتت المنظمة الحقوقية التي مقرها نيويورك، في بيان لها إلى أن نفس الكتيبة، التي ليس من المعروف ما إذا كانت تعمل تحت قيادة "الجيش الحر"، كانت قد تورطت في "قصف عشوائي عبر الحدود لبلدات القصر وحوش السيد اللبنانيتين"، في أبريل الماضي.
وجددت «هيومان رايتس» دعوة مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، لأن يحيل ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، لضمان المحاسبة على جميع جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية.
وقال بيتر بوكيرت، المسئول في هيومان رايتس ووتش، لوكالة رويترز للانباء، إن "التمثيل بجثامين القتلى هو جريمة من جرائم الحرب لكن الاكثر ترويعًا هو الانزلاق السريع في هوة العنف الطائفي الذي تشهده سوريا".
ويقول موير إن توقيت ظهور هذا المقطع مدمر من الناحية السياسية بالنسبة للمعارضة في سوريا في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة احتمالات تسليح المعارضة.
أقرأ ايضاً
- الحكيم: العراق عانى سابقًا من الفهم الخاطئ للمعادلة وطبيعة الديمقراطية
- تركيا تعلن وقفا تاما للتعاملات التجارية مع إسرائيل
- اكتشاف 9 آلاف مطلقة متجاوزة على راتب الاعانة الاجتماعية