حجم النص
بحث قادة خليجيون خلال قمتهم السنوية في المنامة الاثنين والثلاثاء مسائل داخلية تركز على التكامل الاقتصادي والامن والشؤون الاجتماعية بالاضافة الى الاوضاع السيئة في الجوار المضطرب.
وناقش القادة ومن ينوب عنهم، ابرز المعوقات التي تواجه مجريات العمل الخليجي سياسيا واقتصاديا وامنيا، لكن من غير المؤكد التطرق الى الاضطربات في اثنتين من دول المجلس، البحرين والكويت حيث يتخذ الحراك الشيعي مواقف متعاكسة تماما فهو معارض للسلطات في الاولى ومتحالف معها في الاخرى.
وحضر القمة قادة البحرين، الدولة المضيفة، والكويت فيما شارك فيها رئيس الوزراء الاماراتي محمد بن راشد ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود وولي عهد قطر تميم بن حمد.
واجمع المراقبون على ان القمة تعقد في ظل اوضاع تزداد صعوبة في بعض الداخل والمحيط المباشر مع الاتهامات المستمرة لايران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس والازمة السورية التي تشهد تصعيدا داميا.
ويشكل الامن واخماد العنف هما طاغيا في الخليج الذي تعيش مجتمعاته حالة من الرخاء الاقتصادي نسبيا بفضل عائدات النفط ابقتها بمنأى عن حركات الاحتجاج الشعبية. والقمة هي الثانية لمجلس التعاون بعد حركة الاحتجاجات العربية التي اطاحت بثلاثة رؤساء ودفعت برابع الى التخلي عن السلطة وتهدد غيرهم.
يذكر ان حركات احتجاج وصلت الى بلدين في مجلس التعاون هما البحرين وسلطنة عمان. وكان المجلس قرر تخصيص 20 مليار دولار لمشاريع انمائية في البحرين وعمان بعد تظاهرات في البلدين. وفي اذار 2011، وضعت السلطات البحرينية حدا بالقوة للحركة الاحتجاجية التي قادها الشيعة وتم نشر قوات خليجية في المملكة بطلب من المنامة.
اما في سلطنة عمان فكانت الحركة الاحتجاجية محدودة واقتصرت على المطالبة بالاصلاح السياسي ومحاربة الفساد، وقد رد عليها السلطان قابوس بن سعيد بتعزيز صلاحيات البرلمان الذي يضم مجلسا منتخبا وآخر معينا، وبالوعد بمحاربة الفساد.
وقد بحث وزراء خارجية دول الخليج عصر امس الاحد قضايا اقتصادية وامنية واجتماعية تخص التكتل ستنظر فيها القمة الاثنين.
وذكرت وكالة الانباء البحرينية ان المواضيع التي ناقشها الاجتماع تضمنت مسيرة العمل الخليجي المشترك وخاصة في المجالات الاقتصادية واهمها السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والمفاوضات الاقتصادية لمجلس التعاون مع الدول والتكتلات الاقتصادية بالاضافة إلى الموضوعات المتعلقة بالشؤون الامنية والعسكرية والبيئة والتعليم والصحة وغيرها، إلى جانب مناقشة الأوضاع الراهنة في المنطقة . من جهته، قال مصدر دبلوماسي ان المناقشات تركزت خلال الاجتماع على مسائل اقتصادية مثل الربط الكهربائي والمائي والتكامل بين الدول الست التي يتكون منها المجلس الذي تاسس العام 1981.
وفي هذا السياق، تامل دول الخليح ازالة المعوقات التي تؤخر قيام الاتحاد الجمركي بحلول العام 2015.
يذكر ان الاتحاد الجمركي انطلق العام 2003، لفترة انتقالية مدتها ثلاثة اعوام لكن المشاكل المتعلقة بالعائدات والاغراق والحمائية ما تزال تؤجل تطبيقه كاملا.
اما الاتحاد النقدي، فهو ما يزال يراوح مكانه منذ العام 2010 بعد انسحاب الامارات وسلطنة عمان من المشروع.
على صعيد آخر دعا الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض، مساعدة قادة دول مجلس التعاون الخليجي لاستعادة دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990.
وقال البيض في رسالة بعث بها الى قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين التقوا امس في المنامة نتمنى من اجتماعاتكم هذه أن تعطي قضية شعب الجنوب المحتل مزيدا من الاهتمام ضمانا للإستقرار الإقليمي الذي يهمنا جميعا لكي نستعيد دولة الجنوب . واثني البيض على اهتمام دول الخليج بالقضية الجنوبية من خلال لقاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في السابع عشر من الشهر الجاري بعدد من الشخصيات الجنوبية في العاصمة السعودية الرياض واعتبرها بادرة طيبة . يشار إلى أن البيض هو رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بين عامي 1986 و1990، وكان وقّع على إتفاق الوحدة مع رئيس الجمهورية العربية اليمنية علي عبد الله صالح، لتأسيس الجمهورية اليمنية وذلك في 22 أيار العام 1990.
وفي العام 1994 إندلعت حرب الانفصال التي انتهت بانتصار القوات الشمالية وسيطرتها على جميع مناطق البلاد، وفرار قادة الانفصال الى الخارج.
ولفت البيض في رسالته الى ان دول الخليج سبق وحددت موقفا ايجابيا حول الصراع بين الشمال والجنوب عند اندلاع الحرب عام 1994 بان أكدت على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة .
وقال البيض إن مجلس التعاون الخليجي أصبح مدعواً أكثر من أي وقت مضى للشروع في تحديد نقطة الانطلاق للخروج بحلول ناجعة للأزمة القائمة بين الشمال والجنوب تعزز من الأمن و السلم والاستقرار في المنطقة . وطالب البيض من قادة دول الخليج أن ينظروا بعين المسؤولية تجاه معاناة شعب الجنوب وتأخذوا بالاعتبار الإرادة الشعبية المعبر عنها يوميا في ساحات النضال السلمي هذه الإرادة الجمعية المطالبة باستعادة دولة الجنوب منذ عام 1994 وحتى اليوم . ودعا البيض الى إيجاد مبادرة خليجية على غرار ما تم قبل عام وقال بما أن المبادرة الخليجية التي وضعتها دولكم والتي حدت من العنف والصراع على السلطة في الجمهورية العربية اليمنية فأننا نطالبكم بحق الإخاء العربي وبحق الدين والجوار سرعة تدخلكم بإيجاد مبادرة خليجية تخص حل قضية شعب الجنوب بما يناسب تطلعات هذا الشعب الذي يناضل سلميا منذ 2007 مطالبا بحقه في نيل حريته واستقلاله وسيادته على أرضه . وناشد قادة دول الخليج التدخل الفوري من قبل مجلسكم لوقف الانتهاكات والجرائم اليومية التي تقوم بها قوات نظام صنعاء من قتل المواطنين الآمنين وترويع السكان وبالتدخل الفوري لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الجنوبيين ورفع الحظر على التعتيم الإعلامي على قضية شعب الجنوب .
متابعات
أقرأ ايضاً
- مجلس محافظة كربلاء:نخمن عدد نفوس المحافظة مليونين و(154) الف نسمة
- الخارجية: الحكومة تعمل على تعزیز التعاون بمجال مكافحة الهجرة غیر النظامیة
- بعد وقف اطلاق النار :خسائر اسرائيل في معارك جنوب لبنان