حجم النص
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، بأغلبية 138 دولة مقابل 9 ضد وامتناع 41 دولة عن التصويت، على قبول فلسطين، دولة " مراقب غير عضو" ، بعد أن كانت فقط "كيانا" مراقبا لتصبح الدولة رقم 194 في الأمم المتحدة، وفور انتهاء التصويت عمت مظاهر الفرح الفلسطينيين في مختلف المدن الفلسطينية بالضفة وغزة.
ويمنح هذا الوضع الدولي الجديد للفلسطينيين إمكانية الانتساب لمنظمات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، ويعتبر نصرا دبلوماسيا كبيرا رغم انه يعرض السلطة الفلسطينية إلى عقوبات مالية أميركية وإسرائيلية.
ووافقت على الطلب الفلسطيني ثلاث من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي روسيا وفرنسا والصين، في حين عارضته الولايات المتحدة وامتنعت بريطانيا عن التصويت.
وتضمن القرار الذي أقرته الجمعية العامة نصا يعرب عن "الأمل بان ينظر مجلس الأمن إيجابا" تجاه قبول طلب الدولة الكاملة العضوية في الأمم المتحدة الذي قدمه عباس في أيلول/سبتمبر 2011 وتعثر في مجلس الأمن بفعل تهديد الولايات المتحدة باستخدام حق النقض (فيتو).
واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أول تعليق له اثر التصويت أن هذا القرار هو "انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية".
و كان عباس قد قال في كلمته قبيل التصويت إن الجمعية العامة مطالبة اليوم "بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين، ولهذا السبب بالذات نحن هنا اليوم".
وأضاف أن "الأسرة الدولية تقف الآن أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين"، مشيرا إلى أن "إسرائيل مارست التهديد" على الفلسطينيين لمنعهم من تقديم طلب الحصول على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.
ودعا عباس العالم إلى "تصحيح الظلم التاريخي الذي ألحق بالشعب الفلسطيني"، وقال إن "اللحظة حانت ليقول العالم كفى للاحتلال والاستيطان" الإسرائيليين.
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رأى في بيان مقتضب أصدره مكتبه أن "الأمم المتحدة استمعت إلى هذا الخطاب المليء بالدعاية الكاذبة ضد الجيش الإسرائيلي والمواطنين الإسرائيليين. ليس بهذه الطريقة يتكلم رجل يريد السلام".
بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة رون بروزور أن رفع التمثيل الفلسطيني "منحاز" و"يدفع بالسلام إلى الوراء".
وسارعت الولايات المتحدة التي صوتت ضد القرار إلى التعبير عن أسفها لإقراره، مؤكدة أن هذا التصويت "مؤسف وغير مجد" و"يضع عراقيل أمام السلام".
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال منتدى في واشنطن انتهزته فرصة للتعليق فورا على القرار التاريخي للجمعية العامة، إن هذا القرار “يضع مزيدا من العراقيل أمام طريق السلام"، معتبرة أن الطريق الوحيد لقيام دولة فلسطينية هو استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
ويخشى الأوروبيون أن تقطع واشنطن التمويل عن وكالات الأمم المتحدة فحين انضمت فلسطين إلى اليونسكو في تشرين الأول/أكتوبر 2011 قطعت الولايات المتحدة على الفور الأموال عن المنظمة بعدما كانت تؤمن 22% من تمويلها، التزاما بما يمليه عليها قانونان أميركيان يعودان إلى التسعينيات.
لكن ما يثير مخاوف الإسرائيليين والأميركيين وكذلك البريطانيين بالمقام الأول هو إمكانية انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية ورفع شكوى لديها ضد إسرائيل، وهو احتمال طرحه مسؤولون فلسطينيون في حال استمرت إسرائيل في سياسة الاستيطان في الضفة الغربية.
المصدر / وكالة انباء موسكو
أقرأ ايضاً
- عقارات الدولة.. بين تحركات البرلمان وباب جديد للفساد
- الأمم المتحدة: 37 مليون طن من الأنقاض في غزة تحتاج 14 سنة لإزالتها
- فيديو:ممثل السيستاني خلال استقباله راهب فلسطيني:نحتاج لموقف موحد من اصحاب الديانات لنصرة الشعب الفلسطيني