حجم النص
أكد الإعلامي الروسي ميخائيل ليونتيف في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، أن الولايات المتحدة الأمريكية والأطراف المتحالفة معها "زرعت" الجماعات الإرهابية المتطرفة التي انقلبت عليهم اليوم. وقال إنه لا يفهم قصد مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية عن إمكانية حصول الجماعات الإرهابية على أسلحة الدمار الشامل.
وقال ليونتيف "هناك نقطتان، الأولى هي أن وجود المجموعات الإرهابية المتطرفة أمر واضح ولا يتطلب تحريات المخابرات، ويكفي تتبع وسائل الإعلام لنرى أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا يتحكمون في ليبيا وموجودون في سورية ومصر واليمن، مع أنه في بعض الأماكن يظهرون كمناوئين للغرب وفي أماكن أخرى كحلفاء وجنود لتلك الدول. وليس سرا أنه يجري إرسال مقاتلين، ونعلم أن عددا كبيرا منهم من "القاعدة" وتشكيلات أخرى مماثلة لها. والنقطة الثانية خطيرة، لأن الحديث يدور عن أسلحة الدمار الشامل، وهي الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وتملكها دولة واحدة في هذه المنطقة، هي إسرائيل. واختراق هذه الحكومة من قبل الإرهابيين وأعني هنا الإسلاميين المتطرفين، وليس اليهود المتطرفين الذين كانوا دائما في السلطة بشكل أو بآخر، أمر ممكن إذا أوصلت أمريكا عبر سياستها المنطقة إلى وضع يمكن أن تنهار فيه إسرائيل. لكن هذا السيناريو غير محتمل".
وأضاف: "لذلك فبالنسبة إلي، لا أفهم قصد رئيس هيئة الأمن الفيدرالية بشأن أسلحة الدمار الشامل في أيدي الإرهابيين لأن الأمر واضح في القضايا الأخرى".
وقال ليونتيف: "أنا أتفهم موقف بورتنيكوف وهيئات المجتمع الروسي التي تدعو إلى بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان، من منطلق أن الولايات المتحدة تدخلت هنا وأثارت الفوضى ويجب أن تبقى. فهي تعلم أنها تكون راضية عند سماعها مثل هذه المواقف التي تدعو إلى بقاء القوات الأمريكية إلى أن يتحقق الاستقرار هناك. فمثلا نحن غير راضين عن محاولات إنشاء قواعد استراتيجية في أوكرانيا، والتي أنشأت الولايات المتحدة مثيلاتها في أفغانستان، وهو برنامج لمواجهة الصين، لكنه لا يرضينا أيضا. وكل هذه الأمور تجعل الولايات المتحدة تحت الضغط، لذلك فبرأيي لما لا.. لنتركهم على هذه الحال".
وأشار الإعلامي الروسي إلى أن "قادة تنظيم "القاعدة" لم يلقوا حتفهم كلهم، بل أن هذه القصص تظهر دائما قبل الانتخابات في أمريكا أو بعدها أو في ذكرى 11 سبتمبر/ أيلول. إنها أمور لا أصدقها، وهي تدخل ضمن الحملات الدعائية. فهذه المجموعات خلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، ويصعب التحديد كيف يؤثر مقتل زعماء "القاعدة" على باقي المجموعات المتطرفة الأخرى. والولايات المتحدة استخدمت "القاعدة" أداة لتخيف بها العالم. ولا أنكر أنه ظهرت مجموعات أخرى تنسب إلى نفسها لقب "القاعدة"، مثل جماعة القاعدة في دول المغرب، وبرأيي، كل هذه المجموعات عبارة عن مؤسسة يصعب تحديد عضويتها، لكن المؤكد أن بعضها تابع لمؤسسات استخباراتية. وهذا جزء من السياسة العالمية وليس الأمريكية فقط بل وسياسة بعض دول المنطقة. لكن في النهاية تنقلب تلك المجموعات على الدول التي ساعدتها على الظهور".
وردا على سؤال حول وجود فرص للتعاون الأمني بين روسيا والدول العربية تساءل ليونتيف: "مع دولة من الدول العربية؟". وقال: "الدول العربية تعيش الآن حالة من المغامرة التي تحميها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وليس روسيا. فعلى سبيل المثال جامعة الدول العربية حاليا، محتلة من طرف العربية السعودية وقطر واتحادهم. مع من سنتعاون مع قطر أم السعودية مثلا؟ نعم هناك بعض الدول الأخرى التي لا تتفق مع مواقف الغرب لكنها تتحرك بصفة دبلوماسية حذرة، ويمكن تفهمها، وأتكلم عن الجزائر والمغرب، ويمكننا التعاون مع مثل هذه الدول. لكننا شركاء لسورية في مجال الأمن ومجالات أخرى".
أقرأ ايضاً
- الرئيس البيلاروسي: العالم على شفير حرب عالمية ثالثة
- حزب الله ينعى مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف
- المرشد الإيراني: أمريكا وإسرائيل ستتلقيان ردا على ما يفعلانه ضد بلادنا و"ومحور المقاومة"