عبارات كتبت على يافطات بشوارع كربلاء في إشارة إلى إن الخضار الموجودة حاليا في الأسواق المحلية ( من طماطم وخيار وباذنجان وبصل وغيرها ) هو إنتاج المزارع العراقية التي احتلت طليعتها \"بحسب الإعلان\" مدينة كربلاء، هذه العبارات أثلجت قلوب المارة وبعثت فيهم نوعا من الأمل (خاصة عندما يتأكدون من صحتها من البائع ليجيب بثقة عالية \" نعم انه عراقي\" )في ظل الأجواء السياسية التشاؤمية الراهنة ، وهو مايؤكد نجاح الخطوات والحلول التي وضعتها وزارة الزراعة في ضوء الأزمة المائية التي تعيشها البلاد ، من خلال دعم الفلاح وإنشاء مزارع البيوتات البلاستيكية ومنع استيراد تلك المحاصيل من خارج البلاد بعد وصول الإنتاج إلى درجة الاكتفاء الذاتي بحسب الوزارة ، التي نتطلع منها المزيد في دعم المواطن بتخفيض أسعار تلك المحاصيل في الأسواق من خلال تخصيص أماكن للبيع المباشر والتنسيق مع وزارة النقل او تجهيز الوزارة بمركبات خاصة لنقل تلك المحاصيل إلى أماكن البيع الخاصة أو نقلها من الفلاح بأسعار مدعومة ، لعلمنا إن أجور النقل المرتفعة هي احد أسباب زيادة أسعار تلك المحاصيل مقارنة بأسعارها الأصلية ، فضلا عن تخصيص لجان رقابية على أصحاب المحال وتحديد الأسعار إن أمكن ، مما سيوفر أخيرا عملة صعبة للبلاد هي بأمس الحاجة إليها في الوقت الحاضر وبالتالي دعم المواطن الذي لا يأتي باعتقادنا من خلال زيادة الرواتب مايؤثر سلبا على اقتصاد البلد وزيادة التضخم وبقاء المواطن او الموظف أسير التاجر أو المستورد، بل من خلال وضع خطط إستراتيجية طويلة المدى مدروسة بشكل دقيق ، كتشجيع الصناعة الوطنية ودعم الصناعيين الذي سيوفر بالتالي فرص عمل كثيرة للعاطلين عن العمل (ذكرت آخر إحصائية لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان عدد العاطلين عن العمل في البلاد بلغ اكثر من (431) الفا ) ، كذلك دعم الأسواق المركزية وتجهيزها بكافة المواد الضرورية التي يحتاجها المواطن (غذائية ومنزلية) والتي من الممكن بيع بعضها بالتقسيط لإمكانية الدولة الكبيرة مقارنة بالتجار مما سيخلق جوا تنافسيا للأسعار ، فضلا عن دعم قطاع الإسكان المعضلة الرئيسية في البلاد وقطاع النقل بتسيير حافلات بين المحافظات وداخلها بأسعار رمزية قياسا لاسعار النقل الخاص التي ترهق المواطن ، و اني لأود الحديث هنا عن الجانب الصحي الذي بدأ بخطوات جدية بدعم المواطن من خلال توفير مراكز صحية في عدد من المحافظات والاقضية والنواحي والى ضرورة الاخذ بنظر الاعتبار إعداد لجان لمراقبة عملها .. نتمنى في ختام القول إن نرى قريبا يافطات تقول هذه الصناعة عراقية ....
أقرأ ايضاً
- العراق، بين غزة وبيروت وحكمة السيستاني
- المسير الى الحسين عليه السلام، اما سمواً الى العلى وإما العكس
- في العراق، الجهل ثقافة عامة