ابحث في الموقع

مسعود بارزاني في ذكرى استفتاء "الانفصال": ما زُرع اليوم يُحصد غداً

مسعود بارزاني في ذكرى استفتاء "الانفصال": ما زُرع اليوم يُحصد غداً
مسعود بارزاني في ذكرى استفتاء "الانفصال": ما زُرع اليوم يُحصد غداً

استذكر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، اليوم الخميس، الاستفتاء الذي اجراه اقليم كردستان للانفصال عن العراق، قائلا إن "ما تمّ زرعه سيتمُّ حصده في الغد".

وقال بارزاني في منشور على منصة إكس، إن "الوطن ليس خريطة على الورق، بل دم يسري في العروق.. ما تزرعه اليوم ستحصده غداً".

 

القصة الكاملة

أجرى إقليم كردستان في يوم 25 من شهر أيلول العام 2017 استفتاء "الانفصال عن العراق" مع إظهار النتائج التمهيدية بإدلاء الغالبية العظمى من الأصوات بنسبة 92%، لصالح الانفصال وبنسبة مشاركة بلغت 72%.

وردت الحكومة الاتحادية في بغداد، حينها بفرض إجراءات عقابية على الاستفتاء، الذي واجه معارضة من معظم البلدان.

وخشيت القوتان الإقليميتان تركيا وإيران من أن يذكي الاستفتاء تحركات مماثلة للكرد في البلدين.

ويقول إقليم كردستان، إن الاستفتاء الذي تم تجميد نتائجه كان "الخيار الديمقراطي لسماع صوت الشعب الكردي الذي تعرض لحملات إبادة على مدى عقود"، في حين وصفته الحكومة في بغداد بأنه "غير دستوري" واعتبرته محاولة لتفكيك العراق.

ويتمتع إقليم كردستان منذ عام 1991 بصلاحيات واسعة عززها في دستور عام 2005، ورغم ذلك ظل حلم تأسيس دولة مستقلة يراود الأكراد، حتى أعلن رئيس الإقليم مسعود البارزاني في 3 شباط 2016 أن "الوقت حان لكي يقرر أكراد العراق مصيرهم في استفتاء على الاستقلال عن بغداد".

وفي السابع من حزيران 2017 حدد البارزاني يوم 25 أيلول من نفس العام موعدا لإجراء الاستفتاء على انفصال الإقليم عن العراق، ليصادق برلمان الإقليم في 15 أيلول 2017 على إجراء الاستفتاء في موعده المقرر.

الاستفتاء
في 25 أيلول 2017 جرت عملية الاستفتاء التي شملت محافظات إقليم كردستان الثلاث: أربيل، والسليمانية، ودهوك، إلى جانب مناطق متنازع عليها مع بغداد، وتشمل كركوك خاصة، ومناطق أخرى واسعة في كل من محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين.

الاستفتاء المدعوم من الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية العراقية الراحل جلال الطالباني، جرى وسط معارضة التركمان والعرب في محافظة كركوك، وهي من المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد وفق المادة 140 من الدستور العراقي.

وبعد يومين من العملية، أعلنت المفوضية العليا للاستفتاء في إقليم كردستان النتائج الرسمية، وكشفت أن 92.73% صوتوا بـ"نعم" لصالح الانفصال عن العراق، وأن عدد الذين صوتوا بالداخل بلغ نحو أربعة ملايين بنسبة مشاركة 72.16%، وأن نحو 7.27% صوّتوا برفض انفصال الإقليم عن العراق، وأن نسبة الأصوات الباطلة بلغت 1.21%.

المفوضية وصفت عملية الاستفتاء بأنها جرت بنجاح، وبحضور مراقبين دوليين ومحليين، ولفتت إلى أن هذه هي النتائج النهائية قبل المصادقة عليها من محكمة الاستئناف.

التوتر
غير أن هذا الاستفتاء تسبب في أزمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، بعد أن رفضت سلطات الإقليم التراجع عنه، وتمسكت حكومة بغداد بموقفها الرافض له، فقد اعتبر بيان لمكتب رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي أن الاستفتاء "ممارسة غير دستورية تعرّض أمن واستقرار البلد للخطر، وهو إجراء لا يترتب على نتائجه أي أثر واقعي، بل يؤدي إلى انعكاسات سلبية كبيرة على الإقليم بالذات".

وسارعت الحكومة الاتحادية بعد الاستفتاء إلى اتخاذ إجراءات بحق الإقليم، وطلب رئيس الوزراء العراقي يوم 26 أيلول 2017 من إقليم كردستان تسليم المطارات الموجودة فيه إلى الحكومة الاتحادية خلال مهلة ثلاثة أيام، تحت طائلة إغلاق الأجواء اعتبارا من يوم 29 أيلول 2017.

وفـوّض البرلمان العراقي من جهته يوم 27 أيلول 2017 رئيس الوزراء بنشر قوات للسيطرة على حقول النفط في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها مع كردستان العراق. وطالب الإقليم بإلغاء كل ما يترتب على استفتاء الانفصال.

ودعا العبادي أيضا إلى إلغاء نتائج الاستفتاء على الانفصال، للدخول في حوار لحل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، وقال في جلسة استثنائية للبرلمان العراقي إنه "لا بد من إلغاء الاستفتاء، والدخول بحوار تحت سقف الدستور.. لن نتحاور حول نتائج الاستفتاء مطلقا".

وبعد انتهاء المهلة التي منحتها الحكومة الاتحادية للإقليم يوم 29 أيلول 2017، فرضت بغداد حظرا جويا على إقليم كردستان وتوقفت كل الرحلات الدولية من مطاري مدينتي أربيل والسليمانية وإليهما.

وتمسكت بغداد بموقفها الرافض للاستفتاء، معلنة عزمها استعادة المعابر الحدودية مع إقليم كردستان بالتنسيق مع إيران وتركيا، كما جرت مناورات عسكرية تركية عراقية في منطقة سيلوبي قرب معبر خابور بين تركيا وشمالي العراق، وبالتزامن مع تنسيق عسكري عراقي إيراني.

في حين لجأ القضاء العراقي إلى اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين عن استفتاء انفصال إقليم كردستان بتهمة "المساس بوحدة البلاد وتعريضها للخطر".

حكومة كردستان من جهتها رفضت تلك الإجراءات، وطالب برلمان الإقليم دول الجوار يوم 30 أيلول 2017 باحترام قوانین الإقليم، كما دعا المجتمع الدولي إلى احترام ما قال إنه قرار شعب كردستان. وقال وزير المواصلات الأسبق بحكومة إقليم كردستان مولود باومراد إن قرار بغداد وقف الرحلات الجوية بمطاري الإقليم مخالف لكل قواعد الطيران المدني.

رفض إقليمي ودولي
وعلى المستوى الإقليمي، لوّحت تركيا بخيارات اقتصادية وعسكرية ردا على الاستفتاء الكردي، ولكن مسؤولين بينهم وزير الخارجية الأسبق مولود جاويش أوغلو أكدوا أن الحدود مع كردستان العراق لن تغلق.

وأغلقت ايران بدورها حدودها مع إقليم كردستان، وأوقفت نقل المشتقات النفطية من الإقليم. كما حذرت من أن الاستفتاء سيؤدي إلى "فوضى سياسية" بالمنطقة.

أما الولايات المتحدة الأميركية فقالت على لسان وزير خارجيتها الأسبق ريكس تيلرسون يوم 30 أيلول 2017 إنها لا تعترف بالاستفتاء على انفصال كردستان العراق وحث تيلرسون جميع الأطراف المعنية على الحوار وضبط النفس.

ووصف وزير الخارجية الأميركي الأسبق الاستفتاء بالأحادي وقال إن التصويت والنتيجة يفتقران إلى الشرعية، وأضاف أن بلاده تواصل دعم عراق موحد واتحادي وديمقراطي ومزدهر. وقال إن على جميع الأطراف بما فيها جيران العراق رفض أي خطوة أحادية وأي استخدام للعنف.

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!