مع تسارع الأحداث في الشرق الأوسط ودخول سوريا بشكل مفاجئ وغير مسبوق على خط الفوضى بعد غزة وجنوب لبنان، يتجدد الحديث والمخاوف في العراق حول مخيم الهول السوري بما يتضمنه من خزين بشري يشكل وريثًا لأفكار الزرقاوي والبغدادي من الممكن أن ينفجر في أي وقت لخلق مساحة تسمح للكيان الصهيوني بالمضي في تحقيق مشاريعه التوسعية.
إذ أكد النائب مختار الموسوي، اليوم الأحد، أن مخيم الهول هو اجندة لخلق جيل رابع للإرهاب العالمي، مبينا أن انفجاره بات وشيكا من خلال رفع القيود واطلاق عتاة الارهاب سواء بداخله او السجون التي تضم قياداته وعناصره.
وتتخوف الاوساط السياسية والامنية في العراق، من استخدام الدواعش في مخيم الهول من قبل امريكا كورقة لخلخلة الوضع الامني من جديد، إذ يسعى العراق منذ سنوات، لإغلاق مخيم الهول في سوريا الذي يؤوي عشرات الآلاف من زوجات وابناء مسلحي تنظيم داعش، ويضم أيضا مناصرين للتنظيم المتشدد، وذلك بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا.
وقال الموسوي، إن "منذ سنوات نحذر من خطورة اللعبة الامريكية التي كانت وراء انشاء مخيم الهول السوري وجمع شتات داعش من مناطق عدة وهم يحملون اكثر من 50 جنسية اجنبية وعربية".
واضاف ان” مخيم الهول هو اجندة لخلق جيل رابع للارهاب العالمي وانفجاره بات وشيكا من خلال رفع القيود واطلاق عتاة الارهاب سواء بداخله او السجون التي تضم قياداته وعناصره”.
واشار الى ان "مايحدث هو فوضى برعاية امريكية في المنطقة وسوريا والعراق مستهدفة بالمقام الاول"، مؤكدا بان "كل الانظمة في المنطقة تعرف حقيقة خفايا مخيم الهول لكنها للأسف صامتة رغم انه يمثل تهديد مباشر لأمنها الاستراتيجي".
ومع تسارع الأحداث في سوريا، وإعلان سيطرة ما تعرف بهيئة تحرير الشام على محافظة إدلب بالكامل مع غالبية محافظة حلب، يعيش العراق استنفارا أمنيا، وسط مخاوف من عودة الإرهاب وتكرار سيناريو 2014، إذ تعتزم لجنة الأمن والدفاع النيابية الى عقد إجتماع طارئ، اليوم الأحد، لبحث تطورات الأحداث، فيما أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ليلة أمس، اتصالا هاتفيا سريعا مع الرئيس السوري بشار الأسد أكد خلاله، موقف العراق الداعم لسوريا في مواجهة الإرهاب.
وقد سيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها، على ثلاثة أرباع مدينة حلب شمال سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهذه أول مرة تدخل مجموعات مسلحة إلى حلب منذ استعادة الحكومة السورية السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وبدأت الجماعات المسلحة عملية عسكرية باتجاه مطار حلب الدولي، فيما اتجه آخرون لتنفيذ هجوم في ريف حلب الشرقي، وسيطروا من خلاله على مدينة تادف المحاذية لمدينة الباب.
كما تستعد تلك الجماعات المدعومة من تركيا، لإطلاق عملية عسكرية أخرى في الساعات المقبلة، من أجل السيطرة على مدينة تل رفعت، التي تنتشر فيها قوات من الجيش السوري ومقاتلون من قوات قسد الكردية -المدعومة من أمريكا-.
وأعلن نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، يوم أمس السبت، أن الحدود محصنة بشكل كامل وملتزمون بأوامر القائد العام لحماية العراق.
وسبق للمحمداوي، أن أكد بأن حدود البلاد مع سوريا مؤمنة عبر الانتشار العسكري والكتل الإسمنتية والكاميرات الحرارية وتحليق الطيران المسير، وكشف عن أن التحصينات الأمنية الأخرى المتخذة لتأمين الحدود من خلال الأسلاك الشائكة وانتشار قطعات مختلفة من الجيش والحشد الشعبي بحدود سبعة إلى عشرة كيلومترات خلف الحدود بحدود سبعة.
وكان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أعلن في 23 تشرين الثاني الماضي، استعادة أكثر من 2600 أسرة من ذوي عناصر تنظيم داعش من مخيم الهول في سوريا الى مخيم الجدعة في العراق.
وفي 9 تشرين الثاني الماضي، عثرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على خنادق وأسلحة وألبسة عسكرية ومجموعة معدات لوجستية من حواسيب وهواتف محمولة داخل مخيم الهول، حيث أحبطت محاولة خلية من داعش الفرار لخارج المخيم لتنفيذ عمليات إرهابية، وألقي القبض عليهم، وكان عدد عناصر الخلية النشطة 16 عنصراً.
وتشير تقديرات إلى أن المخيم يضم نحو 50 ألف شخص، بينهم أجانب ينتمون لما يقرب من 60 دولة، فضلا عن نازحين سوريين ولاجئين عراقيين، يتخطى عددهم نصف العدد الإجمالي.
ويضم مخيم الهول الذي يخضع لحراسة مشددة وتشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية، حوالي 48 ألف شخص بعد أن كانوا 73 ألف شخص، حيث ان غالبية نزلاء المخيم من نساء وأطفال داعش، مما يعزز المخاوف من ولادة جيل إرهابي جديد.
وكان الآلاف من عناصر داعش نقلوا إلى مخيم الهول، بعد أن هُزم في سوريا في آذار 2019، وإنهاء سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
وكان عضو ائتلاف دولة القانون ابراهيم السكيني، أكد في 27 آب الماضي، ان مخيم الهول يمثل خطرا داهما على العراق، مبينا أن "هناك تقصير من قبل الحكومة فيما يخص حسم ملف هذا المخيم الذي يضم ارهابيين ولن نقبل بفرض آراء أو ضغوط على العراق بشأن عودة هذه الاسر للعراق، حيث أن هذا المخيم قنبلة موقوتة وبقائه سيفجر الوضع".
وأثارت عودة هذه العوائل حفيظة الكثير من الجهات، حيث اعتبرتهم منتمين لتنظيم داعش، وأن إعادتهم تشكل خطرا كبيرا على العراق، وقال النائب محمد كريم في وقت سابق، إن "هذه القرارات التي تتخذ هي بتأثيرات خارجية لإعادة تدوير هذه القنابل القاتلة إلى داخل البلد، وهم يعلمون أن هؤلاء رضعوا الإجرام مع أمهاتهم وآبائهم الدواعش".
ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح إليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد أحداث عام 1991 عندما استباح النظام العراقي السابق دولة الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حربا عبر تحالف دولي.
أقرأ ايضاً
- المواطن هو من سيدفع الثمن.. رابطة المولدات الأهلية في كربلاء تحذر من "نقص كمية الوقود"
- صحيفة: الطيران السوري - الروسي يستهدف المسلحين جنوب إدلب وفي سهل الغاب
- بالتنسيق مع العتبات المقدسة.. الهجرة: رئيس الوزراء وجَّه بوضع خطة تفويج عكسي للبنانيين الراغبين بالعودة