- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شهوق مؤلم لمظلومية المتقاعدين البصريين ...في بغداد
حجم النص
بقلم:عزيزالحافظ
قليل يعلم ان المتظاهرين من المتقاعدين العراقيين لهم نشاط يومي ضد قانون التقاعد الجائر الذي انتجته محلات مجلس النواب كالبيتزا المستعجلة في فرن حراري غير مناسب بسيناريو هوليوودي.. مع العلم هو من أرصن قوانين التقاعد في المنطقة وحصلت فيه تجميلات مالية متفاوتة... ولكن مجلس النواب الجائر التصرف، ذبح الالاف من عوائل المتقاعدين بحجة إمتصاص نقمة المتظاهرين ....ليكون المتقاعد والمتظاهر كلاهما كعملة معدنية.. ضحية الاختيار البدائي لذبح الآمال العراقية في عيش رغيد ترسمه التخيلات البرلمانية البائسة... ليكون قانون التقاعد الجديد..قمرا! خافتا!وبعيد بُعد زحل والمريخ عن تطلعات الشعب الصابر والمرتجي حياة كريمة.... بعد زوال نظام القمع والحديد الصدامي.... ولكن العجالة التي شرعوا بها قانون التقاعد الجديد ظلمت الالاف من المتقاعدين وأبقت الظلم الجائر على المتظاهرين!!! فمن منهم سجل أسمه ليعوّض متقاعدا...؟ نعم أقولها لاخائفا ولاوجلا...ويشهد دجلة القريب من أنفاس المتظاهرين...هناك تعيينات في الخفاء ولن تتكلم ايّ يد!!! أبدا!!! عن مسلسل خطوات التعيين! حتى تشهد الايادي يوم القيامة بالمفهوم الديني على هذه المخالفات!ولاأريد هنا أن ادخل النفق المظلم في قتامة ما أرى!
قام المتقاعدون البصريون النبلاء بقطع مسافة 600 كم بثلاث باصات وهم يتجاوزون ال150 بين رجال ونساء توجهت قلوبهم النقيةقبل أجسادهم.. لمشاركةأخوانهم المتظاهرين البغداديين في تفاعل كيمياوي عظيم أظهر لكل متابع كيف سرّب النواب العراقيون اليأس والألم والحزن لكل عوائل العراقيين عدا كوكب الأكراد لانهم خارج المنظومة الشمسية لوطن أسمه العراق.. ومجرتهم!! تتبسم على معاناة الوطن الذي ينظرون اليه فقط من باب جني المال فقط لاغير!
كنت أرى شهوق البصريين نساءا ورجالا وهتفاتهم وتفاهة من يعترض طريقهم السلمي للوصول الى مجلس النواب.. ليست الدموع فقط ترسم مشاهد مشقتهم...وخطورة طريقهم...ونقاء خطواتهم ولكن القلوب والحناجر سوية هتفت موحدّة ضد قانون التقاعد الجائر..ومع كل الاسف وبتعاون القوات الامنية التي تفهمت وجود هذه الجموع.. لم يبرز لهذه الجموع يوم امس 19/1/2020 نائبا واحدا او حتى لو شخصا يعمل في كافتريا مجلس النواب...ليرى كيف عانى هولاء الابطال بالوصول لبغداد لإسماع صوتهم وحتى النواب البصريون أيضا أمتنع اي منهم عن زيارة أبناء محافظته الشاهقون!
كنت أرى الالم يقتل الامل! كنت ارى الدموع في عيون البصريات وهنّ يتركن اولادهن وعوائلهن يرسمن على طول 600 كم... المسافة بين بغداد والبصرة لوحات سرور محتمل.. وفرح قد يكون سرابا..وأماني ... في الاحداق.. وتمنيات حتى لو كانت لفظية... ولكن مجلس النواب لم يكتمل النصاب! ولم يأبه لصرخات الجموع.. ولم يرسل نائبا واحدا او موظفا في مكاتب المجلس المليونية... ليسمع أو يستلم معاناة الجموع البشرية الغاضبة والكاتمة غيضها والصابرة على هضم حقوقها! وتذكرت وقارنت! كيف قطعت بلدية باريس شارع الشانزليزيه... لجموع متقاعديها.. واغلقت كل المحلات التي تمرّ يها التظاهرة.. لتصل الى قلوب سمعت وأنصتت وتفهمت... معاناتها...فهناك إنسانية وهنا نسناسية!
بينما لارحمة ولاقلوب ولاصدور ولاعقول... كان يحملها..ما نسميه أعضاء مجلس النواب العراقي...ليعود المتقاعدون البصريون يجرون أذيال الخيبة ممن انتخبوهم ولكنهم من باب آخر..كانوا جذلين فرحين بما شاهدوا إفتراش قلوب البغداديين جميعا لوجودهم فقد حملتهم الأحداق ومآقي العيون ورقرقة الدموع بين النساء البغداديات والبصريات....فمن يهتم لصرخة المتقاعد العراقي؟ من يهتم لمطالبه؟ من يأبه لذلك الظلم المستمر؟
أحيانا الصمت سيد البلغاء...فليس كل مانعلمه نكتبه... فالأنياب الذئبية والأسدية والنمرية وكل الكواسر... اليوم في العراق جاهزة! لؤاد...وليس لإقتضام....مَن...يعبر الخطوط الحمراء المنتشرة في كل شارع في العراق!