مع اشتداد الاحتجاجات، يستمر قطع الانترنت في معظم المناطق العراقية.
وبحسب ما أوضح مرصد نيت بلوكس لمراقبة خدمات الإنترنت، إن العراق قطع الاتصال بشبكة الانترنت في بغداد وعدد من المدن العراقية الأخرى، يوم الاثنين الماضي، في ظل استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأعرب ناشطون عن خشيتهم من حصول تجاوزات كبيرة بحق المحتجين بعيدا عن أنظار العالم.
وانخفضت الاتصالات بشبكة الانترنت الوطنية إلى ما دون 19 في المئة، عن المستويات العادية، ما أدى إلى عزل عشرات الملايين من المستخدمين العراقيين عن الشبكة العالمية.
وكما أثر قطع الإنترنت على أنحاء كثيرة في بغداد، كذلك طال البصرة وكربلاء وغيرها من المراكز السكانية ومدن أخرى، باستثناء المناطق الشمالية الكردية.
تشير بيانات قياس الشبكة إلى أن الانقطاع الجديد هو أشد قيود الاتصالات التي تفرضها الحكومة العراقية منذ بدء الاحتجاجات.
ما هو تأثير حجب الإنترنت في العراق؟
بحسب نيت بلوكس، فان قطع الانترنت خلف خسائر اقتصادية كثيرة. التأثير الاقتصادي بسبب قطع الانترنت وصل الى ما يقرب مليار ومئتي مليون دولار، وهذا ما أثر على الناتج القومي العام. فالشركات خسرت الكثير، وكذلك الأمر للحكومة العراقية، كما ان الخسائر طالت الناس أيضا نتيجة لهذه التدابير. وأكدت أن قطع خدمة الانترنت هو مخالفة لقوانين الأمم المتحدة وتقييد للحريات، وأثر على التغطية الصحفية خلال فترة الاحتجاجات.
المدير التنفيذي لمرصد نيت بلوكس لمراقبة أنشطة الانترنت، ألب توكر، أكد انه في العراق تم اغلاق وسائل التواصل الاجتماعي، تويتر وفيسبوك ويوتيوب وواتساب وغيرها من الوسائط كخطوة اولى. ثم جاء اغلاق او حجب بالكامل للانترنت في معظم أنحاء البلاد.
أكد ألب توكر أن الشركة طورت نظاما اسمه "أداة الاغلاق"، الذي يعمل مع المجتمعات لمعرفة التأثير الاقتصادي. ويتم البحث طبقا لمؤشرات من البنك الدولي ومن مصادر اقتصادية لفهم التأثير على الشركات.
التأثير السلبي
على الرغم من أنه من السابق لأوانه إجراء تقييم كامل لآثار اضطراب الاتصالات السلكية واللاسلكية، الا ان قطع الانترنت من شأنه أن يشل الدولة العراقية، بحسب نيت بلوكس.
إن أكبر موفر لخدمات الإنترنت (الثابت والسكنية) "إيرث لينك"، بالإضافة إلى معظم مشغلي شبكات الهاتف النقال، هم غير متصلين بالإنترنت تمامًا، حيث أصبحت البيانات التي تشير إلى أن أشد الاضطرابات المسجلة خلال الاحتجاجات سارية المفعول. مع بدء سريان التعتيم، بدا أن جزءًا صغيرًا من خطوط الهاتف الثابت وشبكات الهاتف المحمول غير صالح حتى للمكالمات العادية والرسائل النصية.
وبحسب معلومات نشرها موقع نيت بلوكس، لا توفر حلول VPN وبرامج التحايل التي استخدمها كثيرون للوصول إلى الوسائط الاجتماعية في الأسابيع الأخيرة أي حل في مواجهة تعتيم الشبكة بالكامل. ومع ذلك، يبلغ بعض المستخدمين عن إمكانية اتصالهم من خلال استخدام بطاقات SIM الدولية وتجوال البيانات. هذه الخيارات بطيئة ومكلفة أو غير متوفرة لمعظم العراقيين في الممارسة العملية.
تشير البيانات الاقتصادية لـ "نيت بلوكس"، إلى أن أكبر خسارة اقتصادية فردية لا تنتج عن انخفاض في الإنتاجية أو عن نقص في اليد العاملة، ولكن من خلل في الشبكات الحكومية التي كان لها تأثير اقتصادي يقدر على الناتج المحلي الإجمالي الوطني بما يزيد عن مليار دولار أميركي في شهر أكتوبر وحده، كما تم تقييمه بواسطة أداة تكلفة الإغلاق.
وجدت وكالة الأنباء الفرنسية أن الشركات الكبيرة الفردية فقدت مبالغ بمئات الآلاف من الدولارات بسبب فقدان الاتصال بالانترنت، وأن أصغر التجار كانوا من بين الأكثر تضررا بسبب الجمود الناجم عن غياب شبكات الاتصالات وفشل المستهلك والمعاملات التجارية.
أقرأ ايضاً
- ارتفاع طفيف بأسعار الدولار في العراق
- مع اغلاق البورصة.. انخفاض أسعار صرف الدولار في العراق
- أكثر من 100 مليون برميل للنفط الخام حصيلة صادرات العراق خلال تشرين الأول الماضي