بقلم: أياد السماوي
في كلمة له عبر شاشة قناة المنار مساء أمس الثلاثاء , أكدّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنّ (الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان حدث مفصلي في تأريخ الصراع العربي الإسرائيلي , وهو ضربة قاضية لما يسّمى بعملية السلام , وأضاف السيد نصر الله أنّه عندما سمح العالم لترامب أن يصادر القدس ويعلنها عاصمة أبدية لإسرائيل هو فتح الباب أمام كل تجاوز من قبل الأمريكي , وإنّ ما جرّأه هو الموقف في العالم العربي والإسلامي تجاه مسألة القدس , لذلك علينا أن نتوّقع بعد مدّة أن يخرج ترامب ليعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية , واعتبر سماحة السيد نصر الله أنّ أضعف الإيمان إذا كان هنالك بقية حياة وشرف وضمير وشهامة في العالم العربي أن تقوم قمة تونس المقبلة بإعلان سحب المبادرة العربية للسلام عند الطاولة.
ومن يتمّعن جيدا في خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله , سيلاحظ أنّ سماحة السيد نصر الله لم يستخدم قط كلمة نرفض أو نشجب أو نستنكر , لأنّه يعلم جيدا أنّ بيانات الشجب والرفض والاستنكار لا قيمة لها إطلاقا عند أمريكا وإسرائيل , ولو خرج العالم العربي بأسره مستنكرا ورافضا وشاجبا قرار أمريكا بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلّة , فلن يغيّر من الأمر شيء ولن يسحب الرئيس الأمريكي المرسوم الذي وقّعه في البيت الأبيض بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان , ويعلم أيضا أنّ العمل والمقاومة هما السبيل والخيار الوحيد لاستعادة الأراضي المحتلّة في سوريا ولبنان وحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه.. وصاحب الحق لا يستنكر أو يشجب أو يرفض , بل يعمل ويقاوم ويستعيد حقوقه من خلال المقاومة كما استعاد حزب الله جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمرّ لعشرات السنين , فالإسرائيلي لا يفهم منطقا غير منطق القوّة والمقاومة.
أمّا أن يقوم صاحب الحق بإصدار بيانات الرفض والشجب والاستنكار ويتخلّى عن خيار المقاومة , فذلك هو البلاء العظيم وتلك هي الطامة الكبرى.. نعم بيانات الرفض والشجب والاستنكار مهمة وضرورية من الأصدقاء كوسيلة داعمة لخيار المقاومة , فحين يرفض الاتحاد الأوربي أو منظمة الأمم المتحدّة قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان , فهذا أمر مهم للغاية ولكنّه ليس بديلا عن خيار المقاومة لاسترجاع الأراضي والحقوق المسلوبة بالقوّة.. وإن كان هنالك ثمة بقايا حياة وشرف وضمير وشهامة عند أمّة العرب , فعليها أن تسحب المبادرة العربية للسلام في قمّة تونس المقبلة عملا بمبدأ أضعف الإيمان , فلا نطلب من العرب أن يجّيشوا الجيوش ويعلنوا الحرب على إسرائيل , لأنّ هذا محال وغير ممكن بعد مؤتمر وارسو والتوجهات العربية في الانفتاح على إسرائيل وإقامة العلاقات معها وتوجيه بوصلة العداء العربي باتجاه إيران الإسلامية.. في الختام أتوّجه لوزير خارجيتنا الموّقر السيد محمد علي الحكيم وأقول له أنّ العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية , والمطلوب منه أن يعمل بمبدأ أضعف الإيمان لا أن يرفض أو يشجب أو يستنكر , فالأمة يا معالي الوزير المحترم لم تعد تطيق سماع بيانات الرفض والشجب العديمة الجدوى والتي لا تتعدّى ذر الرماد في العيون وإعانة الظالم على ظلمه.
أقرأ ايضاً
- العملة الرقمية في ميزان الإعتبار المالي
- وزير دفاع بالعملة السويدية
- العملية السياسية تستعيد عافيتها !!