بقلم:د. غالب الدعمي
لا يختلف اثنان في هذا العالم المترامي بأن حكومة العبادي قد حققت نتائج إيجابية وكبيرة على الأصعدة كافة وبنسب متفاوتة لم تكن متوقعة في ظل الصراع الطائفي والسياسي في العراق، وتأتي الانتصارات الأمنية في مقدمتها التي هيأت للعبادي فرصة مواتية لإسقاط رؤوس الفساد.
ويبدو أن هذه الانتصارات قد أشعرت بعضهم بأن ناقوس الخطر يحوم حولهم لذا انبروا بتصريحات مأزومة مبطنة في طياتها محاولات للتقليل من شأن هذا الانتصار العراقي الكبير الذي أعاد للعراق هيبته التي ضيعتها الحكومة السابقة حين غامرت بسمعته عن طريق إناطة المسؤوليات الأمنية بقيادات فاشلة وإبعاد العناصر المهنية، فضلاً عن إباحته للفاسدين حتى يعبثوا فيه.
وآخر تلك التصريحات المأزومة لنائب من التحالف الوطني حين قالت:(أين كان العبادي من إعطاء نسبة (17) للكرد فقد بح صوتي ولم يسمعني أحد) وهي تعلم جيداً أن حكومة العبادي قد قطعت موازنة الإقليم بعد إخلاله ببنود الاتفاقية النفطية الموقعة معه لدى تشكيل الحكومة، وعلى حد معلوماتي أنه صرف دفعة واحدة قدرها (ملياران ونصف المليار دولار) طيلة الأربع سنين الماضية، في حين أن الحكومة السابقة قد صرفت في 2014 دفعات تساوي (14) مليار دولار كما صرفت حوالي عشرين مليار دولار في 2013 وأكثر من هذا في 2012 ولم نسمع لهذه الاصوات المبحوحة تصريحات تنتقد تحويل هذه الأموال إلى الإقليم، إلا أن ثائرتهم قد ثارت حين ارتفعت حظوظ رئيس الوزراء الحالي في الظفر بولاية ثانية
ونائب آخر من إقليم كردستان يقول: إن حكم صدام كان أرحم على الأكراد من حكومة العبادي على الرغم من أن صدام حسين نفذ ضدهم حملات عسكرية ظالمة ووجه سموم سلاحه الفتاك الذي قتل أكثر من خمسة آلاف كردي بريء في مدينة واحدة ناهيك عن حملات الأنفال وتهجير السكان المدنيين من قراهم ونفيهم إلى مناطق الجنوب، وكل هذا الذي فعله صدام بهم ويخرج علينا من يعطيه أفضلية على حكومة شرعت بتطبيق الدستور في محافظات أخذت كل شيء ولم ترضَ بأي شيء، لكن إرادة الله كانت لبعض حكامهم بالمرصاد حين أصروا على الاستقلال وتجاوزوا كل القوانين. وأكيد ستزداد تلك التصريحات المأزومة يوماً بعد يوم وقد ينفد صبر حكومة العبادي عليهم وسيتفاجأون في أية لحظة حين يجدون أنفسهم في سجون الفساد تصحبهم لعنة الله والناس أجمعين إلى يوم يبعثون بما فسدوا وعبثوا في هذا البلد الأمين.