حجم النص
في سابقة تـُعد الأولى من نوعها إعلامياً، كشف وكيل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي وخلال بث فضائي مباشر، عن صرفيات العتبة العباسية المقدسة في انجاز مشاريعها الاستراتيجية ومشاريع البنى التحتية، الكبيرة منها والمتوسطة والصغيرة. وقال المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد الصافي في كلمته التي ألقاها بمناسبة حفل افتتاح أحد أهم المشاريع العمرانية العملاقة ذات الطابع الخدمي، وهو مشروع توسعة حرم أبي الفضل العباس عليه السلام بتسقيف صحنه الشريف، والذي انجزه قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة، من خلال شركة أرض القدس الهندسية العراقية، ليوفر لـ 20الف زائر اضافي خدمات تساوي خدمات الحرم القديم: "منذ ان تشرفنا بخدمة العتبة العباسية المقدسة في عام 2003م وخلال 13 عاماً (بين 1/1/2004م ولغاية 1/1/2017م) أنجزنا أكثر من 150مشروعاً، عمرانياً وخدمياً، بمليار دولار فقط". وأضاف " وهذا يعني أن صرفيات انجاز المشاريع كمعدل سنوي خلال هذه الفترة حوالي 76 مليون دولاراً سنويا"!!. وكان السيد الصافي قد بين في وقت لاحق لوحدة الأخبار في شعبة الانترنت "إن هذه الكلفة شاملة للكلف التشغيلية (كالرواتب، الوقود، الصيانة،...وغيرها) والكلف الاستثمارية (تنفيذ المشاريع)، وبمصاريف هي مجموع موازنة العتبة من الوقف الشيعي كقسم أكبر، وواردات الشباك الشريف والهدايا والنذور". وكانت المرجعية الدينية العليا في خطبتها الأخيرة في 18جمادى الآخرة 1438هـ الموافق 17/ 3/ 2017م، وعلى لسان وكيلها السيد أحمد الصافي قد لمّحت إلى الخلل في ادارة مفاصل الدولة، واعتبرتها أمانة تخلى أصحابها عن أدائها، فقال بما نصه "الأمانة إخواني من الأمور المهمّة، والذي يتصدّى لابُدّ أن يتحمّل، تارةً تقول: أنا لا أستطيع أن أؤدّي الأمانة!! -جزاك الله خيراً- تنحّ وليأتِ في هذا الموقع الإداريّ من يستطيع". وقد أثار كلام السيد الصافي في الاحتفال حال صدوره، تساؤلات المراقبين للشأن السياسي في العراق، وهو قد يكشف أموراً، منها: 1.حجم الفساد المالي في العراق، إذ ان ذلك المبلغ الزهيد أزاء هذه المشاريع الكثيرة، والمنجزات التي قامت بها العتبة العباسية المقدسة على أرض الواقع مما ساهم في نمو اقتصاد العراق، يُشكل إحراجاً للحكومات المتعاقبة على العراق خلال الفترة المذكورة، بدء بحكومة أياد علاوي، مروراً بحكومتي نوري المالكي وانتهاء بحكومة الدكتور العبادي الحالية، لأنها صرفت مئات المليارات من الدولارات – خاصة في فترة حكومتي المالكي- كانت نتيجتها مشاريع على أرض الواقع لا تشكل بمجموعها بضعة مليارات من الدولارات وليست المئات منها!!!. 2.أن مشاريع العتبة العباسية المقدسة، كانت نموذجية ومتنوعة ولم تكن مختصة بالجانب الخاص بالعتبات، وهي رسالة سياسية بأن إدارة العتبة الفتية في وجودها ووجود أقسامها وشـُعبها ووحداتها ومؤسساتها التي نشأت كلها بعد سقوط الطاغية في 9/4/2003م، ولا يمكن أن تـقارن بالدولة في عراقة مؤسساتها وخبرتها التي تمتد إلى 25/10/1920م. وهذا التفاوت في العمر الزمني، يجدر به أن يعطي للدولة قصب السبق على العتبة العباسية لا العكس!! وبالتالي من الممكن أن يطرح تساؤلٌ منطقياً: لماذا لا تستفيد الدولة من خبرة العتبات في نجاحاتها؟ وهل أن المؤسسات ذات الطابع الديني لا تستطيع الدخول في تنفيذ المشاريع الناجحة في مختلف المجالات، بل والاستراتيجية منها أيضاً؟!! وفيما يلي نماذج للمجالات التي ولجتها العتبة العباسية المقدسة في انجاز مشاريعها معتمدة على العقل العراقي في أغلبها، وأثبتت نجاحها: أ. العمرانية (كمشاريع التوسعة والتطوير). ب. الخدمية (مثل بناء المجمعات الخدمية ومدن الزائرين وتبليط الشوارع وزراعتها بالأشجار). ت. السكنية (مثل حي الكفيل السكني الأول لذوي الدخل المحدود، ومجمع بركات الكفيل السكني الاستثماري). ث. الطبية (مثل مستشفى الكفيل التخصصي في كربلاء، ومستشفى الكفيل التخصصي - قيد الانشاء والمتوقف بسبب توقف التمويل الحكومي - في بابل، حيث يذهب ريع هذه المستشفيات لمشاريع الخدمات المقدمة للمواطنين، وتغطي جزءً من عمليات المجاهدين مجاناً، وتوفر للمواطنين عشرات الملايين من الدولارات سنوياً كانت تهدر خارج العراق بسبب السفر العلاجي). ج. الاقتصادية (مشاريع الشركات الاستثمارية التي يذهب ريعها لمشاريع الخدمة للزائرين والمواطنين). ح. الصناعية(مجموعة من المصانع التي توفر جزء من الحاجة المحلية). خ. الزراعية(مزراع ومناحل وبحيرات أسماك وتربية مواشي ودواجن). د. الثقافية (المكتبات المركزية، مراكز التأليف والتحقيق العلمي، مراكز التراث والحضارة، مراكز رعاية الطفولة والمرأة). ذ. الإعلامية (تأسيس المجلات والصحف وإّذاعة خاصة بالمرأة والطفل، ومركز البث الفضائي المباشر). ر. الأمنية(منظومات الرقابة المرئية، الاتصالات السلكية واللاسلكية، منظومات كشف المتفجرات). ز. العلمية والتعليمية(تأسيس المراكز البحثية والمجلات العلمية المُحكِّمة، تأسيس جامعة ومدارس ورياض أطفال). س. العسكرية (إنشاء فرقة العباس عليه السلام القتالية التي حققت الكثير من الانتصارات على الأرض، وحرصت العتبة امتثالاً لأمر المرجعية على تبعيتها للأجهزة الأمنية العراقية، من أجل تجنب نشوء المليشيات) وغيرها الكثير من المجالات... 3. إن توقيت صدور هذا التصريح ولأول مرة من قبل أبرز وكلاء وممثلي المرجعية الدينية العليا، قد يبعث برسائل كثيرة ونحن على أعتاب مرحلتين: أ. المرحلة القريبة، وهي تحقيق الانتصار العراقي الناجز الذي حرر الأرض وأعاد هيبة المؤسسة العسكرية العراقية، وحمى العراق والشرق الأوسط من الفناء، بفضل: • فتوى المرجعية الدينية العليا بالدفاع الكفائي المقدس، ودعمها لمقاتليه وشهدائه وعوائلهم بالمال والعناية اللازمة. • الاستجابة المنقطعة النظير من العراقيين لهذه الفتوى. ب. المرحلة الأبعد نسبياً، بأشهر فقط، وهي مرحلة الانتخابات والتي بدأت ملامح تشكل قوائمها تبرز للوجود، وسط عودة السُراق للمال العام بالظهور وتقديم أنفسهم على أنهم حماة الوطن وبُناتـَه!!! يذكر أن المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره العاصمة البريطانية لندن، قد كشف قبل 7 أشهر في تقرير حديث له، عن اختفاء 120 مليار دولار من فوائض موازنات العراق المالية خلال فترة تولي نوري المالكي لرئاسة الوزراء بين سنة 2006 و2014. وأوضح التقرير الصادر عنه، أنه وخلال تلك الفترة حقق العراق فوائض مالية كبيرة كان يمكن أن تساهم في إعادة إعماره و تحويله إلى دولة حديثة، حيث بلغ مجموع الموازنات في تلك الفترة 700 مليار دولار ذهبت جلها إلى جيوب الفاسدين. وبحسب التقرير فإن رئيس الوزراء حيدر العبادي تسلم من سلفه المالكي خزينة شبه فارغة لا يوجد فيها أكثر من 700 مليون دولار فقط، ما جعل العراق في وضع مالي صعب للغاية خاصة مع انخفاض أسعار النفط وتراجع الإيرادات وارتفاع تكلفة الحرب على داعش. وقال التقرير أن العراق فقد أكثر من 165 مليار دولار من صندوق تنمية العراق في ست سنوات فقط. تقرير: جسام محمد السعيدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "