حجم النص
بقلم. مسلم الركابي هل هي الفوضى الخلاقة التي يتحدث بها البعض بتنظير سياسي ؟هل هي إفرازات الديمقراطية التي دخلت حياتنا.؟هل غياب أو تغييب القوانين هو من أنتج هذا الواقع الذي نعيشه ؟هل تدخل وتطفل السياسيون في الشأن الرياضي هو السبب؟هذه الأسئلة وغيرها الكثير تراود اي مراقب أو متابع للمشهد الرياضي العراقي الذي أصبح ساخنا بكثرة أحداثه ومشاكله مما جعلته يعيش فوق صفيح ساخن. كلنا يعرف أن الرياضة طائر يطير بجناحين هما الجناح الإداري والجناح الفني ويبدو ان رياضتنا العراقية تحاول اليوم أن تحلق بجناح واحد هو الجناح الفني بعد أن انكسر الجناح الإداري بفعل حالة التخلف والتخبط والعشوائية والتي تمارسها إدارات المؤسسات الرياضية بمختلف مسمياتها. لدينا لجنة اولمبية ومكتب تنفيذي جاء عن طريق لوائح ما انزل الله بها من سلطان مكتب تنفيذي امتهن السياحة والسفر أهدر المليارات من الدنانير على مشاركات وهمية وبطولات ورقية وسفرات سياحية وامتيازات مالية وسيارات حديثة ومكاتب فارهة ورياضة إنجاز خالية من أي إنجاز جعلتنا نعيش على البطاقات المجانية التي استحوذ عليها أعضاء المكتب التنفيذي بكل صلافة وإصرار. مكتب تنفيذي غير متجانس بالمرة ولجنة اولمبية امينها العام يعيش خارج البلد وحينما تمت استقالته تم انتخاب امين عام جديد له سجل حافل بالنزاهة ويديرها مدير تنفيذي يمتلك شخصية مثيرة للجدل فهو منظر ماهر يتلاعب بالألفاظ وكأنه فطحل زمانه تراه في مكان وفي كل مؤتمر وفي كل محفل وفي كل ندوة وكأنه الوحيد الذي يفهم بالقانون. وفي الجانب الآخر هناك وزارة الشباب والرياضة وهي الجهة القطاعية الحكومية والتي عادت للعمل بعد سقوط النظام عام 200 3 وقد حظيت هذه الوزارة بدعم حكومي كبير جدا حيث كانت الميزانيات الانفجارية والتي صرفت وقدرت على مشاريع وهمية اعطتنا المئات من المشاريع المتوقفة بسبب هروب الشركات والمقاولين إضافة إلى حيتان الفساد التي ترعرعت في أروقة الوزارة والتي أهدرت المليارات على مشاريع مضحكة مثل برلمان الشباب والمرصد الشبابي وبطولات الجائزة الكبرى واحتفالات السيادة وغير ذلك وحتى البنى التحتية والتي تعتبر من أولويات الوزارة كانت عبارة عن هياكل فقط هذا ما اورثته وزارة عبطان من الوزارات السابقة ورغم حرص عبطان على تصحيح المسار حيث نجح الرجل في تحقيق الكثير للرياضة العراقية رغم المعوقات التي تعترض طريقه ورغم وجود بعض الوجوه التي تسعى إلى وضع العصا في عجلة مسيرة وزير الشباب والرياضة من خلال استشارة مغلوطة أو افتعال مشكلة هنا أو التحدث عن صراع هناك كل هذه الأمور حاولت ولا زالت تحاول ان تثبط من عزم الوزير عبطان في تصحيح المسار. أما أنديتنا فحكايتها حكاية عجيبة غريبة فقد سقطت أنديتنا العراقية تحت سطوة رؤساء أندية لا يفقهون من الأمر شيئا فنراهم للأسف كل يوم في شأن فهم منقسمون متشرذمون لا يعرفون ما ذا يريدون استولوا على الأندية بعدما احتموا برداء هذا السياسي أو تلك الجهة حيث أصبحت الأندية تمثل حدائق خلفية للأحزاب والكتل السياسية مما جعل رئيس النادي يتحدث بقوة حزبه وكتلته والجهة التي تقف وراءه وهذا الأمر جعل المشهد الرياضي العراقي يشكل أرضا رخوة يدرسها اي سياسي انتهازي يبحث عن أصوات انتخابية تعبر به إلى مقعد البرلمان وهذا الأمر جعل الأندية تتمرد على وزارة الشباب والرياضة من خلال كيان هلامي اسمه مجلس أندية العراق هذا المجلس الذي يمثل أكذوبة كبرى في مسيرة الرياضة العراقية مجلس أندية يقوده عضو مكتب تنفيذي لا يعرف ماذا يريد فهو يحارب على أكثر من جهة تجاوز كل الحدود وحينما حاول أهل الشأن الرياضي تصحيح الأمر من خلال تبصير رئيس مجلس الأندية بحقيقة وضعه وشخصيته ومركزه استشاط رئيس مجلس أندية العراق غضبا وأخذ يوزع التهم الجاهزة وفق مبدأ للأسف شاع اخيرا مبدأ يقول ان لم تكن معي فأنت بعثي نعم هكذا يتصور جميل العبادي أن كل من ينتقد مجلس أندية العراق أو يقف بالضد منه فهو بعثي ويمثل أجندات خارجية وهذا ما عبر عنه العبادي اتجاه القامة الرياضية العراقية الدكتور باسل عبد المهدي. هذا هو واقع أنديتنا الرياضية أما اتحاداتنا فهي جزء من كل فحينما تعاني اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية من مرض إداري مزمن اسمه التخبط والتخلف والعشوائية تكون اتحاداتنا الرياضية بالنتيجة مصابة بنفس المرض. هكذا هو المشهد الرياضي العراقي والذي لا نعرف إلى أين تسير به الأحداث نحن لم نتحدث عن تفاصيل نحن تحدثنا عن إطار عام لرياضاتنا التي تعيش فوق صفيح ساخن. وكان الله والعراق من وراء القصد
أقرأ ايضاً
- حوادث السير في العراق.. إحصائيات مخيفة تفوق ضحايا الإرهاب
- القانون فوق الجميع
- لماذا تفوقت سنغافورة في التعليم؟