حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم تاريخ البشرية ينحني اجلالا واكراما لبعض النساء بما لهن من مكانة سامية عند الله عز وجل اولا وعند الانبياء ثانيا والبشرية ثالثا، ويكون الامتياز الالهي لهن بمنحهن فضائل ينفردن بها. والمشترك بينهن جميعا هي الذرية، فعندما نقول هاجر لانها ام النبي اسماعيل عليه السلام، وعندما نقول اسيا زوجة فرعون لانها ام مربية وحنون لموسى عليه السلام، وعندما نقول مريم العذراء فانها ام النبي عيسى عليه السلام، وعندما نقول خديجة فان ذريتها الزهراء عليها السلام وعندما نقول الزهراء فانها ام سيدي شباب اهل الجنة عليهما السلام. ولكن لنقف عند امتياز مريم العذراء عليها السلام فانها كانت هدية امراة عمران لله عز وجل لانها نذرت ما في بطنها لله ولما وضعتها انثى قالت اني وضعتها انثى، والانثى ليست مثل الذكر، فتقبلها الله عز وجل بقبول حسن، وحتى يثبت الله عز وجل مكانة مريم عليها السلام بين نساء قومها جعلها تلد من غير ان تتزوج وهذا امر غريب لديهم مما جعلها حديث القوم واصبحت تذكر في مجالسهم ومحافلهم حديث اتهام، وحتى يبرئها الله عز وجل ويجعلها مميزة انطق الله عز وجل عيسى عليه السلام وهو في المهد ليدافع ويثبت طهارة امه، فنطق عيسى عليه السلام ليست معجزة نبوته بل معجزة لمريم عليها السلام. واما الزهراء فانها هدية الله عز وجل لنبينا محمد صلى الله عليه واله واكراما لخديجة الكبرى الطاهرة عليها السلام فجاءت ذرية رسول الله منها، فما من سيد او شريف يفتخر بنسبه من رسول الله صلى الله عليه واله الا ويكون طريقه عن الزهراء عليها السلام. علاقة مريم العذراء بالزهراء عليهما السلام، هي علاقة اثبات قراني لدمغ حجج المتطفلين بحق ابوة نبينا محمد للحسنين، فقد طلب هارون العباسي من الامام الكاظم عليه السلام ان يثبت كيف يكون النسب من الام وليس من الاب فالنسب للذكر وليس للانثى، فطلب منه الامام عليه السلام ان يعفيه، الا انه اصر وطلب دليل من القران، فقال عليه السلام (وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ) من أبو عيسى ؟ فقال هارون: ليس له أب فقلت: إنما ألحقه بذراري الأنبياء من طريق مريم، وكذلك ألحقنا الله تعالى بذراري النبي من امنا فاطمة. ومن معاجز مريم العذراء عليها السلام انه كلما دخل عليها زكريا وجد عندها رزقها (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ) عن أم أيمن أنها قالت: مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي (فاطمة الزهراء) عليها السلام لأزورها في منزلها وكان يوماً حاراً من أيام الصيف فأتيت إلى باب دارها وإذا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب فإذا بفاطمة الزهراء عليها السلام نائمة عند الرحى ورأيت الرحى تطحن البر وهي تدور من غير يد تديرها والمهد أيضاً إلى جانبها والحسين نائم فيه والمهد يهتز ولم أر من يهزه ورأيت كفاً يسبح الله تعالى قريباً من كف (فاطمة الزهراء) عليها السلام...يقول عن هذا رسول الله (ص) فوكل الله ملكاً يطحن عنها قوت عيالا وأرسل الله ملكاً آخر يهز مهد ولدها (الحسين) لئلا يزعجها من نومها ووكل الله ملكاً آخر يسبح الله عز وجل قريباً من كف (فاطمة الزهراء) عليها السلام يكون ثواب تسبيحه لها لأن (فاطمة). هكذا هن سيدات نساء العالمين
أقرأ ايضاً
- كلام في رحاب السيدة الزهراء عليها السلام
- الكربلائي لطالبات جامعة الزهراء... اقتدين بالزهراء علما وأخلاقا
- مصطلح التنمر اول من استخدمه الزهراء عليها السلام