- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أمريكا بين الحليف والشريك ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي مثلت معركة تحرير الموصل محطة اختبار للجميع، فهي ساحة حرب اشتركت فيها جميع القوى الإقليمية والدولية، فضلاً عن القوى السياسية العراقية، سواءً مع داعش أو المشاركة بالقوى الأمنية، أو الحشد الشعبي أو العشائري أو حشد المكونات، فالقوى المحلية برزت قواها من خلال هذا الحشد وكلاً بعدة وتعداد القوات المشارك بها، وقد مثلت معركة تحرير الموصل اختبار حقيقي لها في كيفية تحرير هذه المدينة التي يقطنها اكثر من اربع ملايين وخمسمائة نسمة، من قوميات وإثنيات متعددة، حيث الموقع الجغرافي المهم، والخيرات الطبيعية التي تتميز بها المنطقة عموماً، الامر الذي جعلها هدف داعش وإعلانها مركز دولتهم وخلافاتهم المزعومة. الجانب الإقليمي لعب دورا متميزاً ومهماً في حرب تحرير المدينة، فإيران ما زالت تسعى الى المشاركة الفاعلة في التحرير، سواءً من خلال الخبراء، أو من خلال زُج قوات نظامية مع القوات الأمنية المشاركة في معركة تحرير الموصل، خصوصاً مع وجود قوات التحالف الدولي التي تحاول تقويض النفوذ الإيراني ومنع اَي مشاركة له على الارض في حرب تحرير المدينة، الى جانب التغيير اللافت في موازين القوى على الارض في سوريا، وصعود كفة النظام السوري، وزيادة الضغط على المعارضة المسلحة، الامر الذي يجعل خارطة الأحداث تتغير تبعاً لتغير اللاعبين الاساسيين، ومدى قوة هؤلاء اللاعبين والتحكم في سير اللعبة. التوازنات السياسية هي الاخرى انعكست في حرب تحرير الموصل، كما انها انعكس بالإجمال على الواقع السياسي العراقي الجديد في حال نجاحها، لانها ستكون العامل الأساسي في التاسيس لتوازن جديد في المنطقة عموماً، والعراق خصوصاً، لهذا فان تواجد اكثر من ٨٠ الف مقاتل يمثلون جميع القوميات والمذاهب، والأطياف السياسية، ما هو الا تمثيل لحالة التوازن السياسي، وبالتالي تغيير الخارطة على الارض، خصوصاً بعد هروب اكثر من ٧٠٠٠ آلاف داعشي الى الرقة، الامر الذي يمثل صعود في كفة داعش هناك، وبدأ مرحلة جديدة في المباحثات الجارية، ويمثل ضغط حقيقي على النظام السوري من جهة، والروس من جهة اخرى، وضرورة إيجاد ضروف ملائمة للبدء بمباحثات سريعة، وان لا تفقد زمام المبادرة على والسيطرة على الارض، كما ان الأميركان في ظل هذه الظروف لا يملكون الجدية في حرب داعش، لأنهم يسعون لإيجاد هذا التوازن، وضرورة اعادة الأوضاع الى ما قبل التدخل الروسي، الذي غير خارطة التحرك السياسي في المنطقة عموماً. الأتراك من جهتهم يعتقدون انهم يجب ان يكونوا جزء من عملية التحرير، وذلك لقناعتهم ان السنة العرب في العراق يتعرضون الى الإبادة الجماعية، وان هذه الحرب ما هي الا انتقام من السنة، وان اردوغان فجأة اصبح المدافع عن حقوق السنة العرب في العراق، لهذا نجد الموقف التركي متشنجاً، ومثيراً للانقسام، محاولة منها في اعادة هيبتها، وتحاول ان تكون نداً للغرب وخصوصاً الروس في حرب المنطقة، لهذا نجد الموقف الامريكي مهادناً أو غاض الطرف عن التدخل التركي في العراق، والضغط لإيجاد دور لها في معركة الموصل، فالامريكان لا يمكنهم التفريط بحليف ستراتيجي على حساب شريك ضعيف، لايمتلك الإرادة في حرب تكون الغلبة للقوي فيها، لهذا نجد لا موقف رسمي للامريكان من التدخل التركي في العراق، أو دورهم في الموصل، وهذا ما يؤكد نظرية ان الأمريكان مع الطرف الاقوى، وهنا لابد للطرف العراقي ان يسعى الى الاعتماد على نفسه في قتال داعش، وان يكون له موقف قوي ومعلن من اَي قوة اجنبية تسئ الى السيادة العراقية، خصوصاً وان الحشد
أقرأ ايضاً
- البرلمان العراقي يقر راتبه سراً ؟!!
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا
- بلاد الرافدين العظيمين ام بلاد الجدولين العطشين ؟؟!!