- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ولادة القائم المؤمل والعدل المنتظر"عليه السلام"
حجم النص
بقلم:عباس الكتبي روى الشيخ الصدوق في"إكمال الدين"بأسناده، عن حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام، قالت: بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام، فقال:يا عمّة إجعلي إفطارك[هذه] الليلة عندنا فإنّها ليلة النصف من شعبان فإنّ اللّه تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة في أرضه، قالت:فقلت له:ومن أُمه؟ قال لي:نرجس، قلت له:جعلني اللّه فداك ما بها أثر، فقال:هو ما أقول لك، قالت:فجئت، فلمّا سلّمت وجلست جاءت تنزع خفّي وقالت لي:يا سيّدتي[وسيدة أهلي] كيف أمسيت؟ فقلت:بل أنت سيدتي وسيّدة أهلي، قالت:فأنكرت قولي وقالت:ما هذا ياعمّة؟ قالت:فقلت لها:يا بنّية إنّ اللّه تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة قالت:فخجلت واستحيت. فلمّا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلمّا أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثمّ جلست معقبّة، ثمّ اضطجعت ثمّ انتبهت فزعة وهي راقدة، ثمّ قامت فصلّت ونامت. قالت حكيمة:وخرجت أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأّول كذنب السرحان وهي نائمة فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمد"عليه السلام"من المجلس فقال:لا تعجلي يا عمّة فهاك الأمر قد قرب، قالت:فجلست وقرأت ألم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت:اسم الله عليك، ثمّ قلت لها:أتحسين شيئاً؟ قالت:نعم يا عمّة، فقلت لها:اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك، قالت:فأخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحِس سيّدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به"عليه السلام"ساجداً يتلّقى الأرض بمساجده فضممته إليّ فإذا أنا به نظيف فصاح بي أبو محمد"عليه السلام" هلمّي إليّ ابني يا عمّة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثمّ أًدلى لسانه في فيه وأمرّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثمّ قال:تكلم يا بنيّ فقال:أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمد رسول الله، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة"عليهم السلام"إلى أن وقف على أبيه ثمّ أحجم. ثمّ قال أبو محمد"عليه السلام":يا عمّة اذهبي به إلى أمه ليسلّم عليها وائتني به، فذهبت به فسلّم عليها ورددته فوضعته في المجلس ثمّ قال:يا عمّة إذا كان يوم السابع فأتينا قالت حكيمة:فلمّا أصبحت جئت لأسلّم على أبي محمد"عليه السلام" وكشفت الستر لأتفقد سيّدي"عليه السلام"فلم أره، فقلت:جعلت فداك ما فعل سيّدي؟ فقال:يا عمّة استودعناه الذي استودعته أمّ موسى" عليه السلام". قالت حكيمة:فلمّا كان في اليوم السابع جئت فسلّمت وجلست فقال:هلمّي إليّ ابني، فجئت بسيّدي"عليه السلام"وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى، ثمّ أدلى لسانه في فيه كأنّه يغذيّه لبناً أو عسلاً، ثمّ قال:تكلّم يا بنيّ، فقال:اشهد أن لا إله إلاّ الله وثنّى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه"عليه السلام"، ثمّ تلا هذه الآية:(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ). اللهم اجعلنا من أنصاره والذابين عنه والمستشهدين بين يديه، اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد.
أقرأ ايضاً
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة
- في الولادة المباركة الى سيد الوصيين وإمام الموحدين(عليه السلام)