حجم النص
بقلم:مرتضى ال مكي مالك الاشتر صحابي جليل ولاه الامام علي (ع)؛ على مصر، وألزمه بعهد عهده له، فيه كنوز من إرشادات الرياسة والقيادة، التزم الاشتر بكل ما جاء فيه، وطبق كل مفاصله. ولان القوم أبناء القوم، تعرض العراق لصراعات ومماطلات سياسية وعسكرية مختلفة، استمرت لسنوات، ولو تطرقنا لعصرنا السياسي الجاري؛ لوجدناه مليئاً بفجوات وخروقات سياسية واقتصادية وأمنية وغيرها، وهذه الازمات لا تحل الا بقيادة تحكم زمامها، لتزيح الوطن الى بر الأمان. ابتلي وطننا بساسة قدموا مصالحهم على مصالحه، فعم الخراب والدمار والإرهاب، فعاثوا فسادا، إرهاب اطال أرواح الفقراء وعوز أصاب اغلب الشعب، موازنات انفجارية سرقت وارواح فتية ازهقت، فوضى ومهاترات ومناكفات واعتصامات فاسدة ومظاهرات مظللة. ظاهرة تصحر المت بنا؛ فضربت ربوع اخلاقنا وينابع معرفتنا، إثر تلك الرياح العاتية التي تسللت لنا من العدم، لتحرق ألفتنا وتمزق وطننا، فمتسنن ذا وذا متشيع، هنا طل علينا صوتاً قادم من أعماق الانسان، حيث الروح المقدسة، تخلل ليزيح معه غبار البؤس واليأس، صوت أعطي الحلم والعلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين، انه صوت سليل الدوحة المحمدية حيث النجف الاشرف، حيث زقاق التواضع والزهد، انه صوت السيد السيستاني المقدس. صوت وضع النقاط على الحروف وأعاد للوطن هيبته، بعدما تغلغل صوت الباطل واباح مناطق الوطن، وكاد يدنس ببراثن حقده مراقد طاهرة، صوت صدح فإنتفض رجال غيارى، هبت وهي عازمة على الشهادة إذا ما تحقق النصر، صوت الجهاد والفتوى الطاهرة. علي الابن تسلسل بإرشادات ابيه وعهده، وايد بقوة خطوات الحكومة الضعيفة والخجولة، سعيا منه لبعث روح القوة والإصرار؛ في جسد نخره الفساد والهمه الفاسدين، لكن دون جدوى! في كل جمعة عهداً لم يجد بطريقه آذاناً صاغية؛ لتستلهم منه خطوات العمل الصحيح وارشادات الحق. أيام وأيام وما زالت مافيات الفساد متغلغلة في مطبخ الوطن، تتقاسم ثرواته دون التفاتة لما يعانيه الشعب، الارشادات تحولت الى نداءات لتكون بعدها صراخات مرجعية، لكن لا حياة لمن تنادي، حتى بح صوت الحق ولم يستيقظ الساسة من سباتهم المعجون بالسرقات. في خضم هذه الاحداث، نرى أصوات نشاز قد تعالت، منددة بالمرجعية وخطواتها! دون علم ومعرفة بمجريات الأمور، بل سولت لهم أنفسهم وأملت عليهم اجندات تسوقهم، لتشويه صورة الحق وتحقق بهم مآرب سياسية بائسة. خلاصة القول: ليتكم كمالك في استلهام معاني القيادة وإدارة شؤون الرعية، لتنجوا من العذاب الذي ساقتكم اليه ايديكم، ولات حين مندم، والسلام.