أثبت العرب وجهة نظرهم.. وفهم العالم قدرتهم .. والأذى الذي سببه الحظر لدول بريئة
الملك فيصل وريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر
إعداد : محمد علي صالح
اكد العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، في خطاباته الى الرئيس الأميركي الاسبق ريتشارد نيكسون، وفي اجتماعه مع وزير خارجيته هنري كيسنجر، الموقف السعودي بوجوب انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية، التي احتلتها في حرب سنة 1967. وربط الملك فيصل بين ذلك وبين رفع حظر النفط. وهذه بعض الوثائق الاميركية من تلك الفترة التي كشفتها دار الوثائق الوطنية في واشنطن عن فترة ادارة الرئيس نيكسون (1968 – 1974). قلق الملك فيصل:
* التاريخ: 30-5-1973
* من: كينيث رش، وزير الخارجية بالانابة - الى: هنري كيسنجر، البيت الابيض
* الموضوع: اقتراح خطاب من الرئيس الى الملك فيصل
* «... عبر الملك فيصل عن قلقه على عدم تحقيق تقدم لتحقيق سلام في الشرق الاوسط (كتبت هذه المذكرة قبل خمسة شهور من حرب اكتوبر ضد اسرائيل). وقال لسفيرنا في السعودية، ولمسؤولين (اميركيين) في شركة «ارامكو»، ان المصالح الاميركية في المنطقة تواجه تهديدات اذا لم تغير الولايات المتحدة سياستها في المنطقة تغييرا جذريا.
يشعر الملك فيصل بضغوط عربية للضغط علينا لنغير سياستنا في المنطقة، خاصة لسببين: اولا: صارت السعودية ثاني اكبر دولة في العالم مصدرة للنفط. ثانيا: صارت الدولة الوحيدة في العالم التي تقدر على زيادة انتاجها زيادة كبيرة حتى ما بعد سنة 1980...
وتشعر القيادة السعودية بأنه، اذا لم يتحقق تقدم في المشكلة العربية الاسرائيلية، ستكون المنشآت النفطية في السعودية اهدافا مغرية للفدائيين الفلسطينيين... ويريد الملك فيصل استمرار علاقة قوية معا. ويعرف ان تأييدنا له مهم لأمن المملكة واستقرارها. ونحن، خلال الشهور الماضية، وافقنا على بعض طلبات السعوديين العسكرية، مثل: تطوير الحرس الوطني، والموافقة، مبدئيا على بيع طائرات «فانتوم» (ف 4) لهم، وتعويض فقدان اسلحة بسبب هجوم بطائرات تابعة لليمن الجنوبي على الحدود...
لهذا، نعتقد ان الوقت مناسب ليرسل الرئيس نيكسون خطابا الى الملك فيصل، فيه الآتي:
اولا: نؤكد له اهتمامنا الكبير بالمشكلة بين العرب واسرائيل.
ثانيا: نعبر له عن رغبتنا في ان تلعب السعودية دورا كبيرا وايجابيا تجاه أمن المنطقة. ثالثا: نوضح له استعدادنا لمساعدته في تنويع مصادر الدخل، والحصول على فرص استثمارية في الداخل والخارج لثروة النفط المتزايدة...».
وفد إلى السعودية:
* التاريخ: 2-7-1973
* من: كينيث رش، وزير الخارجية بالانابة - الى: الرئيس نيكسون
* الموضوع: ارسال وفد الى السعودية
* «وصلتنا، أخيرا، علامات بان الملك فيصل غاضب بسبب عدم تحقيق تقدم لحل المشكلة بين العرب واسرائيل. وبسبب ما يراه تأييدا اميركيا من جانب واحد لاسرائيل، مع تجاهل مصالحنا في العالم العربي.
يقلق الملك فيصل بسبب ما يراه توترا متزايدا في المنطقة، متمثلا في الآتي:
اولا: زاد استياء الرئيس السادات، والحديث عن العودة الى القتال، حتى اذا كان سيسبب كارثة اخرى للعرب.
ثانيا: زاد الخوف من ان الفلسطينيين المستائين سيستهدفون المنشآت النفطية السعودية، كسلاح سياسي.
يجد الملك فيصل نفسه بين رغبتين: في جانب، استمرار صداقة وتأييد الولايات المتحدة. وفي الجانب الآخر، تحاشي الانعزالية وسط الدول العربية...
زاد انتاج النفط السعودي عن الحاجة الداخلية له. وزاد الضغط وسط السعوديين، ووسط العرب، بأن لا تزيد السعودية انتاجها في المستقبل، وذلك لسببين: اولا: ستزيد قيمة النفط في باطن الارض. ثانيا: ستضطر الولايات المتحدة لتقلل من انحيازها الى جانب اسرائيل اذا لم تحصل على النفط الذي تحتاج اليه.
نعم، نحن اتخذنا خطوات لتلبية بعض مطالب الملك فيصل. منها: اولا: ارسلنا له بعض طائرات «فانتوم». ثانيا: نريد مساعدته في التطور الصناعي، مثل الاستفادة من غاز البترول الذي يروح هباء في الوقت الحاضر. لكن، من ناحية سياسية، لا يكفي هذا لارضاء الملك فيصل.
ولهذا، نقترح ارسال وفد على مستوى عال، برئاستي، وعضوية سايمون، نائب وزير الخزانة، وسيسكو، مساعد وزير الخارجية، وممثل من وزارة الدفاع. وان تكون اجندة الوفد كالآتي: اولا: نؤكد للملك فيصل اننا نضع صداقتنا معه على رأس اجندتنا في الشرق الاوسط. ثانيا: نذكره بالخطوات التي اتخذناها، وسنتخذها، لتأمين مصالحنا المشتركة في شبة الجزيرة العربية. ثالثا: نبدأ حوارا حول اربعة مواضيع: أمن السعودية، وقرارنا الاخير بأن نساعدهم في ذلك، والمشكلة بين العرب واسرائيل، وتنوع مصادر الدخل في السعودية...».
طائرات «فانتوم»:
* التاريخ: 1-6-1973
* من: هارولد ساوندرز، مجلس الأمن القومي - الى: هنري كيسنجر، مستشار الرئيس للأمن القومي
* الموضوع: مواجهة حملة اسرائيل عن طائرات «فانتوم»
* «يقوم السفير الاسرائيلي دينتز باتصالات اعلامية في حملة ضد بيع طائرات «فانتوم» (اف 4) الى السعودية. واعتقد انك تقدر على ان تريح الادارة، اذا تحدثت مع السفير عن هذا الموضوع.
عندما قابل السفير مساعد الوزير سيسكو، قال له:
اولا: يقلل بيع الطائرات التفوق النفسي الاسرائيلي على العرب.
ثانيا: يقلل اهمية الطائرة عندما تحصل عليها دول كثيرة.
ثالثا: يفتح الباب امام الاردن ومصر لطلب شرائها.
رابعا: يقلل رغبة العرب في السلام مع اسرائيل، اذا احسوا بأنهم اقوى.
خامسا: يزيد قوة السعودية وهي «في حالة حرب» مع اسرائيل.
سادسا: يشجع الفرنسيين والروس لإرسال طائرات الى العرب ...
وقال السفير دينتز ان حصول السعودية على هذه الطائرات سيضطر اسرائيل «لاعادة تفسيرها للحدود الآمنة». الرد على السفير الإسرائيلي:
التاريخ: 23-7-1973 من: هارولد ساوندرز، ووليام كوانت، مجلس الأمن القومي الى: هنري كيسنجر، مستشار الرئيس للأمن القومي الموضوع: احتجاج اسرائيل على بيع «فانتوم» للسعودية «قدم لي، اليوم، السفير الاسرائيلي دينتز مذكرة دبلوماسية رسمية تطلب منا اعادة النظر في بيع طائرات «فانتوم» (اف 4) الى السعودية. وكان السفير، في لقاء سابق، قد كرر نفس النقاط شفاهة.
نحن تحدثنا مرات كثيرة مع الاسرائيليين عن هذا الموضوع. ويبدو انهم فهموا موقفنا. لكن، طبعا، لا بد من رد مكتوب على مذكرتهم المكتوبة.
مرفق مسودة رد كتبته وزارة الخارجية. وفيه الجملة الاساسية التي يجب ان تضمن في ردنا، والتي تقول:
«تحتم مصلحة الولايات المتحدة الوطنية الا تسحب عرض بيع عدد محدود من طائرات «اف 4» الى السعودية». اجتماع الملك والسفير:
* التاريخ: 9-12-1973
* من: السفير، جدة - الى: وزير الخارجية، واشنطن
* الموضوع: مقابلة مع الملك فيصل
* «... قال لى الملك انه لا يريد ان يؤذي مصالحنا، ولا ان يعرقل حياة المواطن الاميركي العادي. وقال انه يريد انهاء حظر النفط، لكنه، قبل ذلك، يريد ما يثبت اننا جادون في تنفيذ ما تعهدنا به. وتعهد الملك بانهاء حظر النفط فورا اذا اعلنا الآتي:
اولا: ستنسحب اسرائيل من كل الاراضي العربية المحتلة.
ثانيا: يجب ان ينال الفلسطينيون حق تقرير المصير.
ثالثا: اذا لم تنفذ اسرائيل هذه المطالب، سنعيد تقييمنا لعلاقتنا معها. وربما سنقطع العلاقات الدبلوماسية معها...
هنا تدخل الأمير نواف، وقال ان انسحاب اسرائيل من الضفة الشرقية لقناة السويس يمكن ان يمهد لانهاء حظر النفط. في وقت سابق، قدم الأمير نواف هذا الاقتراح الى د. ثيس تلمان، مستشار السناتور وليام فولبرايت. لم يعلق الملك على اقتراح الأمير، لكن كان الاجتماع قد اقترب من نهايته.
وطلب مني الملك نقل رسالة الى الرئيس نيكسون بان يعمل، مع اصدقاء السعودية في الولايات المتحدة، على حماية مصالحنا في المنطقة ضد ما اسماها مؤامرات الصهاينة والشيوعيين. وان نقدر على ان نضغط على اسرائيل حتى لا تتعــرقل المصــالح الاميركيــة السعودية.
وانا اكدت للملك بأن الرئيس ملتزم بتنفيذ ما تعهد به، وان سياستنا كانت دائما هي رفض الاستيلاء على اراضي الآخرين بالقوة.
وبطريقة خاصة، قلت للملك ان العرب لا يقومون بجهود كافية في الولايات المتحدة لكسب الرأي العام الاميركي. ورد الملك بأنهم يخططون لحملة نشر اعلانات في عشرين صحيفة ومجلة اميركية، كخطوة اولى... وختم الملك الاجتماع بسؤال عن امكانية صدور اعلان اميركي بان تنسحب اسرائيل من الاراضي العربية، وترفع الظلم عن الشعب الفلسطيني... (رد السفير ردا دبلوماسيا).
الأمير فهد:
* التاريخ: 9-12-1973
* من: السفير، جدة - الى: وزير الخارجية، واشنطن
* الموضوع: مقابلة الأمير فهد
* «... بعد ان قابلت الملك فيصل، قابلت الامير فهد لاتحدث معه عن خطاب الرئيس، وعن مقابلتي مع الملك فيصل. وبادرت بأن كررت أن انهاء حظر النفط سيعطي الرئيس نيكسون فرصة ذهبية ليرد على اعدائه ومنتقديه، وليتخذ قرارات تخدم مصالحنا ومصالح العرب.
قال الأمير فهد انه يتفق معي اتفاقا كاملا في ما قلت، وانه وآخرين، يعملون للاسراع بانهاء حظر النفط. وان هناك اتصالات مع المصريين والسوريين والكويتيين بذلك مع بداية مفاوضات السلام.
وقال الأمير فهد ان الرئيس السادات يؤيد ذلك، لكنه لا يريد اصدار بيان عام حتى يضمن تأييد بقية الدول العربية، وان هشام ناظر، وزير التخطيط السعودي، سيسافر الى مؤتمر الدول العربية المصدرة للنفط (اوابيك) في الكويت لبحث الموضوع.
وقال الأمير فهد ان قرار الملك فيصل بحظر النفط كان واحدا من اصعب القرارات التي اتخذها في حياته. وان الملك يريد انهاء الحظر، لكنه:
اولا: لا يقدر على التصرف بمعزل عن بقية الدول العربية.
ثانيا: يخاف من عمليات تخريب في الداخل، لأن هناك آلافا من العراقيين والسوريين والفلسطينيين يعيشون في المملكة...». إنهاء حظر النفط
* التاريخ: 19-12-1973
* من: السفير في جدة - الى: وزير الخارجية
* الموضوع: إنهاء حظر النفط
* «اخبرني، اليوم، الوزير عمر السقاف ان الملك فيصل قرر انهاء حظر تصدير النفط، وذلك اعتمادا على الآتي: اولا: نجح العرب في اثبات وجهة نظرهم. ثانيا: فهم العالم قدرتهم على استعمال سلاح النفط استعمالا فعالا. ثالثا: سبب الحظر أذى لاصدقاء العرب، ولدول اخرى بريئة، ولا صلة لها بالمشكلة.
سيعقد مؤتمر عربي عن هذا الموضوع يوم 25 ديسمبر. ويفضل السعوديون نقل المؤتمر من طرابلس الى الكويت.
وسينقل الوفد السعودي الى هذا المؤتمر التعهدات التي قدمتموها للملك فيصل بأنكم ستعملون لحل المشكلة. وان الملك يثق في تعهداتكم، ويأمل في ان تنجحوا.
واذا لم تفعلوا ذلك، يقدرون دائما على اعادة وقف ضخ النفط. وفي هذه الحالة، سيلوم العالم اسرائيل، وليس العرب.
ويأمل السعوديون في اقناع كل الدول العربية بذلك. يتوقعون ان يوافق المصريون والجزائريون، وان يعارض العراقيون والليبيون. لكن، كشف هؤلاء انفسهم لأنهم خرقوا الحظر (وصدروا نفطا سرا). ولهذا، لا يتوقع ان يكون دورهم في المؤتمر مهما.
خطاب «حالة الاتحاد»:
* التاريخ: 24-1-1974
* من: وزير الخارجية، واشنطن - الى: السفير الاميركي، جدة
* الموضوع: خطاب الرئيس الى الملك فيصل
* «نرجو ان تنقلوا، في الحال، هذا الخطاب من الرئيس نيكسون الى جلالة الملك فيصل:
يا صاحب الجلالة:
سعدت بما نقل لي السفير ايكنز عن اجتماعه الطويل والمثمر مع جلالتكم يوم 23 يناير. اسعدني هذا، ودل على قوة وعمق الصداقة بين بلدينا، وعلى قدرتنا على تبادل الآراء بروح تفاهم واحترام متبادلين، وعلى العمل للتغلب على الخلافات كلما ظهرت بيننا.
اوضحت في خطابات سابقة الى جلالتكم ان الاحداث اثبتت، خلال سنوات طويلة، حكمة التشاور معكم. والتزمت حكومتي، وبدأت فعلا، السير على طريق انا متأكد بأنه سيحقق سلاما عادلا ودائما في الشرق الاوسط. وظهرت اولى ثمرات هذه الجهود في اتفاقية فك الاشتباك بانسحاب القوات الاسرائيلية من قناة السويس الى داخل سيناء كخطوة اولى، نحو حل سلمي نهائي، حسب قراري مجلس الامن رقمي 338 و 242...
ونحن بدأنا، خلال زيارة الوزير كيسنجر الاخيرة الى المنطقة، جهودا للوصول الى اتفاقيات مماثلة بين سورية واسرائيل، وبين الاردن واسرائيل.
سعدت بما سمعت من السفير ايكنز عن رأي جلالتكم الايجابي في هذه الخطوات التي اتخذناها نحو السلام، والتي قمنا بها حسب التزام سابق مع جلالتكم.
وانا احس بالرضى بأنكم تنوون، بمجرد بداية انسحاب القوات الاسرائيلية، ان تبدأوا اتصالات مع حكومات عربية اخرى، ليكون ممكنا اصدار قرار ايجابي لرفع حظر النفط.
انا انوي ان اعلن هذا القرار عندما القي خطاب «حالة الاتحاد» مساء الثلاثين من يناير. وستكون لقرار جلالتكم، وقرارات الحكومات العربية، ردود فعل ايجابية وسط اعضاء الكونغرس والشعب الاميركي. وسيمكننا ذلك من الاستمرار في جهود السلام...».
وثيقة جانبية:
* خطاب شجاع من دبلوماسي أميركي الى كيسنجر (شخصي ورسمي)
* الى: سعادة د. هنري كيسنجر، مستشار الرئيس للأمن القومي، البيت الأبيض - من: ايوجين بيرد، مستشار اقتصادي وسياسي، السفارة الاميركية في السعودية - التاريخ: 10-9-1973
* «... اهنئك باختيارك وزيرا للخارجية. وأود ان اشير الى ان دورك لحل المشـــكلة بين العرب واسرائيل سيكون له وضع خاص: اولا: بسبب خلفيتك الوطنية (يقصد ان كيسنجر ولد في المانيا، ثم هاجر وهو صغير مع عائلته الى اميركا). ثانيا: بسبب خلفيتك الدينية (يقصد اليهودية).
واود، وانت في منصبك الجديد، ان توضح، من البداية، ان في وطننا اكبر عدد من الذين يدينون بدينك (يقصد اليهود في اميركا). والا تعتذر عن ذلك. ولكن توضحه في جلاء، حتى يكون ذلك مفهوما عندما نضع سياستنا الخارجية. ونحن اقوى دولة في العالم.
وانا، وعدد كبير من الدبلوماسيين الاميركيين، نؤمن بشيئين: اولا: تأسيس استقلالية سياسية واقتصادية للفلسطينيين المعتدلين. ثانيا: مساعدة الفلسطينيين في المنافي، خاصة الذين في لبنان...
اتمنى لكم التوفيق. وارجو ان تقبلوا هذه الملاحظات من واحد من الذين يسمون «العروبيون (آرابستز) في وزارة الخارجية».
الرد:
من: هارولد ساوندرز، مجلس الأمن القومي، البيت الابيض الى: ايوجين بيرد، مستشار اقتصادي وسياسي، السفارة الاميركية في جدة التاريخ: 14-12-1973 «طلب مني الوزير كيسنجر ان اشكركم على خطابكم واقتراحاتكم... واعتقد انكم تعرفون ان اهتماماتكم التي عبرتم عنها في خطابكم توضع في الاعتبار عند وضع اطار لمفاوضات السلام في المنطقة...
ويقدر الوزير جهودكم وجهود زملائكم في السفارة الاميركية في السعودية...».
* وثيقة جانبية:
- زيارة جوزيف كرافت:
- التاريخ: 29-4-1974
* من: السفير الاميركي في السعودية - الى : سيسكو، مساعد وزير الخارجية
* الموضوع: جوزيف كرافت
* «يوم 27 ابريل اعطيت الوزير السقاف المعلومات التي ارسلتموها عن الصحافي جوزيف كرافت (صحافي يهودي اميركي، وكاتب عمود في «نيويورك تايمز» واكثر من 200 صحيفة اخرى). ورجوت الوزير منح كرافت تأشيرة دخول، مع الوفد الصحافي الذي سيرافق الوزير كيسنجر.
رد علي السقاف: «هذا تحد مباشر. أليس كذلك؟» كما تعلمون كان كرافت قد كتب تعليقا اثار غضب السعوديين. وانا قلت للسقاف انه من الافضل منح كرافت تأشيرة دخول للسعودية لاطلاعه على الاوضاع عن قرب. وانه ربما سيغير رأيه، وربما سيكتب اشياء ايجابية. وشرحت للسقاف نفوذ كرافت القوي في واشنطن وفي نيويورك، وانه من النوع الذي يقدر على الانتقام. وقال الوزير انه يحس ان بعض الناس (في اميركا) يخافون من كرافت، ومن نفوذه. لكن السعوديين لا يخافون منه.
وتعهد الوزير بمعرفة رأي الملك فيصل...
وقابلت الوزير مرة اخرى يوم 28 ابريل، وقال لى إنه لم يسأل الملك عن الموضوع. لكن، وافق الوزير على منح كرافت تأشيرة الدخول، ومرافقة كيسنجر مع الوفد الصحافي عندما يقابل الملك، على شرط الا يعرف الملك ذلك. وقال الوزير ان الملك اذا عرف، وسأله، سينكر انه كان يعرف اي شيء عن الموضوع.
جريدة الشرق الاوسط
أقرأ ايضاً
- الحكومة العراقية تبدأ إجراءات لمنع “تهريب” النفط من كردستان
- وزارة الصحة اللبنانية: 3645 شهيدا و 15355 جريحا منذ بدء العدوان
- الاطاحة بـ 8 أشخاص تشاجروا بسلاح ناري في بغداد