حجم النص
بقلم:علي الموسوي/هولندا يقال ان للحمير طريقة خاصة للدفاع عن نفسها فهي عادة ما تبول فوق بعضها بعضا لاحداث مستنقع، لعل الذئاب توحل فيه فلا تصل الى مرابطها كي تفترسها، ولكن المثل يضرب كدليل على الغباء حين يصير الناس كما البواق ينعقون بما ينفخ فيهم، ويتراكضون كما الحمر الأهلية بوقع الحافر على الحافر بلا وجهة محددة!! لاشك في أن السيناريوهات التي تسير بها العلاقات السياسية بين الرياض و بيروت ستترك أثرا على الكثير من القطاعات اللبنانية لعل أبرزها التعمد في ايذاء لبنان وتدمير اقتصادها بحجة الاجماع العربي!! ولم تشفع نداءات التوسل والبواكي لفريق الحريري الذي أعرب عن انحيازه الصريح للموقف السعودي متهما حزب الله وايران في التأثير على القرار اللبناني!! وبالفعل فقد باشر الجانب السعودي باجراءات تحذيرية وانتقامية في نفس الوقت ودعى مواطنيه الى مغادرة لبنان وتلت هذه الخطوة دعوة كل من الامارات والبحرين وقطر والكويت مواطنيهم بالاسراع في ترك الأراضي اللبنانية!! علما ان مثل هذه الاجراءات التعسفية لا تتخذ الا بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدان!! وربما هنالك نوايا مبيتة باعلان الحرب الغير مباشرة ؟ و تشير الاخبار الواردة من السعودية والامارات بالبدأ في شن حملة مسعورة ضد أصحاب الشركات العاملة هناك وتحديدا من الطائفة الشيعية!! ووفقا للاحصاءات الغير رسمية فان الودائع الخليجية في مصارف لبنان تصل الى مليار دولار كما ان أكثر من 50% من تحويلات اللبنانيين العاملين تأتي من دول الخليج حيث يقدر عدد العاملين فيها باكثر من 400 ألف منهم 140 ألفا في السعودية.. علما ان الجالية العراقية الكريمة وتحديدا من الطائفة الشيعية تواجه الأمرين من هذه السياسية الفاشية في دولة الامارات ودول خليجية أخرى! ويقال ان المشرفين على حملات التسفير والتهجير التعسفي في دول الخليج هم مجموعة دربتها المخابرات العراقية بعد سقوط النظام.. وبالعودة الى الجانب السياسي فان القرار السعودي ضد لبنان لم يكن محض صدفة فهو مدبر ومدروس مع جهات اقليمية ودولية القصد منه عزل لبنان من محيطه العربي وتجويع شعبه بعد تفاقم قدرات حزب الله وقد اتخذ هذا القرار مباشرة بعد تهديد الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله لاسرائيل بالقنبلة (النووية) ردا على تصريحات رئيس أركان الجيش الاسرائيلي بتدمير لبنان!! ان التحليل المنطقي للامور يؤكد اننا في أول الطريق وان السعودية ما هي الا أداة ومخلب للكيان الصهيوني ودول أخرى وان العداء لدول المقاومة سيستمر وفقا لثلاث خطط تحاول الولايات المتحدة تنفيذها من خلال أذرعها في المنطقة وتتلخص الخطة الأولى (أ) تبدأ بالتصعيد الاعلامي السعودي- الخليجي ضد حزب الله ولبنان محاولين الضغط عليه للتفاوض مع فريق الحريري وهذا يعني اعلان الطاعة والولاء للرياض! واما الخطوة (باء) تستند على التصعيد السياسي الممنهج باحالة الملف اللبناني الى مجلس الأمن واستصدار قرارات تدين حزب الله وايران وادخاله في المنظمات الارهابية! واما الخطوة الثالثة (ج) فهي الذهاب الى الحرب الشاملة ضد المقاومة بقيادة اسرائيل والتحالف السعودي! وهذا ما يريده مراهقوا السياسية السعودية بعد ان خيل لهم بانهم رامبو لا يقهر!! ان المنطق السعودي الذي يتهم حزب الله بالتدخل في الشؤون السورية، منطق سخيف وفاقد للشرعية فالحزب يقاتل الارهاب الداعشي الذي يبعد عنه 30 كيلومتر فقط، وبالتالي فانه يشكل خطرا كبيرا عليه وعلى لبنان واما السعودية التي تبعد عن الرقة 1390 كيلومتر مادخل بها بسوريا والأولى بها الاهتمام بمصالح شعبها، نعرف جيدا حجم السعودية السياسي ؟ وانها واقعة في مستنقع كبير اسمه اليمن وسوريا والعراق وقد تم توريطها بفعل فاعل ؟ وما هي الا أداة تنفيذ لمخططات دوليه بدورنا ندعوا الخيرين والحريصين على هذا البلد الى تقديم النصح بالعودة الى العقل والمنطق والانكفاء عن ايذاء الاشقاء والعمل في اطار الاجماع العربي الحقيقي المحب للسلام والتنمية فلا يوجد أي مبرر لهذا التصعيد الخطير مع الاشقاء، وعلى السعودية أن تعلم ان أي رصاصة تطلقها على الاشقاء ستوفر على اسرائيل ثمنها! والا بات على لبنان فتح أبوابها أمام دول أخرى وقد أعلنت ايران استعدادها لتقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بعدما أوقفت السعودية هبتها له.. لقد أخطأت السعودية ومعها دول خليجية أخرى من قبل حين مارسوا عداء غير مبرر للعراق وشعبه بحجة خروج العراق عن الاجماع العربي!! واليوم يكررون نفس السيناريو!! بالتأكيد سيندمون على فعلتهم هذه، لقد حان الوقت لهذه الدول نزع جلباب البداوة والتعلم من الأخطاء السابقة والدخول في الحضارة المدنية ولغة التفاهم ونبذ لغة الطائفية المقيتة.. لم يعد للاستحمار السعودي والدول السائرة في ركبه أي مبرر في الاستمرار في سياسية الهروب الى الأمام وركوب الآخر ؟!
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً