حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم مهما يكن شكل الماساة فهي الشاهدة والشهادة على اطرافها كل حسب ما قام به والحكم لله عز وجل ولرسوله (ص)، ومن بين القضايا التي اثارت جدلا وكشفت برقعا هي فدك تلك المزرعة التي تبعد عن المدينة بمسير يومين او ثلاثة، ولسنا بصدد كيفية تمليكها لفاطمة الزهراء عليها السلام من قبل ابيها صلى الله لعيه واله، بل بصدد دراسة ما تقاذفت عليها من احداث بحيث اننا لو وقفنا على كل حدث فانه يكشف لنا حقائق تصبح نبراسا لمن يريد التاريخ الصحيح. ولو اخذنا جانبا واحدا من سيرة فدك فاننا سنقف اما حقائق تهدي الى الحقيقة ومن غير جدل او لغط، فلو تتبعنا تمليكها منذ ان توفي رسول الله صلى الله عليه واله حتى خلافة المتوكل كما مثبت في التاريخ سنجد بمجرد اختلاف الراي حول تمليكها او توريثها يجعلنا نتعرف على ماهية الخلفاء الذين تصرفوا بها وفق اجتهادهم. كما هو معلوم انها منعت في خلافة الاول بدعوى ان الرسول قال نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدق، الا ان الثاني ورثها لامير المؤمنين عليه السلام ولابن عباس، ولسنا بصدد تحليل سبب التمليك الا انه يدل على انها ارث، وعليه يكون الثاني اما خالف الاول او خالف السنة، جاء الثالث ليورثها لطريد رسول الله (ص) مروان ابن الحكم، بحكم صلاحيته كخليفة اي انه لم يجعلها ارث ولم يجعلها ملك للمسلمين بل انفرد في رايه هذا. اما الحديث عن ما الت اليه الملكية في زمن امير المؤمنين عليه السلام فالاراء اجتهادية وليست تاريخية فمنهم من قال انه تركها حتى لايقال انه استقوى بمنصبه وسلبها، ومنهم من يقول بل اخذها لانه اي الامام عليه السلام اعاد ما امكنه ان يعيده من اموال ملكّها الثالث على اقربائه واصحابه وهي منهم. اما معاوية فانه جاء براي يخالف من سبقه فانه اعطاها مثالثة بين مروان وعمر بن عثمان وابنه يزيد، وهذا وفق اجتهاده ولا سنة بذلك اي انه خالف كل الخلفاء الذين سبقوه، وجاء دور عمر بن عبد العزيز الذي اشتراها واعادها لذرية فاطمة عليها السلام وقد ثار عليه بنو امية، ثم انتزعها يزيد بن عبد الملك من أولاد فاطمة فصارت في أيدي بني مروان حتى انقرضت دولتهم، اما في زمن العباسيين فقد ردها ابو العباس السفاح لذرية فاطمة، ثم سلبها المنصور ومن ثم اعادها المهدي ثم سلبها هارون وبقيت في يدهم حتى خلافة المامون فاعادها لهم ومن بعده سلبها المتوكل ومنحها الى عبد الله بن عمر البا زيار، وهذا اخر عهد التاريخ في تحويل ملكيتها. ان الحديث عن هذه التقلبات في الملكية ليثير الاستفهامات ولماذا فدك دون غيرها من المزارع والقرى الاخرى التي لم تثار اي فتنة او ضجة حول تمليكها. واما سبب الاغتصاب فلي راي بذلك غير ما ذكر، فالبعض قال لانها تدر اموالا طائلة وتفيد خزينة الخلافة، فلو كان ذلك لما اعادها الثاني وكانت الحروب بقوتها في زمن خلافته، ويقول اخر لو اعطيت فدك لفاطمة لطالبت بالخلافة لعلي، واقول انها لم تاخذها وبالرغم من ذلك طالبت بحق زوجها في الخلافة، والبعض استشهد بحديث للامام الكاظم عليه السلام عندما قال له هارون حد لي فدك حتى اعيدها وعندما حدها قال له انها ارض الخلافة، بينما انا ارى ان سبب كثرة اللغط حول فدك هي لانها الدليل الواضح على هزيمة اليهود وكيف كانوا في زمن الرسول، وحتى اليوم فان الزائر للمدينة كان يرى سابقا باب خيبر بالقرب من الشارع العام، اما اليوم فقد تم تغيير مسار الشارع حتى لاتكون امام انظار الزائرين لان لخيبر قصة فيها عمق تاريخي يتجلى فيه انتصار الاسلام وهزيمة اليهود، فبعض الخلفاء يعملون على دثر الاثار الشاخصة التي تتحدث عن انتصار الاسلام على اليهود والبعض منهم يسرق الاثار ليسوقها الى العدو الصهيوني لان التاريخ دائما هو الشاهد والدليل على من يحاول العبث بالحقائق. والله العالم