- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
"سيناريوهات تحرير مدينة الموصل: قراءة استشرافية"
حجم النص
بقلم:باسم عبدعون فاضل عقد مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية ملتقاه الفكري الشهري في مقر مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء، متناولا فيه موضوع حمل عنوان (سيناريوهات تحرير مدينة الموصل) افتتح الملتقى بكلمة ترحيبية ألقاها مدير المركز الدكتور خالد عليوي العرداوي، شكر فيها الحضور من باحثين وكتاب وأكاديميين على تجشمهم عناء الحضور، بعدها قدم للملتقى الباحث السيد باسم عبدعون فاضل ليقدم ورقته البحثية عن المركز في الملتقى، تناول الباحث في ورقته البحثية التي حملت العنوان أعلاه، تطرق في مقدمتها إلى الاهتمامات الرسمية الحكومية والغير رسمية الشعبية والإقليمية والدولية ذات العلاقة بالإرهاب وخاصة تنظيم داعش واثر ذلك على تحرير مدينة الموصل التي يسيطر عليها منذ أكثر من عام ونصف، وذكر ان الاهتمامات بدأت تتصاعد في وتيرتها بعد تحرير مدينة الرمادي مركز مدينة الانبار، وتطرق إلى تحرير مدينة الرمادي وذكر بأنه أعطى دفعا معنوي وعسكري وعملياتي للقوات العراقية التي فقد الجميع الثقة بقدرتها على تحرير المدن التي استولى عليها داعش منذ تاريخ 9/6/2014، خصوصا وان هذه القوات لم يكن لها ذلك الدور البارز فيما سبق بتحرير مدن مثل (جرف الصخر، امرلي، أجزاء من ديالى، مدينة تكريت) كل هذه المناطق كان تحريرها اغلبه من نصيب قوات الحشد الشعبي، وذكر ان تحرير مدينة الرمادي اخيرا جاء في أغلبة من نصيب قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وافواج من الأهالي، بعد ذلك تطرق الباحث إلى عدد من المعطيات التي انبرت إلى السطح بعد تحرير مدينة الرمادي والتي تؤكد التوجه المستقبلي نحو تحرير مدينة الموصل وهي:- 1- تأكيدَ رئيسُ الوزراءِ الدكتور حيدر ألعبادي في مقابلةٍ له مع قناةِ سي ان ان بتاريخ 22/1/2016 أَنَّ الحكومةَ العراقية لديها خُطةٌ فيما يتعلقُ باستعادةِ مدينة الموصل وأَنَّ قواتِ الجيشِ والشرطةِ المحلية تعملانِ معاً لجعلِ المهمةِ أسهلَ بكثير الرمادي وتحريرِها من إرهابيي داعش.. 2- الولايات المتحدة الأمريكية من جانبها بدأت إثناء وبعد تحرير مدينة الرمادي بزيادة عديد قواتها البرية في العراق ورغما من إرادة الحكومة العراقية رغم اعتراض الكثير من الكتل والفصائل المسلحة التي تعاديها وتحت عناوين ومبررات (قوات خاصة) مقنعة نوعا ما إعلاميا لكنها مقلقة للنخب والجماعات التي تعي وتدرك نواياها وأيضا تحت مبرر(تقديم الدعم والإسناد الجوي) وهو ما يؤيد ويؤكد الاهتمام والاستعداد الأمريكي لمعركة تحرير الموصل.. 3- إقليم كردستان الاستعدادات من جانبه لمعركة تحرير الموصل بدأت تلوح في الأفق وذلك من خلال قيامه بحفر خندق يفصل بينه وبين الموصل وغيرها من المدن التي تديرها الحكومة المركزية في بغداد والأخرى التي يديرها داعش وبذلك أقدم على ضم مناطق متنازع عليها وهنا يمكن إن يؤشر إن الإقليم بدأ بقراءة الاستعدادات الحكومية في بغداد والأمريكية والإقليمية لتحرير الموصل وبذلك حاول هنا حسم أهم قضية شائكة لدية وهي المناطق المتنازع عليها وبذلك مارس سياسة الأمر الواقع. أما أهم القراءات الاستشرافية التي استنتجها الباحث حول تحرير هذه المدينة هي:- الاولى: ترى إمكانية تحرير هذه المدينة سهلة عسكريا لكنها في الجانب السياسي سوف تشهد سجالات محلية وإقليمية ودولية خصوصا حال بدأ ساعة الصفر في انطلاقها اي لابد وان تحصل تفاهمات وتنازلات ومساومات بين بغداد واربيل وأنقرة والولايات المتحدة الأمريكية على تحريرها وهنا القراءة هذه تعطي البعد المحلي والإقليمي والدولي لتحريرها. الثانية: تجرد تحرير هذه المدينة من البعد الإقليمي والدولي وترى أنها لم تتحرر قبل إجراء انتخابات 2017 (انتخابات مجالس المحافظات) وتنطلق هذه القراءة من البعد المحلي الخالص لوقائع تحرير هذه المدينة، وعدم التحرير هنا قبل عام 2017 سوف يفتح ملفات أسباب وكواليس سقوطها وبالتالي سوف تحدث وعلى اقل تقدير ضجة إعلامية ورأي عام ضد تلك القوى والجماعات السياسية التي تسببت في سقوطها منتصف العام 2014 وبالتي يقل رصيدها في الانتخابات. الثالثة: ترى التحرير سوف يكون قبل عام 2017 وان هناك قوى دينية "المرجعيات" وسياسية موعود السيد ألعبادي ووزير الدفاع التي أدلى بها يوم أمس من إن إمكانية تحرير الموصل سوف تتحقق منتصف العام 2016 وعسكرية (نشوة انتصار الرمادي لدى الجيش العراقي) كل هذه المعطيات سوف تدفع بتحرير هذه المدينة بعد إكمال تحرير ما تبقى من الانبار. الرابعة: ترى ان التحرير سيسبقه تصاعد نقاط الخلاف والتوتر بين حكومتي بغداد واربيل حول قضية كركوك والمناطق المتنازع عليها في هذه المدينة وكذلك في ديالى وتكريت، أي إن الصدام العسكري المؤجل بين بغداد واربيل سيسبق تحرير الموصل ويكون المنطلق لتحرير هذه المدينة وربما الأكراد في الإقليم هم من سيبادر إلى فتح وبدأ هذا الصدام،وهنا يمكن قراءة قيام كردستان كما ذكرنا من اقامة خندق حول التقليم وكذلك الإعمال الأخيرة في جلولاء في ديالى وغيرها في المستقبل. الخامسة: ترى هذه القراءة البعد الدولي لتحرير هذه المدينة، أي إن توقيتات واليات وتفاصيل تحرير هذه المدينة مرتبط بملفات دولية كبرى تتجاوز في حجمها إمكانية القوى المحلية والإقليمية في المنطقة كـالحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان وكذلك تركيا وإيران، ترى هذه القراءة إن التحرير هنا مرتبط بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك روسيا وغيرهما من الدول العالمية الكبرى، وبعد انتهاء الباحث من عرض ورقته البحثية استخلص سؤالين للحاضرين: الأول أي من السيناريوهات من تلك التي طرحت أو غيرها اقرب إلى الواقع العملي في عملية تحرير الموصل ؟. - الدكتور احمد عمران المسعودي التدريسي في جامعة كربلاء والباحث في مركز الفرات تطرق في مداخلته إلى التسابق الروسي الأمريكي حول حسم ملف تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق وخصوصا مدينتي الموصل والرقة وأشار إلى الدور الكردي المحتمل في تحرير الموصل لان داعش في الموصل قطع التواصل بين أكراد سوريا وأكراد العراق. - الشيخ مرتضى معاش أمين عام مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام تطرق إلى منطقة الجزيرة الكبرى وهي الموصل – الرقة والى اهمية التركيز على التفكير الاستراتيجي الامريكي وخاصة سياسة اوباما وتناول سياسة الصبر الاستراتيجي وهي عدم اتخاذ قرارات سريعة والعمل بهدوء وخطوة خطوة وتخفيض التناقضات وجمع التوافقات وعدها من أهم الخطوات الإستراتيجية في المنطقة للولايات المتحدة وكذلك عدها لاعب فوق اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، وذكر موانع في تحرير الموصل وهي تركيا وإيران والأكراد، وذكر إن هذا الامر يحتاج إلى التمكين وحدث التمكين له وذلك بقيام الولايات المتحدة بحسم الملف النووي لإيران والتمكين الكردي تم بدعم المسلحين الأكراد في سوريا، وتركيا في استمرار توجهه لها رسائل بدعم داعش. - احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات تطرق إلى المواقف الأمريكية المتسارعة وخاصة موقف بايدن في تركيا والذي توجه للقيادة التركية بانتقادات لاذعة على خلفية ملفات تخص حقوق الإنسان والأقليات وطالبها أيضا بقطع حدودها مع داعش في سوريا والعراق ، وتناول أيضا مسالة التناقض في المواقف الأمريكية حول حسم ملف الإرهاب وخاصة قضية تحرير الموصل، كذلك عد الموقف الكردي بالموقف الراضخ للإرادة الأمريكية في عملية تحرير الموصل، وعرج على مسائلة الحشد الشعبي وذكر أنه غير محتمل مشاركته في عملية التحرير. - الدكتور قحطان حسين اللاوندي التدريسي في جامعة بابل والباحث في مركز المستقبل للبحوث والدراسات ذكر إن الموصل أصبحت محل تنافس بين كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على تحريرها، لذلك عد قرار تحريرها بالقرار المسرع مستقبلا ، وعرج الدكتور قحطان إلى الاتهامات التي وجهت لاثيل النجيفي المحافظ السابق للموصل في ما يخص سقوطها وذكر إن العلاقة وطيدة بين عائلة النجيفي وتركيا وبالتالي عائلة النجيفي تعول كثيرا على تركيا في المشاركة في تحرير الموصل وذكر إن من يقرر ساعة الصفر في تحرير هم الأمريكان . - الدكتور علاء الحسيني التدريسي في جامعة كربلاء/ كلية القانون طرح الحسيني تساؤل أشار فيه إلى مدى توفر الأرضية المناسبة في القضاء على داعش وتطرق الى المعوقات التي تقف حائلا في الحيلولة دون الخلاص على هذا التنظيم، وتطرق إلى الأزمة التي تمر بها السعودية وخاصة الحرب في اليمن وذكر أنها من المؤشرات على تغذية داعش، وكذلك أشار إلى تركيا وأوربا التي كانت تغض النظر عن هذا التنظيم الا أنها اليوم عانت من تهديداته حتى العالم أصبح يعيش قلق دائم بسبب هذه الجرثومة ونوه إلى تبلور رأي عام عالمي من اجل القضاء على هذا التنظيم. السؤال الثاني / ما هي القراءات للمشهد العراقي لمرحلة ما بعد تحرير الموصل ؟. الدكتور خالد العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية تطرق في مداخلته إلى الإرباك في المشهد العراقي الذي وصفة بسيادة التعقيد السياسي فيه أكثر من التعقيد الاجتماعي والاقتصادي وعد الامر مرهون بمصالح النخب والجماعات السياسية التي تعتاش على وجودها في السلطة على تحريك العواطف واللعب على الأوتار الطائفية والقومية. الأستاذ حمد جاسم الخزرجي الباحث في مركز الفرات تناول مسألة البنية التحتية في مداخلته وذكر أنها دمرت مدن عديدة وتدمر أيضا في الموصل نتيجة لعملية التحرير المحتملة وحاجة الحكومة إلى الأموال الكبيرة لإصلاحها وبالتالي اعادة المهجرين وتحقيق الاستقرار وعد هذا الامر من التحديات التي تواجه الحكومة مستقبلا. الدكتور حيدر طعمه التدريس في جامعة كربلاء تطرق إلى الانخفاض في المبيعات العراقية للنفط وأثرها في المعارك وإعادة الأعمار كونها تعد المغذي الرئيس للاقتصاد العراقي وبالتالي استنتج طعمه إن الحكومة سوف تعاني أزمة حقيقية في المستقبل وخاصة بعد تحرير الموصل وهي عدم القدر على اعادة أعمار المناطق التي دمرت بالمعارك العسكرية. وبعد انتهاء المداخلات والنقاشات التي دارت حول الورقة البحثية التي اثري بها الحضور موضوع الملتقى الكثير من الأفكار والآراء، توجه السيد مدير المركز الدكتور خالد العرداوي إلى الباحثين والكتاب والمهتمين بالشكر والتقدير على ما تم تقديمه من جانبهم من مشاركه وتفاعل كبير مع كل ما طرح في الملتقى
أقرأ ايضاً
- الأهمية العسكرية للبحر الاحمر.. قراءة في البعد الجيوستراتيجي
- الغدير.. بين رأي السياسي وقراءة المخالف
- قراءةٌ في مقال السفيرة الأميركيَّة