- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التحالف السعودي ... الأهداف والغايات ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي منذ اعلان الاتفاق النووي المعروف (٥+١) بين القوى الغربية وبين ايران، والسعودية اشتاطت غضباً من هذا الاتفاق، وعدته خيانة لها من الدول الغربية، ونكران للجميل في سوريا وليبيا وغيرها من دول الربيع العربي، لهذا سارعت الى فتح جبهة لها في اليمن، وارسلت الجيوش والمعدات المتطورة، وكل ما تملك من عدة وعدد وامكانيات عسكرية متطورة جداً لأجل تعويض خسارتها في اليمن بل عموم المنطقة، ولكن مملكة النفط انها تفاجأت مرة ثانية بقدر الشعب اليمني على سحق عقال العربان وكسر قوتهم الفارغة، ودولتهم الكارتونية التي بنيت على جهل وتخلف وحقد ممزوج بالاباطيل والكذب على الدين المحمدي الاصيل. ما يسمى بالتحالف السعودي لا يعد تحالفاً رسمياً،بل هو مشروع تحالف دعى اليه الامير الشاب محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي الذي فاجأ الدول العربية والإسلامية بهذا المشروع والذي عدّ محاربة داعش من أولوياته، ولكن الملفت ان هذا المشروع لم يكن العراق وإيران سوريا من ضمن أعضاءه، ورغم ان الصراع يدور في المنطقة الا ان ابعاد هذه الدول كان مقصوداً ويعكس نية السعودية حماية المشروع الداعشي المتمدد وإيقاف اي وجود لإيران في المنطقة عموماً، كما ان هذا التحالف يسعى الى حماية المشاريع التقسيمية في سوريا والعراق، كما ان هذا المشروع هى مشروعاً سني بامتياز كونه لم يشمل اي دولة تمثل التشيع في المنطقة، خصوصاً وان اصل الصراع الدائر اليوم هو في المناطق تلك، وان الارهاب الداعشي هو يعكس الروية الداعشية والمشروع الداعشي عموماً فكل داعش هم من السنة، ولكن لا يمكن بالضرورة ان كل السنة هم داعش، ولكن اسهل بيئة لنمو الارهاب هي البيئة السنية التي تكون مهيئة تماماً لمثل هذا النمو. الوضع عموما في المنطقة يسير وفق رؤيتين: الروية الاولى الرؤية التصعيدية، ووالتي تعتقد ان المنطقة عموماً تسير نحو التصعيد والمواجهة المسلحة بين القوى الكبرى (أمريكا وحلفاءها) والمتمثلة بالخط السني، والخط الروسي المتمثل بالقوى المعارضة والممانعة للنفوذ الامريكي في المنطقة، وان منطقة الصراع ستكون الشرق الأوسط وعموم الوطن العربي والإسلامي، والمذهبية ستكون هي المادة في تاجيج الصراع. النظرية الثانية المتمثّلة، بنظرية التسويات الكبرى، والتي تعتقد ان هناك تسويات كبرى على الارض بعيدا عن الصراعات، وان خارطة جديدة ستكون في المنطقة، والتي ربما سايكس بيكو جديد في المنطقة عموماً، واما لو تحدثنا وفق ما هو وارد فان الوضع بدا يسير نحو التهدئة، وذلك بعد ومشروع الامم المتحدة بشأن سوريا، وقبول الروس بروية كيري التي قدمها الى الحكومة الروسية. هناك الكثير من الدول التي دخلت الى هذا التحالف ليس لانها مقتنعة به بل هي مجاملة تسعى من خلفها الى تحقيق المصالح ومحاولات السعودية شراء موارد هذه الدول وهو ما يكشف مخطط كبير جدا، ويكشف هشاشة هذا التحالف الذي ترعاه واشنطن ايضا، كما اصبح من الواضح ان هناك مسعى لتشكيل تكتل مبني على أساس طائفي لانه سيكشف ان لهذا التحالف أهداف اخرى على عكس المعلن وايضا السعودية بلا شك تحاول ايصال رسالة على انها قوية وبمباركة واشنطن فالرسالة موجهة الى ايران وروسيا والى قوات وجدت اليوم على الارض بقوة منها الحشد والجيش العراقي والسوري وهم على خط الصد الاول في محاربة الارهاب الداعشي الممول من نفط السعودي والدعم المالي القطري، وهنا ل ابد من تساؤل ؛ ان كان هدف التحالف السعودي القضاء على الارهاب فلما لا يقدم التحالف السعودي السلاح مثلا للدول التي تقاتل الارهاب وتوفر على نفسها وحشودها التي تشتريها بالمال ؟! اعتقد ان هناك مخطط كبير يشير بوضوح الى ان السعودية ومن معها من التحالف الطائفي جاهزة لتقاسم الكعكة السورية وربما اليمنية تحت ذريعة محاربة الارهاب والذي كان نتاج من نتاجات مدارس الفكر الوهابي في ارض النفط، كونها من الدول المتهمة بدعم المنظمات الارهابية مالياً، وان المدارس الوهابية في السعودية هي من تخرج الالاف من الارهابيين والدعاة الى الانتقام وزرع الشر بين ابناء الوطن الواحد، وتمزيق عرى الدول الاسلامية، ناهيك عن الدعم الاعلامي من الوسائل الإعلامية السعودية للمنظمات الارهابية، كما ان السعودية تريد الهروب من حالة الصراع الداخلي الذي مزق العائلة المالكة، التي بدات تتصارع بعد موت عبدالله، ومحاولة تعويض هذه الصراعات بنجاحات تنعكس على وضعها الداخلي، ولكن ومع المعطيات المهمة على الارض فإنها بدات في الغرق في مستنقع تآمرها الخبيث.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر