حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم المتتبع لتاريخ اعمار وبناء المراقد المقدسة سيلاحظ وبشكل واضح ان اكثر الجهات التي عمرت هذه العتبات هي غير عراقية واغلبها ايرانية وبعدها هندية وترميمات خجولة بدوافع سياسية لبعض الحكومات العراقية، ولهذا فان من يعمر هذه المراقد له الحق ان يفتخر بهذا العمل، نعم العتبات ليست حكرا على جهة دون اخرى والافضل هو الافضل للاعمار، ومما لاشك فيه لو ان العتبات المقدسة في العراق كانت بيد عراقية امينة في ما مضى من التاريخ ستكون لهم كلمتهم في اعمارها، ولكن سنحت الفرصة بعد سقوط طاغية العراق، سنحت الفرصة للعراقيين وللاجانب وهذا لا اشكال فيه. المؤلم عندما تكون هنالك اياد عاملة وبخبرة رائعة تعمل في اعمار هذه المراقد يتم عزلها دون سبب يذكر او حتى رفض مشاركتها في الاعمار مع العلم ان اغلب الدول عندما تتعامل مع شركات اجنبية لانشاء أي مشروع تفرض عليهم مساهمة ابناء بلدهم في العمل. اعادة تذهيب قبة امير المؤمنين عليه السلام التي لم تلمسها الايادي العراقية سابقا جاءت الفرصة لكي يتم لها ذلك بعد تقديم عدة دراسات من قبل الاخوة المختصين في العتبة العلوية والوقف الشيعي والعتبة العباسية ودراسة خطوات العمل بحيث تتم عملية التذهيب مع الحفاظ على تراثية الالواح الذهبية وعدم تصدع البناء والمحافظة على رونقها مع اضافة ما تحتاجه من ذهب بتمويل من الوقف الشيعي، وبالفعل تم اقامة حفل البدء بالمشروع في العتبة العلوية بعدما اقر المشروع على ان يكون للخبرة العراقية الادارة والعمل، وبالفعل فقد شمر الاخوة في العتبة العلوية والعتبة العباسية عن سواعدهم لانجاز هذا المشروع وبداوا بقلع الالواح القديمة وبشكل تقني حديث وسليم وترقيم كل الالواح وخزنها في مخازن محصنة واعداد المختبر الخاص بالتذهيب وفق ارقى الاساليب الفنية والكيمياوية والبنائية في اعادة تذهيبها وتثبيتها بشكل سليم جدا (اطلعت على ذلك بنفسي)، وانتهت مرحلة تذهيب الطوق الاسفل للقبة وبشكل من حقنا وحق العراقيين الافتخار بهذا المشروع. بدات الحيرة اعقبتها الاستفهامات وانتهت بالمفاجاة المؤلمة، فمنذ ان استبدل الامين العام للعتبة العلوية بالامين الحالي سماحة السيد حبل المتين حتى توقف العمل اولا ومن غير معرفة الاسباب وبعد شهرين او ثلاثة او اكثر تفاجا الاخوة العاملين بان المشروع احيل لشركة ايرانية وعدم السماح للاخوة العاملين بالمشاركة معهم بل فقط تسليم ما بذمتهم وتجريد ايديهم من أي دور في هذا المشروع الخالد. نامل ان تكون اسباب وجيهة لهذا التغيير فان لم تكن كذلك فالشكوك والظن السيء سياخذ مجاله في من يتابع هذا المشروع، ومهما يكن من اسباب فلابد من الاخوة المشرفين اشراك ايدي عاملة عراقية ان كانت قناعتكم بان الايرانيين هم الافضل، ولست بصدد الاشارة الى بعض المشاريع التي انجزتها ايد ايرانية ليست بالمستوى المطلوب بل ان العراقيين ان لم يكونوا افضل فلنقل بمستواهم فلماذا لايتم ايكال العمل لهم؟، لماذا نسمح للغير بان يجعل من هكذا تصرفات دليل لتثبيت اكاذيبهم علينا؟ الاخوة في العتبة العباسية قطعوا شوطا طويلا في اكتساب الخبرة في هكذا مجالات وهي على وشك انجاز شباك ابي الفضل العباس عليه السلام وسيعتبر اول شباك مقدس يتم انجازه بايد عراقية.
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- الامام الصادق (ع) ونظرته الثاقبة للاحداث