- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حروب هجينة تتناسل...موجز لبحوث جديدة في نهاية التاريخ
حجم النص
بقلم: وليد سعيد إبراهيم البياتي توطئة: ليس جديداً أن تتم الحروب والصراعات بالوكالة عن المركز الأقوى، فمعظم الامبراطوريات السابقة كانت تعتمد على جواسيس وحلفاء وأعوان داخل الطرف الاخر في حركة الصراع. فقد دأبت الامبراطوريات القديمة في الشرق والغرب على السواء على إتباع منهج تشكيل قوى معادية داخلية يتم تغذيتها من الخارج. وبعد نهاية عصور الاستعمار الكلاسيكي وظهور عصور الحكام الجواسيس والوكلاء، لم تعد القوى الخارجية تدخل الصراعات مباشرة ةلكنها ستشارك فيها في مراحل زمنية ومكانية محددة لتعطي لعملية الصراع زخماً، أو لتنقل الحرب من مرحلة إلى أخرى أكثر تطوراً في العنف أو الحصول على مواضع قدم متقدمة جغرافية وفق الاستراتيجيات الآنية. من هنا سنلاحظ ظهور عناصر في عملية الصراع قد تبدو للوهلة الاولى وكأنها تحمل جانب من المفاجأة، أو تشكل تطوراً ما. إلا أن هذه العناصر كان قد تم تشكيله في مراحل سابقة وقد خزنت وفق حدود معينة ليتم إخراجها تدريجياً لتظهر بهذا العنفوان أو التسارع. لأجل ذلك لايمكن فهم كل مراحل عملية الصراع إلا بعد البحث في أصول هذه العناصر التي يبدو أنها ظهرت من الفراغ وهي ليست كذلك لان كل الحوادث التي سبقت ظهورها كانت مجرد مقدمات تاريخية أتخذت أشكالاً محددة لتكون بالتالي الأصل والنواة التي تنبثق منها هذه العناصر والتي هي الغاية من كل المقدمات السابقة. فهل كانت داعش والنصرة وأشباهها والقاعدة قبلها مجرد أسماء ظهرت من المجهول لتلعب بعد ذلك هذا الدور الخطير في حركة التاريخ؟ هل يعقل أن كل العقول المخابراتية المنظومات الأستراتيجية العالمية ومراكز البحوث في صناعة الحروب وتشكيل الدول والتحالفات لم تكن تعلم أو تتوقع أن القاعدة التي تم إنشائها في أفغانستان لتخوض حرباً سلفية بالنيابة عن المخابرات الامريكية يمكن أن تتوقف وتنتهي؟ في هذا الجانب من بحثنا سنحاول طرح هذه الاسئلة والبحث عن إجابات عقلانية لها. حكام أم عملاء؟ عندما تم استقطاب الجماعات السلفية الوهابية من قبل مخابرات الولايات المتحدة لخوض حربها ضد الاتحاد السوفياتي وتم تشكيل القاعدة (1988م) بعد أن أدرك الاتحاد السوفياتي وقتها أن الولايات المتحدة كانت قد حققت موطيء قدم متقدم في الصراع الشرقي الغربي بعد إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في(17 / أيلول – سبتمبر/ 1978م). وجد الاتحاد السوفياتي أن هذا الامر يخل بقاعدة تقاسم الكعكة بين المعسكرين الإشتراكي والرأسمالي فدخل أفغانستان مما أضطر الولايات المتحدة الى أستقدام مرتزقة الوهابية لدعم جماعات طالبان. لم يكن الصراع وقتها صراعاً دينياً بين الفكر السلفي الوهابي والفكر الشيوعي، إذ ليس هناك أسس فكرية أو فلسفية تجمع بينهما يمكن أن تكون محلاً للصراع. كما لم يكن صراعاً بين الأسلام والمسيحية باعتبار أن الأتحاد السوفياتي دولة غير دينية بالمفهوم الذي تبنته القاعدة فيما بعد. كما لم يكن صراعاً على الحدود الجغرافية بين السعودية الوهابية والاتحاد السوفياتي الشيوعي إلا إذا قلنا بان عملاء السعودية من جماعات طالبان التي تتبنى الفكر الوهابي السلفي ترغب في توسيع رقعتها الجغرافية على حساب دول الجوار. فالولايات المتحدة لم ترغب في أن تخوض حرباً مباشرة مع الاتحاد السوفياتي للكثير من الأسباب، لعل أولها أن السوفيات وقتها كانوا يمتلكون الكثير من الحلفاء في آسيا وأفريقا، بل وحتى في الدول الاوربية نفسها. والولايات المتحدة لم تتطلع حينها لخلق فيتنام أخرى وإن كانت هذه رغبة بعض عملاء الوكالة الامريكية. ولم تطرح وقتها نظريات الدفاع عن الاسلام إذ أن الاتحاد السوفياتي لم يكن يشكل تهديداً للفكر الاسلامي بشكل مباشر خاصة وأنه على علاقات طيبة مع عدد من الدول العربية ذات العمق الاسلامي القوي مثل مصر والعراق والجزائر. ولانها لم ترغب في خوض حرب مباشرة فقد كان من السهل على المخابرات الامريكية إقناع السطات السعودية وقتها بتقديم المزيد من الحماية للعروش الخليجية ولتكون السعودية دولة تتحكم في المنطقة، خاصة في الخليج والدول العربية الاخرى بعد أن يتم إضعاف العراق في حربه ضد الجمهورية الاسلامية في إيران وتهميش الدور المصري المقيد بالاتفاقات مع إسرائيل، وتحجيم الدور السوري في عملية الصراع، فتكون الفرصة أكبر للعرش السعودي بفرض هيمنته إذا ضعف كل من طرفي الصراع (إيران والعراق). وبالتالي سيتم التحضير لخارطة جديدة للمنطقة تكون لدول الخليج حصة الاسد فيها. وبهذا فان صناعة جماعات متطرفة باسم القاعدة تتبنى الفكر الوهابي السلفي كان تم الاعداد لها لتبقى تحت الطلب فيتم إستعمالها حيثما تريد المخابرات الامريكية وفي الزمان والمكان المناسبين لخدمة المصالح الأمريكية حيث كانت نظرية الشرق الاوسط الجديد قد بدأت بالتشكل حينذاك. إن كل الذين جاؤا من بقاع مختلفة للانظام للقاعدة في حرب افغانستان هم مجرد جماعات من المرتزقة وفق المنهج العسكري والتاريخي في الحروب. وكما ذكرنا في التوطئة أن ذلك لم يكن جديداً في عملية الصراع ولكن في ذات الوقت لا يمكن تبريرة بحجة أنه ليس بجديد. الذين قاتلوا في افغانستان من إتباع الفكر السلفي الوهابي لم يكونوا من طبقة العلماء، ولم يدرسوا التاريخ أو الفقه وهم ليسوا اصحاب نظريات فلسفية ما، بل كانوا مجرد رعاع تم إغرائهم بالمال، وإلا فلم تظهر اية دراسات في وقتها تكشف ان الصراع كان أيديولوجياً أو فكرياً، وبالتالي لا يمكن إعتبار هؤلاء المرتزقة ممثلين للاسلام في عملية الصراع لان الكثير منهم لم يكن يعي حقيقة الاسلام. غير أن المشكلة لا تكمن في هؤلاء المرتزقة ولكن في السلطات التي سمحت لهم بالتواجد هناك والمشكلة الاكثر في أن من يسمون برجال الدين من أتباع السلطة السعودية لم يكشفوا الحقيقة أمام أعين هؤلاء الذاهبين للموت مقابل الدولار الامريكي. فالعملية بالنسبة لملوك السعودية عملية تجارية، ثمة مقايضة بين الجالس على العرش ومكتب المخابرات الامريكي الذي يحمي العرش. فحماية العروش تتطلب أثمانا باهضة ولا بائس بالنسبة لهؤلاء أن يكون الثمن دماء هؤلاء المرتزقة لانهم بالتالي سيقبضون ثمن قتالهم هناك، ولا شيء يكون بالمجان. وحول ومستنقعات يخوضها العملاء: هل حققت السياسيات السعودية المدعومة أمريكياً وأوربياً أغراضها؟ لا أرى أن الاجابة على هذا التساؤل ستحتاج الى الكثير من الادلة والبراهين! فالاستقراء التحليلي للسياسات السعودية خاصة والخليجية عامة في حروب المنطقة منذ الربيع العربي المزعوم تكشف عن جهل كبير بابسط القواعد في المناهج الاستراتيجية في الجانبين العسكري والسياسي، كما تبين من جانب آخر الفشل الذريع للسياسات الحربية السعودية في المنطقة. فالسعودية لم تتعلم أن المشكلة في قوة اي دولة لا تكمن في التسليح المعتمد على الصفقات المليارية التي تأتي من الخارج، ولكن قوة أية دولة تكمن في طبيعة البناء الداخلي لها في الجوانب الفكرية والعلمية وفي قدرتها على التصنيع والاستدامة وأدراكها لقضايا مفاهيم التحدي والاستجابة في حركة التاريخ. كل ذلك تفتقر له السلطات السعودية في الجانبين السياسي والفكري مما إنعكس كثيراً على الجانب العسكري الذي يعتمد غالبا في دول الخليج على الاجانب وليس ابناء البلد. إذ ثمة نوع من التنافر وعدم الفهم بين السلطة والمجتمع، والسعودية تفتقر تماماً الى مايمكن أن يشكل مفهوم العقد الاجتماعي، فهي تريد فرض هيبتها على المجتمع من خلال رجال الدين ولكنها في ذات الوقت لا تريد أن تخضع رجال الدين للرقابة، كما لا تتمكن في فك الارتباط بين الفكر السياسي والفكر الديني الوهابي إذ أن كلاهما يؤمن لللاخر فرص البقاء، ففتاوى رجال الدين تدعم العرش السعودي حتى وأن ناقضت هذه الفتاوى القواعد الاسلامية التي يدعون بها، وباعدت بين المجتمع والسلطة الحاكمة. فوفق التقارير الدولية لقياس نسبة الفقر في السعودية، نرى أن المجتمع السعودي يعاني من نسب عالية في الفقر على الرغم من الثراء الفاحش للدولة، فالفقر في السعودية أعلى في مستوياته من لبنان والاردن وفلسطين. علماً أن السلطات الحاكمة في السعودية لا تقدم تقاريراً حقيقية عن مستويات الفقر، ولا تكشف عن متوسط الدخل الحقيقي للفرد في المملكة. وفي تقارير للمراكز البحوث الاجتماعية ومعالجة الفقر نشرت صحيفتا الغارديان البريطانية والواشنطن بوست الامريكية إلى ان هناك ما بين (2-4 مليون سعودي يعيشون تحت خط الفقر) وأن (أكثر من 25%) من سكان السعودية (أي اكثر من ربع السكان) يعيشون على اقل من (17 دولاراً في اليوم)، كما أن معدلات البطالة وفق التقارير الدولية كان بحدود (19-22)% من عدد السكان وقد حاولت تقارير مصلحة الاحصاء السعودية لعام 2012م تخفيض الرقم فذكرت انه كان يشكل (12.1-13)% وفي ذات الوقت فان التقارير الصادرة عن منظمات دولية تذكر أن (74%) من السعوديات الحاصلات على شهادات جامعية عاطلات عن العمل. هذا غير أن المشكلة الأهم هي تلك الفوارق الطبقية الكبيرة في المجتمع السعودي، فالمساحة بين الفقر والغنى كبيرة جداً ولا يمكن ردمها أو حجبها بقرارات مائعة تصلح للترويج الاعلامي فقط. هذا غير ان رجال الدين والسلطات الحاكمة ترفض أي إتجاه فكري أو مذهبي غير الفكر الوهابي. مما خلق حالة من التشنج الاجتماعي. فالقوة إذن ليست في كم تملك من الاسلحة ولكن في عقيدة المجتمع وإيمانه بقدرات حكامه على الحكم الرشيد، وأيضا في مستويات الوعي الفردي والجمعي. وهذا الموقف يطرح العديد من التساؤلات حول أسلوب الحكم في مملكة آل سعود. وفي تحليل مضحك نقلته (CNN) لاحد مدعي الفهم السياسي من السعوديين يسمى (سلمان الانصاري) يقول فيه: " أولا: إن هناك عدة خيارات بيد السعودية تجاه إيران فالسعودية قادرة على حشد غالبية الدول الاسلامية (52) دولة ضد أيران. ثانيا: أن السعودية لديها القدرة على تفعيل دورها الاستخباراتي لزعزعة أمن أيران من الداخل من خلال دعم الجماعات الارهابية". وأضاف قائلاً: " كما إستطاعت السعودية السيطرة على الاجواء اليمنية مع دول التحالف خلال (15 دقيقة). فلا أعتقد أن السيطرة على الاجواء الايرانية ستستغرق أكثر من أربعة الى ستة ساعات ,اذا كان هناك ما اريد قوله فعلى أيران أن لا تجرب حلم المملكة السعودية". ولعل أن الاعلام الامريكي أراد أن يرفع الروح المعنوية المتهالكة للقوات السعودية خاصة بعد إنسحاب الامارات أثر الخسائر العسكرية الفادحة التي تلقتها بالهجوم الصاروخي على معسكرها. وإلا فان الولايات المتحدة نفسها باتت تعرف قدرات الجمهورية الاسلامية مما دفعها الى توقيع الاتفاقية النووية ورفع الحصار والعقوبات عن أيران كما بات واضحاً. فالسعودية تخوض حربها ضد اليمن بدعم أمريكي وصفقات اسلحة بلغت (60 مليار دولار امريكي) سنوياً وبدعم عسكري من أمريكا وإسرائيل وباكستان والبحرين ومصر والسودان والسنغال والاردن والمغرب ومرتزقة من أطراف عدة. وها هي سنة من عمر الحرب والجيش السعودي لم يحقق أي من الاهداف الاستراتيجية المزعومة إلا إذا قلنا أن قصف المدارس والمستشفيات والمساجد والجامعات والبنى التحتية هي أهداف عسكرية في المقام الاول. الاعلام الحالي يكشف عن خسائر الجيش السعودي وحلفائة ومرتزقته في اليمن وقبلها في البحرين، وأما في سوريا فان الهزائم المتلاحقة لكل الاطراف المدعومة سعودياً وخليجياً وأمريكياً وأسرائيلياً تنهار وتتراجع حتى أن اللهجة السياسية التي كانت تبشر بسقوط بشار الاسد وإنهيار الحكومة السورية في الاشهر الثلاثة الاولى من الحرب والتي بقيت الى وقت قريب قد تراجعت بشكل كبير شكل انعطافة (180) درجة لصالح الموقف الحكومي وموقف بشار الاسد في حكم سوريا (بع د خمس سنوات من الحرب الظالمة) خاصة بعد التدخل الروسي القوي في فرض إستراتيجيات جديدة في الشأن السوري. تناسل أعمى للعنف: تعيش الدول التي صنعت العنف وشاركة في ظهور حالة من الرعب والهلع بعد ظهور إمكانية إنقلاب هذه الجماعات على صانعيها، فكما في الدول الأوربية التي دعمت خط الجماعات السلفية إرضاء لعيون النفط السعودي، فان الدول المنتجة لللارهاب وعلى رأسها السعودية نفسها باتت تترقب وتتحسس أعضائها، وعلى الرغم من أقرارها بدعم كل الجماعات المتطرفة خاصة في سوريا من القاعدة الى داعش الى النصرة وبقية المسميات ذات الطابع السلفي الوهابي، ألا انها لايمكن أن تضمن تماما بقاء هذه الجماعات بعيداً عن أراضيها وعن منابع النفط خاصة وأن هذه الجماعات تشبه في سلوكها الضباع التي ما أن تتشمم رائحة الدم حتى تندفع نحو فرائسها وهي فرائس ميتة في الغالب. النظام السعودي (هذا ذا جاز لنا تسميته بنظام لافتقاره لكل عناصر نظام الحكم) هو من الانظمة التي تعيش مراحل الشيخوخة الاخيرة، فكل الجالسين على العرش يعانون من الهرم وأمراض اللوثة العقلية، هذا أنه وبعد ما يقارب القرن لم يشهد الحكم السعودي أي شكل من أشكال التطور الحضاري. وأما محاولات التحضير لقيادات شابة مزعومة فهو أيضا يفتقر للمصداقية كما يفتقر لمناهج التطور. إذ أن الحكم في السعودية لا يعني آل سعود (الملوك والامراء) فقط بل أيضا آل الشيخ (رجال الدين من احفاد محمد بن عبد الوهاب) وبالتالي فان أي تغيير في الطبقة السياسية لن يترك أثراً واضحاً في الحياة في المملكة المتهالكة ما لم يترافق جدياً في التخلص من الطبقة المتهالكة من رجال الدين واصحاب فتاوى القتل والعبث بحياة الانسان. إلا أن الجميع يدرك أن عملية الفصل بين السياسي والديني هناك غير ممكنة، فكل طرف يمسك بخناق الاخر عبر العديد من الاتفاقات والتعهدات على مسار عقود، فمفتي القصر وأتباعه يحمون العرش بفتاواهم وإخضاع المجتمع لسلطة العرش، وفي المقابل يقوم العرش بحماية رجال الدين من (وعاظ السلاطين) وأتباعهم من أي تمرد على هؤلاء أو هؤلاء. فالعنف الاسري كما العنف الارهابي تدعمه فتاوى رجال الدين، وقد تناسل هذا العنف عبر أجيال من التلقين في المدارس لتكريس مباديء وقيم مقيدة بالفكر الوهابي السلفي سواء في التكوين الاجتماعي أو التكوين الفكري والعقائدي. يمكن القول بسهولة أن كل أشكال العنف التي يتم تطبيقها وتناسلها في أجيال الارهابيين أنما خرجت من الكتب والمناهج والتعاليم الوهابية. فالمجازر التي حدثت في الماضي تتكرر الان بشكل أكثر عنفاً وهذا ما ذكره عدد من الباحثين في مراكز البحوث السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة وفي بريطانيا حيث نشرت عدد من الصحف الامريكية مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست والتيلغراف تقارير عن الدور السعودي في دعم الارهاب وتمويله، بل انها اشارت الى محاولات بعض الدول الخليجية كقطر لان تلعب ادواراً اكبر من حجمها عبر التدخل في الشؤون الداخلية لدول اكبر منها في أشارة الى سوريا وليبيا. هل تكون حرب اليمن القشة التي تقصم ظهر البعير؟ بدأت الحرب السعودية في اليمن بعد ظهور عناصر تؤيد فشل حربها ضد سوريا. وقد تلقت السعودية الضوء الاخضر من واشنطن لبدء الحرب علها تعوض خسائرها في سوريا بحجة قتال أنصار الله الحوثيين. فهي ارادت استبدال العلويين الذين اصابوها بالخسائر في الشام بالتعويض بحربها للحوثيين في اليمن. غير أن عدد من خبراء الحرب والاستراتيجيات في واشنطن ولندن كانوا يدركون أن السعودية لن تستطيع أن تحقق شيئاً في حرب اليمن، ولكنهم ارادوا أستغلال الفرصة لايجاد سوق مفتوحة لبيع السلاح الامريكي والاوربي، فانهالت الصفقات على السعودية وقطر والامارات والبحرين بمئات مليارات الدولارات. ولكن هل حققت السعودية أهدافها؟ للاجابة على هذا التساؤل يتطلب أن نتعرف على الاهداف من الحرب على اليمن. السعوديون شنوا حربهم هذه تحت حجج إعادة عميلهم هادي الى السلطة، والقضاء على أنصار الله الحوثيين. لعل هذه أهم أسباب الحرب، وبعد أن قصفت طائرات التحالف السعودي الاراضي اليمنية شمالاً وجنوباً وقتلت آلاف الاطفال والنساء ودمرت الاحياء السكنية والمساجد والمدارس والمستشفيات ومراكز الطاقة ولك ما يتعلق بالبنية التحتية لم تتمكن من إعادة هادي ولا من أبادة الحوثيين. فهل حققت السعودية أهدافها؟ فمنظمة هيومان رايتس تتهم السعودية بارتكاب مجازر بشرية متعمدة في حرب اليمن والولايات المتحدة كانت قد وجهت رسائل تعنيف تتضمن لوما شديداً وإنذارات للخارجية السعودية لانهاء الصراع في اليمن الذي كشف عن إنهيار التحالفات خاصة بهروب الامارات والاعتماد على المرتزقة من دول أفريقية. ستكون هذه الحرب الاسفين الاخير في العرش السعودي المنهار، وسيتم الكشف عن الانهيارات والتداعيات الحقيقية لها داخل البنية السعودية وداخل الحلقات الضيقة في دائرة الحكم. هذا على الاقل ما بدأ يظهر في طروحات العديد من الخبراء، فحكام وملوك وأمراء السعودية ودول الخليج الان هم يخيطون أكفانهم بانفسهم، وهم يحفرون قبورهم بمعاولهم، وهم يدركون أن الزمن ليس في صالحهم ولايمكن للتاريخ المسامحة في جرائمهم اللامتناهية بحق الانسان في العديد من بقاء الارض، إذ أن موطن الارهاب بات مكشوفاً وحين تمتلك الولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية جزء من الشجاعة لللاعتراف الرسمي بدعم هذه العروش لللارهاب فان الخارطة السياسية سوف تتغير حتما، وحتى وأن لم يتم هذا الامر فان الواقع التاريخي يؤيد نهاية هذه العروش وإنكسارها، فالسنن الالهية والتاريخية ثابتة لا تتغير. ولعل الزمن القادم سيكشف النهايات بشكل اوضح.
أقرأ ايضاً
- معارضة مذهب التشيع.. نافذة على التاريخ
- التاريخ ليس شريفاً للغاية ..
- رائحة السماء- مقالات تنقي البحوثبقلم