حجم النص
هادي جلو مرعي دول أوربية عدة أعلنت وقف رحلات شركات الطيران الى شرم الشيخ بعد أيام على حادثة سقوط، أو إسقاط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء بعد دقائق من الطيران من تلك الجزيرة السياحية الساحرة التي تعتمدها مصر كمورد سياحي وصورة مشرقة لتلك البلاد، واخذت شركات الطيران الأوربية تسرع من وتيرة نقل السياح الذين إكتظ بهم مطار شرم الشيخ، وعزز ذلك الإشارات التي وردت من واشنطن عن إمكانية أن تكون قنبلة دست في الطائرة وفجرة في الجو. التطور المهم هو الإتفاق بين القاهرة ولندن خلال زيارة السيسي الأخيرة الى المملكة المتحدة على إجراءات إضافية لضمان الأمن وحماية أفواج السياح وإتخاذ تدابير أمنية مشددة لحماية الطائرات. روسيا التي أرسلت مقاتلاتها الى سوريا، وأنشأت قواعد جوية وبحرية في طرطوس واللاذقية بعثت بعديد أنظمة الدفاع الجوي لحماية قواعدها هناك، لكن المهم في الأمر هو خشية موسكو من محاولات لخطف طائرات مدنية، وإستهداف قواعدها الجوية من خلالها مادفعها ربما للتفكير بضرب تلك الطائرات، وعدم السماح للإرهابيين بإستخدامها. نحن في مرحلة حرجة من الصراع العالمي في أكثر من موضع يعززه الضعف الإقتصادي، وظهور المنظمات الدينية المتطرفة، وإنعدام الثقة بين الأطراف الدولية، وتزاحمها الكبير على المصالح ووجود خلافات عميقة في المنطقة والحروب الأهلية المستعرة وهو أمر قد يؤدي الى زيادة نسبة المخاطر التي تستهدف الطيران المدني وإمكانية إستخدام تلك الطائرات لضرب أهداف محتملة في أمكنة مختلفة من العالم، وماتزال حوادث الطائرات تثير الرعب خاصة مع فقدان أثر عديد منها كما حصل مع الطائرة الماليزية وإسقاط طائرة مدنية فوق اوكرانيا وماسبق من سقوط لطائرة قادمة من الولايات المتحدة الى مصر وقيل حينها، إن عديد الشخصيات المصرية المهمة كانوا على متنها، بينما لايغيب عن الذهن ماحصل لعديد الطائرات التي أختطفت خلال ثمانينيات وسبعينيات القرن الماضي، وحادثة لوكربي الشهيرة، وإستهداف أبراج نيويورك. الحرب العالمية الخاصة بالطائرات المدنية قد تعود الى الواجهة وهو مايتطب إجراءات حماية مشددة، والتركيز في ضمان السلامة، وعقد المزيد من الإتفاقيات تشترك فيها جميع دول العالم لإبعاد الطيران المدني عن ساحات الحروب والمصالح فالعالم كله في الجو.