حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم جاءت درجة الحرارة المرتفعة لتخرج ما تكنه الصدور وتفجر كل انسان صبور ليخرج الى الشارع من غير شعور وبعد التظاهر سيثور، هذه الحالة هنالك من يتربص لها ويعمل على اقتناصها فانها قد تخدم الفاسد اكثر من العابد ولا عجب ان رايتم او سمعتم ان هنالك منافق يؤيد المظاهرات. كل المتظاهرين يحملون مطالب ولكنهم لا يحملون حلولا منطقية ضمن المعايير الموجودة على الساحة العراقية، فالاصلاح امر ضروري، ولكن من يقوم به ؟ هل المسؤول ؟ نسال اين انت ايها المسؤول خلال سنة ؟ هل سيصحو ضميرك بسبب المظاهرات ؟ هذا يعني انه سيغفو بعد انتهاء المظاهرات. ومن يؤيد المطالب المشروعة اين انت منذ ان كلفت برئاسة الحكومة حتى الان لتعلن اليوم بانك ستضع خطة للاصلاح ؟ النظرة الثاقبة للمرجعية في رد كيد العابثين بمطالب المتظاهرين الى نحورهم من غير ان تعلن موقفها الرافض او المؤيد للحكومة وهي تعلم وتؤكد وذكرت اكثر من مرة التقصير الحكومي اتجاه الشعب، المرجعية تنظر الى وطن وشعب، ولهذا جاء خطابها اليوم عبر خطيب جمعة كربلاء ممثلها السيد احمد الصافي بمنتهى الدقة والروعة ليؤيد الهموم ويشير على الاصلاح من غير ان يحدث فراغ سياسي في العراق وان ما اكد عليه السيد الصافي يعتبر ورقة جديدة وضعها بقوة على طاولة المسؤولين بل وحتى من يؤثر على المشهد العراقي من خارج العراق، وهذه الخطبة بعينها تلك التي على اساسها تم تشكيل الحشد الشعبي ليصبح ورقة تضرب بالصميم داعش وادواتها والقوى المتامرة على العراق لان البيان لم يكن بحساباتها مثلما هذا الموقف اليوم الذي ذكره السيد الصافي لم يكن بحسابات القوى الظلامية. الخطاب اليوم اشار الى اسلم طريق لتجاوز اكبر محنة لو التزم بها رئيس الوزراء، العقبة الكبيرة امام العبادي هي المحاصصة فالوزير المقصر لو اقيل لا يستطيع تعيين بدله من غير كتلته وهنا المحنة الحقيقية، والتاكيد على العبادي بالابتعاد عن الطائفية والحزبية يعني ان هنالك وزراء سنة وشيعة وكرد فاسدون فليكن قرار العبادي بالتغيير وفق رؤيا سليمة وليستشير الخيرين ولان المرجعية اعلنت موقفها المؤيد بقوة لهكذا اصلاحات فانه ورقة قوية يجب ان يستخدمها العبادي باقصى حدودها وليتعلم ان لايخشى الا الله، وليعلم العراقيين والمسؤولين ان الدول التي لها اجندة في العراق هي الان مستنفرة كل ادواتها وعاقدة العزم على احتواء خطاب المرجعية ووضع الحلول للرد على أي خطة يتخذها العبادي في استئصال عملائهم في الحكومة، واخيرا اقول للعبادي لا تمنح المسؤول فرصة اخيرة كما فعلت الحكومة السابقة بمنح فرصة المئة يوم للوزارات ومن ثم الضحك على القانون وليس الذقون، فالسنة التي مرت كانت كلها فرص وبمجموعها فرصة اخيرة اتمنى من المؤرشفين ان يحتفظوا بعناوين كل الاخبار التي تتعلق بخطبة الجمعة وتظاهرات اليوم ليراجعوها بعد اسبوع ليس اكثر لتتضح لهم الصورة الحقيقية لمن يعمل بجد ومن يعمل بنفاق.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!