حجم النص
بقلم:سلام سعود الزبيدي عندما يطمح الانسان للوصول الى نقطة النجاح, يصبح كتلة من الطاقة لاتوقفه جميع العراقيل ولاتحيده عن طريق الهدف والمبتغى الذي يرغب فيه. فالوصول الى نقطة النجاح ليس بالامر الهين ومن لم يضع مقومات النجاح في جعبته بطريقه نحو تحقيق الطموح سيسقط باول عائق يجده في دربه, عند ذلك تتلاشى كل الاحلام وتذهب ادراج الرياح. وبما اننا اليوم نعيش في ظرف استثنائي لايخلو من المصاعب وضياع الحقوق, التي تحتاج الى من يذللها ويجعلها مطية للركوب والوصل الى هدفه, فان وضع الاسس الى بلوغ الطموح واسترجاع الحقوق يحتاج الى مقومات للعمل, لا ان ننتظر من يطرق الباب ويعطيها لنا. ومن بين تلك المصاعب هي ما يمر به الخريجين العاطلين عن العمل, الذين لم يحصدوا ثمرة زراعتهم التي طال امدها اكثر من "18" سنة متكاملة من الدراسة والعناء. لذا فالبعض منهم اقفل الباب عليه وقبل بالامر الواقع ورمى شهادته التي انفق عليها عمره خلف ظهره, ومنهم من لازال يجاهد ويكافح ويحمل شمعة "الامل" ليبدد بها ظلام الواقع , لاجل الوصول الى الهدف والطموح. ومن بين هؤلاء الطامحين هم مجموعة من الخريجين الناشطين الذين اطلقوا "الحملةالمستقلةللمطالبةبحقوقالخريجيين"من على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك", تحت شعار "اريد اتعين.. ماعندي واسطة", بعد ان كثرت المحسوبية والفساد المالي والاداري في "تعيين الخريجيين" حتى بات التعيين الى من يدفع فقط!. مطلقوا "الحملة المستقلة" لم يكونوا مجموعة عبرت عن رائيها وطالبت بحقوقها المشروعة وانتهى الامر, بل وضعت اسس للهدف وهي تسير في طريق الوصول الى الطموح. حيث استطاع هؤلاء الطامحون الى ضم اكثر من "42" الف مشترك في حملتهم على موقع التواصل, وترجمت تلك الحملة على ارض الواقع بعد ان شكلت لها ثلاث لجان تنظيمية مكونة من "مركزية , علاقاتعامة, اعلامية", وانبثق عن تلك اللجان ممثليينفيكلمحافظةمتالفةمنسبعةاشخاصعلىالاقللتمثيلمحافظاتهمبلقاءاتالمسؤوليين"نوابالمحافظةفيالبرلمانومجلسالمحافظة". ولم يكتفي هؤلاء الطامحين بذلك, وانما طالبوا بسن عدة قوانيين معطلة ومرمية على رفوف البرلمان العراقي منها:أقرار قانون مجلس الخدمةالعامة الاتحادي وقانون الضمان الاجتماعي وقانون العمل وقانون تقليص سن التقاعد. ومما اعطى الرقي لتلك الحملة ولاهدافها بانها جاءت مستقلة ولم تسيس او توجه من اي كيان او حزب سياسي وانما هي عبارة عن مطلب مستقل خالص هدفه استرجاع الحقوق واحقاق الحق, وانتشال الخريجيين من ظلام البطالة والاهمال. ووصلت اصوات هذه الحملة لجملة من البرلمانيين في اللجنة المالية ولجنة التعليم وغيرهم, عن طريق العمل الميداني المتواصل لناشطي الحملة, فهل سنرى من يقف بجانبهم بشكل فعلي لابالقول فقط؟ وهل سيتجه البرلمان العراقي مع بدء فصله التشريعي الثالث الى اقرار هذه القوانين المهمة؟ هل ستعي الجهات التنفيذية بان بناء الوطن والنهوض به لايتم الى بشريحة الشباب والدماء الجديدة المفعمة بالحياة والرغبة في الانتاج ؟ام ستصم الاسماع وتغلق العيون؟.