حجم النص
بقلم:تحسين الفردوسي الإسلام دينٌ سَمِح, لم يأتي للتهميش أو التكفير, بل جاء لإنقاذ الإنسانية, من العبودية والإضطهاد, وبث روح العدالة والتسامح, والرحمة بين كل الناس, وهذا ما أكدهُ الباري عزَّ وجلَّ, لنبيهِ الكريم(عليه وآله السلام), في سورة عمران الآية159 "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ". سيرة النبيِّ والأئمة(عليهم السلام), ما هي إلا ترجمة عملية للقرآن الكريم, فما قول النبي(عليه وآله السلام):"إنما بُعثتُ لأُتممَ مكارم الأخلاق", إشارةٌ إلهية لما جاء به القرآن الكريم: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ", وما قاله سيد المتقين علي بن أبي طالب(عليه السلام): "الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين, أو نظيرٌ لك في الخلق", إلا إشارةٌ أُخرى من إشارات الرحمة الإلهية, التي جاءوا بها. التكنولوجيا جاءت لنا بفضائيات, جلُّ إهتمامها تدمير الإسلام من خلال المسلمين, فعندما نقرأ في مانشيت فضائية واضحة الأنتماء مثل الحرة, مصطلح تنظيم الدولة الإسلامية, نضع أكثر من علامة إستفهامٍ و تعجب, وفي جانب آخر نجد بعض القنوات المتآمرة, تصف من يدافع عن وطنه ومقدساته بالمليشيات, ترى ما الغاية من ذلك!؟ أو إنشاء برامج تصرف لها ميزانيات غير محدودة, بقصد إسعاد الناس من خلال الضحك على ذقونهم. المسيحية الأمريكية سيدة الأعمال, والمغنية والممثلة والعارضة (باريس هيلتون), حفيدة ووريثة (كونراد هيلتون), مؤسس فنادق هيلتون, قالت على حسابها في تويتر, بعد مغادرتها البرنامج الشهير الذي يعرض على قناة MBC (رامز واكل الجو), للفنان المصري رامز جلال, من ضمن ما ذكرت:" هل فهمتم ألآن لماذا العرب يقتلون بعضهم؟, الآلاف منهم أو الملايين, يتابعون برنامج فكرته مبنية على الرعب, ليست مزحة كما نفعل في برامجنا, إنهم يتلذذون برؤية بني آدم خصوصاً المشهور, وهو يتعذب ويصرخ ويبكي, خائفاً على حياته ويتوسل الحل, إنهم أو معظمهم مرضى نفسانيين. المثير للجدل أيضاً, أن الإسلام لم يقتص يوماً من المجاهر بالإفطار, ولم يَذكُر في فقههِ, أيُّ عقوبةٍ على ذلك, لكن المسلمين أصدروا قانوناً, يُجرِّم بالسجن كل مُجاهرٍ بالإفطار, إلى نهاية شهر رمضان, أو دفع غرامةٍ ماليةٍ, مما دفع بباقي الديانات الأخرى, إلى حملِ مستمسكاتٍ تُثبت عدم إنتمائهم للإسلام. للإسلام صورةٌ بدت ملامحها الأولية بالوضوح, لكنها لم ترى النور بعد, لأنها إلى الآن لم تكتمل, ولم يسلط الضوء عليها, لتواجدها في معرض التشويه, لكن سيأتي اليوم الذي تكتمل بهِ, ملامح هذه الصورة الحقيقية, للإسلام المحمدي الأصيل ذلك الدين السمح, بعد تهديم كل صور التشويه في معرض التكفير والظلام.
أقرأ ايضاً
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الفراغ التشريعي بشأن قوانين تملك العرب والأجانب للأموال المنقولة في العراق
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى