حجم النص
عباس الصباغ ضرب سياسيونا مثلا لجميع سياسيي العالم بجميع فئاته الاول والثاني والثالث والرابع وحتى العاشر في السرسرلوغية الوطنية وقدموا درسا خصوصيا مجانيا لمن يريد التعلم بان السياسة ليست هي فن الممكن بل هي في العراق "العظيم " فن اللاممكن باعتبار ان كل مايجري في العراق هو غير ممكن وغير معقول او مقبول فقد كان شعبنا المكَرود ينتظر من هؤلاء السياسيين ان يبادروا من تلقاء أنفسهم وبأنفسهم وتلبية للرغبة الجماهيرية العارمة برفع والغاء رواتبهم التقاعدية وامتيازاتهم (وما خفي منها كان اعظم مثل الايفادات ومصاريف علاجهم وتعيين أقاربهم وعشائرهم وحبايبهم وفرضهم على مؤسسات الدولة، والسلف التي تخصصها الدولة لهم والمنح فضلا عن قطع الاراضي المتميزة ورواتبهم العالية وبدلات ايجار دورهم ونثرياتهم ورواتب حمايتهم وغيرها الكثير والكثير) فهم يعيشون في بحبوحة وبلنهية ورغد فيما يعيش اغلب الشعب العراقي تحت خط الفقر ويتعاطى الكثير من شرائحه "مهنة" البحث في أكوام القمامة عن لقمة العيش ويعيش الملايين من العراقيين في عشوائيات لاترتقي الى اسوأ مدينة من مدن الصفيح في متاهات ومسارب العالم الثالث المغلوب على امره ويعيش الكثير منهم في المقابر والمزابل الى ان كشفت نقابة المحامين العراقيين عن ان المحكمة الاتحادية العليا قد اقرت الغاء الرواتب التقاعدية وامتيازات البرلمانيين بموجب دعوى رفعتها النقابة المذكورة بهذا الصدد وقد كسبتها وكنتيجة للضغط الجماهيري والشعبي وضغوطات الراي العام وليس كبادرة من البرلمانيين انفسهم وليس لان الكتلة الفلانية او الكتلة العلانية قد طلبت ذلك ومن المضحك (والمبكي ايضا) ان بعض الكتل او السياسيين بدؤوا يؤلفون أفلاما هندية ويخترعون سيناريوهات هوليودية تخص عنتريات وجقلمبات دونكيشوتية وتظهر نفسها بانها هي من كانت وراء تلك المطالبات اما البقية الباقية من السياسيين فهم حرامية وسلابة واولاد كلب ابن كلب!!! والبعض منهم تنازل في احدى بهلوانيات سيرك العملية السياسية عن راتبه في المحكمة وهو يدري ويعلم بان القشامر والمغفلين وحدهم من يصدق هذه المسرحية لان هذا التنازل لاقيمة دستورية او قانونية له..وكلهم صار يدعي وصلا بليلى. والبعض صار "يرحب" بهذا القرار وان كتلته "النزيهة جدا " ترحب به وهو يصب في "مصلحة" الشعب الصابر... عندما تحرك الشارع العراقي ومنظمات المجتمع المدني بهذا المنحى خرج هؤلاء عن سباتهم وصمتهم وصاروا يتكلمون باسم الشعب المكَرود وانهم مع تقليل الفوارق بين الطبقة السياسية وابناء الشعب فكانت مطالباتهم وجقلمباتهم وطرزنانياتهم واسترجال نائباتهم (العايقات) مجرد فرقعات اعلامية وبهلوانيات شوارعية لكسب اصوات المغفلين والبسطاء. اين كنتم طيلة السنين السابقة.. السنين التي كنتم تنعمون فيها بالعيش الرغيد وتستمتعون بامتيازاتكم العامة والخاصة انتم ومقربوكم وعشائركم وشوارعكم ومليشياتكم باقتسام الكعكعة العراقية الدسمة باسم الدين والمذهب والوطنية والمواطن والسنة والجماعة والقانون في بلد يصير فيه الفراش المحسوب على الكتلة الفلانية مديرا عاما لان مصلحة "المذهب" تقتضي ذلك ويصير البعثي الزنديق مسؤولا او نائبا لان مقتضيات المصلحة العامة و"اللحمة" (او العظمة) الوطنية تفرض ذلك الى اخره... والمشكلة اكبر من الرواتب التقاعدية والامتيازات الخاصة بل انها تكمن في ان اغلب السياسيين طيلة السنين الماضية واللاحقة اسسوا لانفسهم ممالك وإمبراطوريات داخل الدولة ومؤسساتها وشكلوا اذرعا وذيولا ومصالح سياسية وعشائرية واعلامية ومناطقية واقتصادية بحكم وجودهم في صلب القرار وفي قمة هرمية الدولة العراقية وهذا القرار جاء متاخرا جدا والمطلوب مراقبة الرأي العام ومنظمات المجتمع المدني لسلوك السياسيين ومساءلتهم بمبدأ من اين لك هذا... مجرد مسؤول هلفوت وصعلوك من أي حزب من الاحزاب التي نشأت وترعرت تحت خيمة بريمر هو عبارة عن حوت كبير وديناصور مفترس فكيف بالطبقة السياسية ومسؤولي السلطات الثلاث؟؟؟؟
أقرأ ايضاً
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- التداعيات السياسية بعد قرار المحكمة الاتحادية
- إقالة الحلبوسي... نهاية زعامة سياسية وبداية أزمة