حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم العقلاء من المسلمين سنة وشيعة ينادون بالتقريب بين المسلمين وللتقريب اصوله السليمة ايام شلتوت وكاشف الغطاء والبشري والقمي وغيرهم ممن لهم رؤية ثاقبة في كيفية التقريب مع الاخرين من غير التنازل عن معتقداتهم. في منتصف القرن العشرين ظهر رجل دين من الشيعة اراد ان يمارس التقريب مع السنة فاتفق معهم على ان يرفع الشهادة الثالثة من الاذان يقابلها ان يدخل حي على خير العمل في اذان السنة ونفذ الشيعي برفع الشهادة الثالثة الا ان السني لم ينفذ وقال للشيعي هل هكذا تتمسك بامامك بمجرد اتفقت على شيء لا يساوي تنازلك رفعت الشهادة الثالثة ؟ ويوم التحكيم في معركة صفين معروف فان ابا موسى الاشعري (لا اعتقد انه ابله بل جزء من المؤامرة) بعدما ضحك عليه عمرو ابن العاص اراد ان يصعد المنبر ليعلن الاتفاق الا ان ابن عباس سحبه من ثيابه طالبا منه ان يصعد اولا ابن العاص الا ا ن ابا موسى اصر على ان يكون هو الاول لثقته بابن العاص وصعد صاحبنا وذكر ان من بنود الاتفاق انه يخلع بيعة علي، وصعد ابن العاص وقال اتفقنا على ان يخلع كل واحد منا صاحبه فهو خلع صاحبه وانا اتمسك بصاحبي. اليوم هنالك البعض من السذج يسال لماذا تقيمون العزاء على فاطمة؟ لماذا تقولون الشهادة الثالثة اذا كانت مستحبة ؟ لماذا تزورون زيارة عاشوراء ؟ يمكن ان نتركها لان الظرف لا يسمح بذلك. اتعجب من هكذا اصوات ولا اعلم هل يستطيع من يحج بيت الله الحرام ان يحج وفق رؤيته للهلال ؟ فكم من مرة يحجون الشيعة طبقا للمواقيت الوهابية الخاطئة رغما عن انفهم لانهم لا يستطيعون ان يعتمدوا رؤيتهم للهلال فان الوهابية تمنعهم. وهل يستطيع شيعي ان يقف قبالة ضريح النبي ليقرا الدعاء؟ وهل يستطيع شيعي ان يقول للسعودية لماذا لديكم شوارع ومدارس باسم ابي لهب ويزيد وغيرهم من مشركي قريش؟ وهل يستطيع احد منكم ان يقول للوهابي اخر اذانك خمس دقائق فانك سوف لا تؤثم ولو ثبت العكس أي ان توقيت الشيعة هو الصحيح فان صلاتك لا تقبل؟، وهل يستطيع الشيعي ان يصلي على تربة في المسجد النبوي؟ وهل يستطيع الشيعي ان يزور البقيع بحريته ؟ وغيرها وغيرها من الانتهاكات الوهابية، كل هذا وياتي من ينادي بالتقريب بان نتنازل عن عقائدنا وشعائرنا في بلدنا، أي قسمة هذه؟ لاحظ الفرق بين دخول قوات طاغية العراق الى المحافظات الجنوبية في الانتفاضة الشعبانية ودخول الحشد الشعبي للمناطق الغربية الان، ولان ثقافة الطائفيين الغدر والقتل والهدم وهذه الممارسات اقدموا عليها بحق المحافظات الجنوبية سنة 1991 يحاولون اليوم ان يتهموا الحشد الشعبي بما اتصفوا هم به. هل راعى شيخ الازهر التقارب وتانى قليلا قبل ان يصدر بيانه الطائفي الذي ان دل على شيء فانما يدل على نحر التقارب. نعم للتقارب وليس التنازل وليؤمن كل منا بعقائده وليتجنب كل منا النقاط الخلافية اذا تقاربا، وللعلماء والعقلاء حق الحوار بالنقاط الخلافية ضمن دائرة لا يستمع اليها الا العقلاء وعدم ترويجها اعلاميا، اما ان اتنازل لارضي الاخر والاخر لا يتنازل فهذا يسمى تخاذل وليس تقريب.