حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ لايجافي الحقيقية أبدا المنصف الذي يشير بالبنان الى قوات الحشد الشعبي ويشير بشيء من الإنصاف والتقدير او يضع الامور في نصابها الحقيقي، ولا يمكن لأي متابع للشأن العراقي ولاسيما السجالات العسكرية والأمنية المحتدمة "نيابة" عن العالم التي تخوضها قواتنا الأمنية والمسلحة بمساندة قوات وفصائل الحشد الشعبي وقوات البيشمركه ومقاتلي العشائر، ان يغض النظر عن هذه السجالات المحتدمة بضراوة وبسالة منقطعة النظير وحيثياتها ومالآتها وعن الدور الإستراتيجي والفعال لقوات الحشد الشعبي التي أثبتت بفعل ميداني ملموس انها الظهير القوي الذي لاغنى عنه والمشارك الإستراتيجي واللوجستي والميداني والتكتيكي الفعال لقواتنا المسلحة وهي تخوض أشرس معركة على التراب الوطني العراقي ضد اعتى الجيوش الظلامية المنبعثة من دهاليز التاريخ الغابر والموحش وهرطقات وهلوسات الفكر التكفيري الاقصائي المتوحش وبنهج قروسطي متخلف وموغل في التوحش والخرافة. وكحقيقة تاريخية مسلَّم بها للأجيال اللاحقة، تأسس الحشد الشعبي بفعل فتوى تاريخية صدرت من اعلى مراجع التقليد في النجف الاشرف والعالم في 13 / حزيران من العام الفائت تضمنت الجهاد الكفائي للدفاع عن العراق وارضه ومقدساته اي بعد ثلاثة ايام فقط من استباحة عصابات داعش للعراق واحتلالها لثاني اكبر واهم مدينة في العراق (الموصل ام الربيعين الجريحة)، الفتوى وان كانت قد صدرت من اعلى مرجعية شيعية في العراق والعالم الا انها لم تكن موجهة الى الشيعة فقط او الى فئة مقلدي المرجع صاحب الفتوى فقط (السيد السيستاني) ويتطلب منهم تنفيذ الفتوى والالتزام بها حرفيا بحسب العرف الفقهي الفتوائي المتوارث لمراجع التقليد، وايضا لم تكن هذه الفتوى التي تم تأسيس وتشكيل الحشد الشعبي بموجبها لم تكن موجهة الى فئة جغرا ـ طائفية او مناطقية معينة بل هي كانت ولحد الان موجهة لجميع العراقيين ولكل ألوان طيفهم ممن يقدر منهم على حمل السلاح للدفاع عن العراق ككل ومقدساته ككل ودون تمييز او استثناء لمكون عن اخر او لمنطقة عن اخرى او لاقنوم يتمتع بالقدسية دون غيره لان داعش يهدد الجميع، وجاءت هذه الفتوى في الوقت المناسب وقبل ان يستفحل خطر الدواعش لانهم في ايام معدودات استحلوا ـ اضافة الى الموصل ـ مايساوي ثلث مساحة العراق مهددين بقية مناطق العراق بالسقوط بذات السيناريو التدميري ـ الدموي المرعب وكان متوقعا وفق هذا السيناريو ان تتهاوى المدن العراقية وعلى رأسها العاصمة بغداد كقطع الدومينو الواحدة تلو الاخرى بيد داعش وهذا لم ولن يحصل لان استجابة العراقيين ككل لهذه الفتوى (اكثر من مليونين ونصف مليون متطوع)ولنداء الواجب الوطني الذي أملى عليهم واجب الدفاع عن بلدهم ككل ومقدساته ككل، هذه الاستجابة السريعة كانت صدمة حقيقية غير متوقعة للدواعش بعد ان سكرتهم نشوى استباحتهم للموصل وغيرها من المناطق شكلت الانطلاقة الاولى وعلى أسس وطنية وعقائدية ثابتة نحو تحرير جميع التراب الوطني من دنس الدواعش الأغراب وابتدئ بهذه الاستجابة ماراثون التطهير والتحرير الذي كانت بدايته الدفاع عن النفس ودرء الخطر الداعشي عن بقية المناطق الآمنة التي لم يدنسها داعش وان كانت تشهد بين الحين والاخر نشاطات إرهابية من قبل هذا التنظيم وخلاياه النائمة، واستمر هذا الماراثون بالاندفاع اكثر فاكثر من خلال الانتصارات الباهرة التي شهدت تحرير الكثير من المناطق التي كان يحتلها داعش وعدم الاكتفاء بالدفاع عن النفس بل بالهجوم المعاكس ومن موقع القوة والاقتدار وبمناسيب معنويات عالية جدا وتلك الانتصارات تشكل بواكير الاستعداد الوطني الحاشد لتحرير الموصل التي شهدت الانتكاسة الداعشية الاولى(نكسة حزيران العراقية).. ان المساهمة الوطنية الواسعة جدا في فصائل الحشد الشعبي ومن كافة المكونات والطوائف والاثنيات العراقية تدل دلالة واضحة على تلاحم وتماسك النسيج المجتمعي والوعي الوطني العراقي في وجوب التكاتف الوطني في التصدي بمسؤولية لخطورة المرحلة ووجوب الانسجام والسلم الأهلي وذلك بالعبور فوق الطائفية والمناطقية والحساسيات الاثنية والحزبوية، وهذا التكاتف هو الذي دحر التمدد الداعشي وألجم مطلقي الاتهامات والشائعات المغرضة ضد الحشد الشعبي وهو يخوض المعارك الملحمية وفي أوجها وذروتها ويحاول مطلقو تلك الاتهامات الفارغة ان يضللوا الرأي العام بان يعطوا الحشد الشعبي توصيفات طائفية ومناطقية ومليشياوية مستغلين بعض الأخطاء الميدانية التي قد تكون أخطاء فردية غير مقصودة وهي اصوات نشاز وخارج السرب الوطني العراقي تنطلق دائما من زوايا طائفية ومناطقية معتمة وضيقة وخالية من الانصاف والتقدير لمن يقف في الخنادق الأمامية للدفاع عن حياض الوطن..كل الوطن . اعلامي وكاتب عراقي
أقرأ ايضاً
- اختلاف أسماء المدن والشوارع بين الرسمية والشعبية وطريقة معالجتها
- الثقة الشعبية بالمحكمة الاتحادية العليا
- أمة الحشد تنتصر