- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
1425عاما على استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
حجم النص
بقلم:صادق غانم الاسدي للنساء على مرالزمن مآثر كثيرة وقد طرزن بافعالهن عناوين ومساحات واسعة على صفحات التاريخ وازخرن المكتبة العربية بسفر خالد من البطولات والفداء , وقد افرزت الاحداث والوقائع العامة ان بعضهن كانت لهن اشراقات ومواقف سامية تجلت بروح الشجاعة والتضحية والمثابرة لكلمة الحق وعنفوان التحدي , فحينما نستذكر سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد على ابيها وعليها الصلاة والسلام تستشعر انك امام ملكة الكون والمرأة الاولى في الوجود الانساني الذي لانضير لها في الخلق والصبر والتحدي والكرامة والقناعة , فقد اعطت دون مقابل ووهبت افلاذ اكبادها من اجل ان تستمر وتستقيم الدعوة الاسلامية , فهي صابرة وعطوفة وقنوعة وقد سجلت اعلى الارقام القياسية في الحياة بالكرم والجود والايثار لوجه الله خالصة ,فاطمة واهل بيتها خلقت الدنيا لاجلهم وهم خلقوا للاخرة , وكانت البنت التي تقف مع ابيها وتزيل غبار الهم والحزن ومايتعرض له الرسول اثناء دعوته من قبل عتاد قريش , لها وقفة مشرفة وبطولية وهي تضمد جراحات ابيها في معركة احد ,لايوجد لها مثيل في البشرية عاشت فقيرة ومات كريمة وفي قلبها حسرات وعيونها لم تتوقف من ذرف الدموع , قبرها في قلوب المسلمين ومنبرها في كل بقعة من بقاع الارض ,ينادي المنادي يوم التلاقي غضو ابصاركم حتى تمر فاطمة سيدة نساء العالمين , فهي شمس الله في عالم الخليقة وكان رسول الله صل الله عليه واله حينما يخرج الى غزوة او سفر اخر من يودعها ويقبلها واول من يزورها من اهل بيته ويتفقدها في العودة , فاطمة كان مهرها دراهم معدودة واثاث بيتها وسادة من الليف أي امرأة في العالم تقبل بذلك فقد قال رسولنا الكريم صل الله عليه واله اعظم نساء امتي اقلهن مهورا , وقال (فاطمة انسيه حوراء كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها) ثم قال عنها (فاطمة بضعة مني من أذاها فقد إذاني) وقد سماها الرسول بفاطمة لانها فطمة هي وشيعتها من النار الى جانب مجموعة كثيرة من اسمائها والقابها , فقد عاشت في كنف الرسول وتغذت بفضاء العلوم والفكر الذي كان ينيربيت الرسول ولا يخلو منه الوحي وامها سيدة النساء خديجة بنت خويلد التي جعلت مالها وما تملكه خدمة لنشرالاسلام بعد ما عرف عنها بصاحبة الجاه والمال فلم تبالي للدنيا وتحملت ثقل الرسالة وماتت على جلد كبش , يضن المجتمع الاسلامي بان الرسول احب غيرها ولم يتذكرها بعد وفاتها , وايمانا وحباَ لها فقد قال بحقها , (والله ما ابدلني خيراَ منها , أمنت بي حين كفر الناس , وصدقتني أذ كذبني الناس وواستني بمالها أذا حرمني الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء) احب الرسول فاطمة عليها السلام حبا ممزوج بالاحترام والعاطفة الابوية فقد كان مأمورا بحبها لما تمتلكه من صفات المرأة المثالية فلم تشتكي حالها يوما وكل ما يردها تقول هذا بفضل الله عاشت معتصرة بالفقر والجوع فلم تر على وجهها الا محاسن الشكر على النعمة فقد كان بيتها مثال التربية العظيمة ومحطة لقوافل الفقراء والمحتاجين واصبح يشار له بالبنان , فقد روي انه دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على فاطمة عليها السلام وهي تبكي وتطحن بالرحى وعليها كساء من أجلة الابل, فلما رآها بكى, وقال: يافاطمة تجرعي مرارة الدنيا اليوم لنعيم الاخرة غدا, فقالت فاطمة عليها السلام: يا رسول الله صلى الله عليه وآله، الحمد لله على نعمائه والشكر لله على الآئه, ومن جانب اخر كانت السيدة فاطمة عليها السلام تهتم بشؤون بيتها وتهيأ كل ما يجعل من الحياة الزوجية واطار الاسرة مفتاح للسعادة والرحة وتوفيرالاحتياجات قدر المستطاع , قيل إن يوماً خرجت فاطمة من بيتها بعد أن أصاب المدينة قحط وجوع فذهبت إلى بيت أبيها وطرقت الباب فقال الرسول أنها فاطمة , لتطلب منه بعض الحاجيات لتعينها على جوعها وشدة فقرها , فقال الرسول الكريم والذي بعث أبيك بالحق لم يشتعل نار في بيت محمد منذ شهرين عندي عنزة وخمسة كلمات علمني بها جبرائيل أيهما تختارين , فقالت يأبي أعطيني كلمات جبرائيل , فقال لها قولي ياأول الأولين , ياأخر الآخرين , ياذا القوة المتين , ويا ارحم المساكين , ويا ارحم الراحمين ارحمنا برحمتك , ثم خرجت من بيت الرسول إلى بيتها فشاهدها علي عليه السلام وقال لها مابيك! قالت خرجت اطلب لك الدنيا ورجعت لك بالآخرة , قبل إن تتوفى والدتها كانت السيدة خديجة تتأوه وتبكي فقالت لها أسماء بنت عميس: اتبكين وأنت سيدة نساء العالمين ؟ وأنت زوجة النبي؟ مبشرة على لسانه بالجنة ؟ فقالت: مال هذا أبكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لابد لها من امرأة تفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها , وفاطمة حديثة عهد بصبا , وأخاف أن لايكون لها من يتولى أمرها حينئذاً وقد شاع الرسول بين أمته في كثير من المناسبات أن ابنته (فاطمة بضعة مني يرضيه مايرضيها , ويسخطه مايسخطها) ومن ذلك فأن الله جل وعلا يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها , إما زواجها فقد جاء بأمر الله سبحانه وتعالى حينما قال (ياعلي إن الله أمرني إن أزوجك فاطمة),ثم قال لها الرسول يافاطمة زوجتك أقدم الناس إسلاما أكثرهم علماً وأعظمهم حلماً وحينما توفيت فاطمة الزهراء عليها السلام تركت لنا ارثا وثقلا كبيرا وحجج قد ملئت الكون بهم وقد رثاها علي عليه السلام بهذه الابيات الجميلة (نفسي على زفراتها محبوسة ,, ياليتها خرجت مع الزفرات ,,,لأخير بعدك في الحياة وإنما,,, أبكي مخافة إن تطول حياتي)) (ولفاطمة الزهراء عليها السلام شواهد ومعجزات حدثت ولولا بركة الزهراء ومعجزتها في معركة حزب الله مع اسرائيل عام 2006,والتفاصيل كثيرة لايستعوبها المقال لما حقق الانتصار الكبير على احدث الاسلحة في العالم وتطورها , وقد حدثت لزميلي الصحفي الاستاذ سليم صالح بركة من بركات الزهراء اثناء استلام المنحة السنوية البالغة مليون دينار من مصرف الطالبية والذي لم تظهر بصمته على الجهاز في جميع الاصابع رغم تكرار المحاولة ثلاثون مرة وتركنا المصرف وعاودناه قبل نهاية الدوم وكذلك لم تظهر البصمة رغم كل المحاولات وكنت احمل قطعة للتبرك في جيبي عليها اسم فاطمة الزهراء فاخرجتها فمسح بها ابهامه الايمن وسرعان ما اضاء الجهاز دون انقطاع , مما اذهل الحاضرون وبكى زميلي وذهب مسرعا لتأدية صلاة مهداة للسيدة الزهراء , اللهم ارحمنا وغفر من ذنوبنا وادخلنا الجنة بعظمة وبركة الزهراء عليها السلام.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد